أثار التراجع الحاد لأسعار النفط في التاسع من مارس صدمة في الأسواق أعقبه إعلان شركة أرامكو يوم الثلاثاء عزمها تزويد عملائها بما يصل إلى 12.3 مليون برميل يوميا في أبريل بزيادة 300 ألف برميل عن الطاقة القصوى البالغة 12 مليونا.
وكان التراجع نتيجة لرفض روسيا مقترح منظمة أوبك بخفض جماعي لإنتاج الخام بنحو مليون ونصف المليون برميل يوميا أو ما يعادل 1.5 في المائة من المعروض العالمي وذلك بهدف معادلة تأثير الطلب المتراجع بسبب وباء كورونا.
وقد تناولت العديد من الصحف ووسائل الإعلام الغربية التطور الكبير وتباينت آراؤها في تحديد آثاره المحتملة وتحديد الفائز والخاسر.
واشنطن بوست: الخاسر الأكبر هو أمريكا:
ذكرت صحيفة واشنطن بوست في افتتاحيتها يوم الأربعاء أن حرب أسعار النفط تدور في ظاهرها بين السعودية وروسيا "لكن الخاسر النهائي وربما يكون الهدف هو الولايات المتحدة أكبر منتج للخام في العالم".
"بعد سنوات من التحسر على خسارة حصة بلاده السوقية أمام النفط الصخري الأمريكي والعقوبات الأمريكية قرر (الرئيس الروسي) فلاديمير بوتين أن يرد في شكل إنتاج بلا قيود يهدد بإفلاس الكثير من الشركات الأمريكية المثقلة بالديون".
والرابح الأكبر تجار النفط
ذكرت وكالة بلومبيرج أن حرب الأسعار بين السعودية وروسيا تتناول فرص ربح بمليارات الدولارات لكبار تجار النفط في العالم.
"بضخ المزيد من الخام في سوق متخمة بالفعل تتقلب أسعار الخام ويظهر وضع جديد للسعر استفادة من وضع الكونتانجو الذي يتيح للتجار ربح أموال بسهولة بشراء النفط منخفض السعر وتخزينه ثم بيعه".
اقتصادات أخرى ستتضرر بشدة
قال موقع ozy.com الأمريكي إن آثار الخلاف ستظهر في دول أخرى ليست طرفا فيه مثل نيجيريا وهي إحدى أكبر الدول المنتجة للخام وقد ربطت ميزانيتها للعام الجاري 2020 بسعر 54 دولارا للبرميل، الأمر الذي يجبر البلد صاحب أكبر اقتصاد في إفريقيا على خفض كبير في الإنفاق.
بلومبيرج: بوتين غير محصن من تداعي أسعار الخام
قالت وكالة بلومبيرج إن الخبراء يشككون في زعم روسيا بقدرتها على التكيف مع سعر للنفط أقل من 25 دولارا لعشرة أعوام مقبلة.
"قضت روسيا الأعوام الخمسة الماضية في تقليص ميزانيتها وبناء احتياطات تزيد على 500 مليار دولار ...لكن في الواقع يرى محللون أن الكرملين قد يستشعر الألم إذا استمرت حرب الأسعار أكثر من عام".
شركات للخدمات البترولية قد تخرج من الصناعة
توقعت شركة رستاد إنيرجي النرويجية خروج شركات متخصصة في الخدمات البترولية من صناعة النفط نتيجة التراجع الشديد في أسعار الخام.
وأشارت تقديرات الشركة إلى أنه إذا استمر سعر النفط دون 30 دولارا للبرميل، فإن شركات الاستكشاف والإنتاج في أنحاء العالم ستقلص الإنفاق بواقع 100 مليار دولار هذا العام و150 مليارا أخرى في العام المقبل، ما سيدفع بعض شركات الخدمات في حقول الخام إلى الخروج من الصناعة.
جولدمان ساكس يتوقع استقرار الأسعار قرب 30 دولارا لمدة ستة أشهر
قال داميان كورفالين الخبير الاستراتيجي في النفط لدى بنك جولدمان ساكس إن أسعار الخام ستبقى منخفضة قرب 30 دولارا للبرميل لمدة ستة أشهر مقبلة على الأقل، مشيرا إلى أن "هذا هو الوقت الذي ستستغرقه (الأسعار ) لتحقيق إعادة التوازن المطلوب".
خروج النفط الصخري من المنافسة سيعيد الأسعار للارتفاع
كانت شركات النفط الصخري الأمريكية تعاني بالفعل قبل ظهور فيروس كورونا فكان الانهيار الأخير في أسعار الخام ضربة قوية أخرى.
وتوقعت شركة ريموند جيمس للاستثمارات أن يؤدي خروج النفط الصخري من السوق إلى معاودة الأسعار للارتفاع، مشيرة إلى أن "الضحية المباشرة هو النفط الصخري الأمريكي. سيصل النفط إلى أدنى نقطة عندما يبدأ منتجوه فعليا في إغلاق الآبار".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}