وقعت الولايات المتحدة والصين على المرحلة الأولى من الاتفاق التجاري منتصف يناير، وهو ما اعتبره مراقبون بمثابة هدنة بعد تصعيد وتوترات استمرت على مدار أشهر طويلة، لكن لماذا لا يزال الأمر مختلفاً بالنسبة لشركة التكنولوجيا الصينية "هواوي"؟
أحرزت "هواوي" تقدماً كبيراً في تطوير شبكة اتصالات الجيل الخامس "5G" واستعانت بها العديد من الدول حول العالم لدمج هذه التكنولوجيا الواعدة في قطاعاتها، لكن ذلك لم يرض واشنطن التي تضغط على حلفائها كي يغلقوا هذا الملف، فماذا وراء هذه الضغوط؟
تهديدات أمنية!
- تحدث مسؤولون أمريكيون علانية عن التهديدات التي تشكلها "هواوي"، فبعيدا عن السباق التكنولوجي المحموم بين عمالقة قطاع الاتصالات حول العالم، ترى واشنطن أن الشركة الصينية على علاقة بأجهزة ووكالات استخباراتية حكومية في بكين.
- نتيجة ذلك، فإن "هواوي" متهمة باستغلال معداتها التكنولوجية وأنشطتها في مختلف الدول خاصة الغربية منها في التجسس على الحكومات والأفراد والمؤسسات ونقل ما تحصل عليه من معلومات إلى الأجهزة الحكومية الصينية.
- يرى محللون أنه من الصعب استثناء "هواوي" من معادلة التجسس في ظل التاريخ الطويل للشركات الصينية من عمليات القرصنة والاختراق وانتهاك حقوق الملكية الفكرية.
- هناك انقسام داخل الإدارة الأمريكية بشأن "هواوي"، ففريق يرى ضرورة السماح لها بالتنافس في المعترك التكنولوجي مع الشركات المحلية والعالمية، وفريق آخر يرى ضرورة حظر أنشطتها ووقف تعامل الشركات الأمريكية معها.
- يمكن التعامل مع "هواوي" وفق ثلاث استراتيجيات، الأولى تقنية بحيث يجب تشجيع الدول والحكومات على الوصول إلى أعلى معايير التشفير والأمان السيبراني في مواجهة أي تهديدات اختراق أو تجسس.
- الاستراتيجية الثانية تكمن في تشجيع صناعتي التكنولوجيا والاتصالات على الانفتاح والتعامل باحترافية مع "هواوي" وغيرها من خلال السماح بالتنافس.
- أما الاستراتيجية الثالثة، فتركز على ضرورة التعاون بين الدول الغربية لمواجهة خطر "هواوي" المحتمل، وهذا ما على أوروبا فعله، من خلال تأسيس معايير مشتركة وإطلاق تحالفات تكنولوجية منافسة للشركة الصينية.
نسمح أو لا نسمح.. تلك هي المشكلة
- ربما تكون الولايات المتحدة وغيرها من الدول في الغرب مبالغة بشأن تهديدات "هواوي" ومخاطرها الأمنية والسيبرانية، لكن توجد دول أخرى بدأت تبدي مرونة في التعامل مع الشركة الصينية.
- رغم ضغوط أمريكية وداخلية، أعلنت ألمانيا أنها ستتعاون مع "هواوي" في السماح لها بتطوير شبكة اتصالات الجيل الخامس "5G" في البلاد.
- منح رئيس الوزراء البريطاني "بوريس جونسون" الضوء الأخضر للشركة الصينية بالفعل من أجل بناء شبكة "5G" في المملكة المتحدة، لكنه صرح في نفس الوقت بأن "هواوي" ستمنع من العمل في مواقع بالغة الحساسية كالمنشآت العسكرية.
- في نفس الوقت، ورغم التضييق، يخشى محللون من أن يؤدي ذلك إلى تأجيل الاستفادة من إمكانات شبكة "5G" وسط دول العالم المتقدم.
- يبدو من ذلك، أن العديد من الدول في الغرب تريد تكنولوجيا "هواوي" بالفعل وتخشى من عدم اللحاق بركب السباق في هذا المجال، لكنها الضغوط الأمريكية والمخاوف بشأن تهديداتها الأمنية المحتملة تحول دون التوسع في ذلك.
- ربما توضح الأيام المقبلة ما ستؤول إليه الأمور بالنسبة لـ"هواوي" على خلفية التوصل إلى الاتفاق التجاري المرحلي بين واشنطن وبكين، فهل ستكون الشركة الصينية رمانة ميزان القوة بين الدولتين؟
المصادر: إيكونوميست، جارديان
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}