وفقًا لتقرير المخاطر العالمية لعام 2020 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي فإن الترابط بين سلاسل التوريد التجارية العالمية جعل العالم أكثر عرضة للاضطرابات الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن تفشي الأمراض المعدية المحلية.
وبينما تكافح بكين للعودة إلى العمل هذا الأسبوع بعد اندلاع الفيروس الجديد من كورونا "COVID-19"، لا يزال عدم اليقين حول كيفية تطور الوضع خلال الأسابيع والأشهر المقبلة هو سيد الموقف. لكن الذي بات جلياً هو الاستجابة الساحقة للشركات الصينية للانضمام إلى الكفاح الدولي ضد تفشي هذا المرض.
وفيما يلي خمس طرق تتبعها الشركات الصينية لمكافحة فيروس كورونا ومساعدة أكثر المتضررين.
الحفاظ على استمرار تشغيل سلاسل التوريد
من الطبيعي أن تكون وجهة التحرك الأولية للشركات الصينية هي اللوجستيات في سلاسل التوريد، وذلك ليس فقط نتيجة لتفوق الصينيين في هذا المجال ولكن أيضًا بسبب أن إدارة تلك الأزمة تتطلب ضمان وجود إمدادات كافية من المواد بما في ذلك الأقنعة الجراحية والمطهرات والبدلات الواقية ونظارات السلامة للعاملين الطبيين في المناطق الموبوءة.
فعلى سبيل المثال قامت شركات مثل "علي بابا" و"بايدو" و"بنك الصين" و"بنك التعمير الصيني" و"شاومي" وغيرها بالتبرع بكميات كبيرة من لوازم الرعاية الصحية والأغذية للمناطق المتضررة، كما قامت بعض الشركات المصنعة مثل "بي واي دي" و"فوكسكون" ومجموعة "قوانجتشو المحدودة للسيارات" بإنشاء خطوط تجميع مؤقتة لإنتاج أقنعة ومطهرات إضافية.
كما التزمت شركة البقالة "HEMA (Freshippo)" التابعة لـ"علي بابا" بسياسة بقاء المحال مفتوحة طوال اليوم والحفاظ على مستويات الأسعار كما هي وعدم تعطيش السوق. كما تعاونت الذراع اللوجستية لشركة علي بابا مع العشرات من مثيلاتها لإطلاق مبادرة "القناة الخضراء" من أجل تسريع تسليم الإمدادات الطبية بسرعة وأمان من جميع أنحاء العالم إلى المناطق المتضررة.
وتقدم ما يلزم لتحسين البنية التحتية
لقد كان النقص في أسرة المستشفيات لاستقبال المصابين يمثل تحديًا كبيرًا وقد عملت الشركات على معالجته. ومن الأمثلة البارزة على السرعة والكفاءة إنشاء مستشفى "Huoshenshan" والذي يتسع لـ 1000 سرير، وكذلك ومستشفى "Leishenshan" الذي يتسع لـ 1600 سرير في ووهان. والجدير بالذكر أن كلاهما تم بناؤه في أقل من 10 أيام.
كما تعمل عدة شركات أخرى بطرق غير مباشرة ولكنها لا تقل أهمية عن سابقتها. فعلى سبيل المثال بذلت مؤسسة الشبكة الحكومية الصينية جهودًا ضخمة لتوصيل الطاقة للمنشآت الحيوية. وقامت شركة "فار إيست سمارتر إنرجي" بمد شبكات الطاقة إلى المستشفيات. هذا وعلمت شركتا "هواوي" و"الاتصالات الصينية" على إنشاء مركز للتشخيص عن بُعد باستخدام الفيديو ومزود بتقنية 5G، والذي يُمكِّن الطاقم الطبي من إجراء مشاورات عن بُعد عبر الإنترنت مع المرضى المحتملين.
محاربة نشر المعلومات الخاطئة عن المرض
على خلفية السهولة التي أصبح عليها الاتصال بالإنترنت فإن العالم اليوم بات أكثر عرضة من أي وقت مضى لانتشار المعلومات المزيفة وبسرعة فائقة أكثر من سرعة انتشار المرض ذاته. ولذلك قامت العديد من الشركات الصينية بتوفير قنوات جديدة لتبادل المعلومات الموثوق من صحتها والتصدي للإشاعات.
على سبيل المثال ، أنشأت "بايدو" خريطة تفاعلية ووضعتها في تطبيق "Baidu Map App" وتعرض بشكل مباشر المواقع الفعلية للحالات المؤكدة والمشتبه فيها من الفيروس حتى يتمكن الناس من تجنب المناطق الأكثر إصابة. كما أطلقت شركة " كيهو 360 تكنولوجي" منصة تمكن المسافرين من التحقق ما إذا كان أي شخص سافر معهم بالقطار أو الطائرة قد أظهر نتائج إيجابية تثبت حمله للمرض حتى يتمكنوا من اتخاذ تدابير الحجر الصحي المناسبة أو زيارة المستشفى في حالة ظهور الأعراض.
ولضمان توفير معلومات طبية موثوقة، قامت "ميديبديا" وهي موسوعة للرعاية الصحية بتضمين معلومات عن الأعراض الخاصة بكورونا ، كذلك عن العلاج الطبي والتدابير الوقائية يقوم بتحريرها ومراجعتها خبراء طبيون مشهورون. كما أطلقت "تينسنت" أيضًا خريطة العيادات الخارجية للسماح للمستخدمين بالبحث عن أقرب العيادات.
ومن أجل إتاحة الوصول إلى الرعاية الصحية الجيدة بسهولة قام موقع "بينج آن إنشورنس" باستخدام قاعدة البيانات الطبية "Ask Bob" لتوفير بوابة إلكترونية تحوي جميع المعلومات المحدثة الخاصة بالفيروس، كما أطلقت العديد من الشركات الأخرى خدمات صحية مجانية عبر الإنترنت.
العمل والدراسة عن بعد
بفعل انتشار المرض تحولت الصين إلى بالون اختبار للعمل والتعلم عن بعد. فبالفعل يستخدم ملايين العمال عدة تطبيقات للعمل عن بعد باستخدام الإنترنت مثل "دينج توك" من علي بابا. كما أن هذه التطبيقات أضافت عدة خدمات جديدة لمستخدميها في الأسابيع الماضية، بما في ذلك زيادة حصة المشاركين في مكالمات الفيديو الجماعية وأوقات الاتصال والتدقيق الصحي عبر الإنترنت.
وحتى اللحظة لا تزال المدارس والجامعات في الصين مغلقة إلى أجل غير مسمى لتجنب انتشار الفيروس. ولتقليل تأثير التأجيلات المدرسية، قامت منصات التعليم عبر الإنترنت بتقديم دروس مجانية عبر الإنترنت لطلاب المدارس في جميع أنحاء البلاد.
وللحد من تأثير المرض على معدلات البطالة، أطلق كل من "علي بابا" و"جيه دي.كوم" خطة لتوظيف المواهب. وتقوم الخطة على توظيف الناس في القطاعات المتأثرة لفترة مؤقتة، بما في ذلك المطاعم والمحلات التجارية الصغيرة التي تم إغلاقها بموجب القانون أو أغلقت أبوابها بسبب نقص العملاء.
حلول تقنية
تقوم الشركات بتطوير ومشاركة أدواتها التكنولوجية للتصدي لهذا المرض والأوبئة المستقبلية بفاعلية. على سبيل المثال، لزيادة قدرة منتجات الكشف عن الفيروسات وتسريع عمليات الاختبار قامت الإدارة الوطنية للمنتجات الطبية في الصين بتبسيط الإجراءات الخاصة بالموافقة على عينات الاختبار وأنظمة تسلسل الجينات. كما قامت شركة "BGI" وهي شركة بيانات جينومية بزيادة إنتاج أدوات الاختبار الخاصة بها، وتبرعت بها إلى ووهان وأنشأت مختبر "Huoyan" ، وهو مختبر للطوارئ يهدف إلى تسريع اختبار الحالات.
كما قدّمت شركة علي بابا للحوسبة السحابية إمكاناتها في الذكاء الاصطناعي لمؤسسات البحث العامة مجانًا لدعم أنشطة الكشف عن التسلسل الجيني للفيروسات، والبحث والتطوير في مجال العقاقير. في الوقت نفسه تبرعت شركة "نيوسوفت ميديكال" بأجهزة ومنتجات طبية للمستشفيات في ووهان.
المصدر: المنتدى الاقتصادي العالمي
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}