نبض أرقام
00:23
توقيت مكة المكرمة

2024/07/12
2024/07/11

المسؤولية البيئية .. أين يقف العالم من الطيران الأخضر؟

2020/03/05 أرقام

عندما أقلعت أول رحلة طيران في الأول من يناير 1914، لم تكن انبعاثات الكربون الناتجة عن الطيران والملوثة للهواء هي الشغل الشاغل لدول العالم. ولكن بعد مرور أكثر من قرن على تلك الرحلة وتحديداً في 2019 ساهمت الناشطة البيئية الشابة "جريتا ثونبرج" في رفع الوعي العالمي بالمصطلح السويدي "flygskam " والذي يعني "عار الطيران"، وكان لقرارها بعبور الأطلسي بالقارب لحضور قمة الأمم المتحدة أثر خيالي في جميع أنحاء العالم.

 

 

كان أول من بدأ حركة التخلي عن السفر جواً هو المغني السويدي "ستافان ليندبرج" حين تعهد بالتخلي عن الطيران في عام 2017. والهدف من حركة "flygskam" هو التأثير على الأفراد للحد من سفرهم جواً مما يحد من الانبعاثات الكربونية الناتجة عن حركة الطيران. وقد بات جلياً قيام صناعة الطيران بتحركات جوهرية لتنفيذ ممارسات مستدامة بيئياً.

 

ما هو الطيران الأخضر؟

 

بالرغم أن الانبعاثات الكربونية الناتجة عن الطيران تبلغ فقط 2.5% من إجمالي الانبعاثات العالمية في 2018 إلا أن تلك النسبة ارتفعت بحوالي 32% خلال الفترة ما بين عامي 2013 و2018.

 

وفقًا لوكالة ناسا، فإن الطيران الأخضر هو مصطلح يستخدم لوصف الأنشطة التي تتبعها صناعة الطيران التي تعمل على تحسين كفاءة الطائرات وتقليل التلوث الضوضائي والحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.

 

وتتخذ شركات الطيران ومصنعو الطائرات والمطارات خطوات مهمة لضمان تطور الصناعة لتزويد المستهلكين المهتمين بالبيئة بخيارات أكثر مراعاة للبيئة.

 

 

شهد معدلات استهلاك الطائرات للوقود تحسناً كبيرًا نتيجة قيام قطبي صناعة الطائرات "إير باص" و"بوينج" بتصنيع طائرتين أكثر كفاءة هما "A350 XWB" و"737 دريملاينر". والطائرة ذات الكفاءة في استهلاك الوقود تعني أن الطائرة يمكنها السفر مسافة أطول باستخدام جالون واحد من الوقود فقط.

 

كما تستثمر صناعة الطائرات بكثافة في البحث والتطوير لصنع طائرة كهربائية أو طائرات هجينة (تعمل بالوقود والطاقة الكهربائية).

 

تنوع وقود الطائرات

 

يمكن الوصول للطيران الأخضر عن طريق تنويع مصادر الوقود اللازم للطائرات باستخدام أنواع وقود أكثر استدامة مثل ذلك المنتج من الطحالب والنباتات وزيت الطهي أو حتى النفايات.

 

وقود الطائرات المستدام هو بديل يمكن أن يحل محل وقود الطائرات التقليدية مباشرة، حيث إنه له نفس الصفات والخصائص. ويمكن استخدام كلا النوعين من الوقود في المحرك ونظام الوقود الخاص بنفس الطائرة.

 

في عام 2019، قامت طائرة تابعة لشركة الاتحاد للطيران بتشغيل طائرة بوينج 787 دريملاينر باستخدام مزيج من وقود الطائرات والوقود الحيوي مصنوع من الساليسكورنيا، وهي نبتة تنمو في صحراء أبو ظبي.

 

بالإضافة إلى ذلك، استخدمت أكثر من 170 ألف رحلة حتى الآن مزيج وقود الطائرات التقليدي والحيوي، بما في ذلك الرحلات الجوية التابعة لشركات "كانتاس" و"يونايتد إيرلاينز" و"فيرجن أتلانتيك" و"ألاسكا أيرلاينز".

 

ووفي الوقت نفسه توفر العديد من المطارات أنواعًا من الوقود المستدام للطائرات مثل مطار أوسلو ومطار بيرجن ومطار لوس أنجلوس الدولي ومطار "ستوكهولم أرلاندا".

 

الأهداف الاستراتيجية لقطاع الطيران

 

في عام 2009، وضعت الرابطة الدولية للنقل الجوي أهدافًا استراتيجية لصناعة الطيران، ويشمل ذلك نموًا محايدًا للكربون بداية من عام 2020، مما يعني أنه حتى إذا كان هناك نمو في  حركة الطيران، فلن يرتفع مستوى صافي انبعاثات الكربون الناتجة عن تلك الزيادة. وتشمل الأهداف الأخرى تخفيض صافي انبعاثات الكربون بنسبة 50 ٪ بحلول عام 2050، مقارنة بمستويات عام 2005.

 

وبداية من يوليو 2019 تعهدت 81 دولة تمثل مجتمعة 77%  من حركة الطيران الدولي بالمشاركة في خطة مفاوضات الأمم المتحدة المعروفة باسم خطة التعويض عن الكربون وخفضه في مجال الطيران الدولي (كورسيا).

 

وتهدف الخطة إلى وضع حد أقصى لأي زيادة في انبعاثات الكربون عن طريق شراء ما تسمى بتعويضات الكربون. ويعني ذلك قيام الشركات أو الحكومات أو الأشخاص بتعويض الانبعاثات الناتجة عن نشاط محدد بتخفيض الانبعاثات الناتجة في مكان آخر، وذلك من خلال دفع مبلغ مالي تعويضاً عن الكربون المنبعث بسبب السفر جواً.

 

 

وقد انضمت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إلى تلك الخطة، وهما من أكبر الدول المنتجة انبعاثات الكربون.

 

ضمان بقاء صناعة الطيران على المسار الصحيح نحو الاستدامة البيئية يحتاج لجهود تعاونية جبارة، كما يجب أن يدرك الجميع أن مكافحة تغيير المناخ هو عمل مستمر.

 

ويمكن لقرن آخر من الطيران أن يكشف لنا عن الابتكارات التكنولوجية التي تضمن الوصول لعصر الطيران الأخضر. ورغم المسؤولية الفردية التي تقع على عاتق الكثير من الأشخاص من أجل خفض معدلات السفر جواً فإن المسؤولية الأكبر تقع على عاتق صناعة الطيران والحكومات لتوفير بدائل أكثر استدامة من الناحية البيئية.

 

المصدر: سي إن بي سي

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة