تعرض شيشان جوثام الذي يتعامل في تأجير السيارات الفارهة لبداية محبطة لعام 2020 عندما ألغى قرابة ثلثي زبائنه الصينيين حجوزات في يناير كانون الثاني بسبب تفشي فيروس كورونا.
وتلقت شركته، ابتاون لتأجير السيارات-دبي، الضربة واعتقد جوثام أن الأسوأ قد انتهى. لكن بعد ذلك علقت السعودية، أكبر مصدر لزبائنه، الرحلات الجوية من الإمارات وإليها هذا الأسبوع لاحتواء انتشار فيروس كورونا.
وقال لرويترز في معرض الشركة في منطقة وسط مدينة دبي ”يحب الصينيون قيادة سيارات لامبورجيني ... (لكن) السعوديين هم أكبر أسواقنا.“
ومعرض الشركة الذي يضم 120 سيارة، منها بي.إم.دبليو ورولز رويس يجري تأجيرها بما يصل إلى ثمانية آلاف درهم (2178 دولار) في اليوم، قريب من مول دبي وبرج خليفة، وهما من أكبر عوامل الجذب لملايين السائحين.
وقال ”إذا استمر هذا من 15 إلى 20 يوما فقط، فإننا كشركة كبيرة مستقرون ... لكن إذا استمر حتى العيد سنحتاج لتغيير بنية نموذج أعمالنا،“ في إشارة إلى عيد الفطر الذي يحل هذا العام في مايو أيار.
وتأمل ابتاون وشركات أخرى تعتمد على السائحين في دبي بانحسار الأزمة الصحية العالمية قبل موعد معرض إكسبو 2020 العالمي بالمدينة في أكتوبر تشرين الأول، والذي تشير تقديرات لمنظميه إلى أنه سيجتذب 11 مليون زائر من أنحاء العالم.
ويوصف إكسبو بأنه معرض للثقافة والأعمال والتكنولوجيا، إذ يضم أجنحة من 192 دولة ويشهد أيضا حفلات موسيقية وفعاليات أخرى على مدار ستة أشهر.
ويقول منظمو إكسبو إن التجهيزات لا تزال تمضي في مسارها. وقال متحدث باسم إكسبو لرويترز ”نتشاور عن قرب شديد مع السلطات المحلية والمكتب الدولي للمعارض في باريس في ظل تطور الموقف.“
وقال متحدث باسم دائرة المالية في دبي إنه بنهاية إكسبو، ستكون الإمارة قد أنفقت 30 مليار درهم (8.17 مليار دولار) على مشروعات للبنية التحتية مرتبطة بالمعرض الذي يستمر حتى أبريل نيسان 2021.
القوة القاهرة
لكن أنشطة بعض فنادق دبي بدأت تشعر بالألم من تباطؤ حركة السفر العالمية.
وأفادت بيانات أولية من إس.تي.آر المتخصصة في تحليل البيانات بأن معدلات إشغال الفنادق في دولة الإمارات العربية انخفضت 6.6 بالمئة على أساس سنوي، بينما تراجعت الإيرادات لكل غرفة متاحة 21.4 بالمئة.
وأعلنت إعمار العقارية في دبي القوة القاهرة يوم الاثنين، قائلة إنها ستتوقف عن تلقي حجوزات في ثلاثة من فنادقها للفترة من 15 مارس آذار إلى 31 أغسطس آب.
وجرى خلال الأسابيع القليلة الماضية إلغاء أو تأجيل حفلات موسيقية وفعاليات رياضية ومؤتمرات صناعية في الإمارات التي سجلت 74 حالة إصابة بفيروس كورونا.
وتضررت الحبتور سيتي، وهي مجموعة تضم ثلاثة فنادق، في الوقت الذي تقلص فيه الشركات السفر غير الضرورية وتؤجل فعاليات.
وقال المدير العام للمجموعة فريدريك راينيش ”كان يجب أن يكون الإشغال لدينا 90 بالمئة في الوقت الحالي وبدلا من ذلك لدينا 60 بالمئة.“
وبدعم من التجارة الخارجية والسياحة ووضع الإمارة باعتبارها المركز الإقليمي الرئيسي لخدمات الأعمال، فإن اقتصاد دبي هو الأكثر تنوعا في منطقة الخليج التي لا تزال الحكومات فيها تعتمد بشدة على إيرادات النفط.
لكنها سوق العقارات بها شهدت تباطؤا في أغلب السنوات العشر الماضية بسبب زيادة في المعروض من الوحدات السكنية، إلى جانب بطء في النمو الاقتصادي مرتبط بهبوط أسعار النفط منذ 2014.
ومع تعرض أسعار النفط لضغوط مجددا، لتنخفض بأكثر من 40 بالمئة منذ بداية العام، فإن التوقعات الاقتصادية للإمارات، التي تتركز ثروتها النفطية في العاصمة السياسية أبوظبي، تواجه مخاطر نزولية.
ونصح مصرف البلاد المركزي الشهر الماضي البنوك بإعادة جدولة القروض وخفض الرسوم والعمولات في إطار إجراءات لتخفيف الآثار الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا.
آمال إكسبو
لا يزال راينيش، مدير عام الحبتور سيتي، متفائلا بأن النشاط سيتعافى مجددا.
وقال ”نعتقد أن هذا سيكون وقتا قصيرا إلى حد ما، وسنشهد ربعا رابعا عظيما.
”لدينا إكسبو قادم بعد الصيف ولا نرى سوى مؤشرات إيجابية، فالوفود تستفسر وتسأل عنه.“
وتوقعت أرقام كابيتال، ومقرها دبي، العام الماضي فوائد اقتصادية من إكسبو بما يصل إلى تسعة مليارات دولار من إنفاق إضافي للسائحين.
لكن محللين يقولون إن أي زيادة ستكون محدودة ومن المستبعد أن تدعم قطاع العقارات في الأجل الطويل.
وقال وليام جاكسون كبير اقتصاديي الأسواق الناشئة لدى كابيتال إيكونوميكس ”الدعم (من إكسبو) سيكون مؤقتا والطاقة الزائدة المحتملة في قطاعي العقارات والسياحة بعد الحدث من المرجح أن تضغط على إيرادات الكيانات المرتبطة بالحكومة.“
وحتى إكسبو، تأمل بعض شركات دبي في أن يعوض المحليون النقص في أعداد السائحين.
وقال حسام كمال المدير العام بفندق أمواج روتانا في منطقة مساكن شاطئ الجميرا على البحر التي لا تهدأ المطاعم والمقاهي فيها ”لا بأس إذا كان هناك تباطؤ لشهر أو اثنين.“
لكن ذلك ليس خيارا بالنسبة لشركة أخرى لتأجير السيارات الفارهة، حيث تلقى ممثل مبيعات، رفض ذكر اسمه، عدة مكالمات للإلغاء من سعوديين، والذين يشكلون 80 بالمئة من عملاء الشركة. وقال إن الإماراتيين لديهم سياراتهم الفارهة الخاصة بهم.
في الوقت نفسه، فإن مبعث قلقه في الوقت الحالي هو تنظيف السيارات كما ينبغي من أجل العدد القليل من عملاء التأجير المتبقين. وقال ”إذا عثرت على ديتول في أي مكان، رجاء.. أخبرني.“
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}