اتسمت حركة نقل البضائع خاصة المواد الغذائية والخضروات والفواكه من وإلى السلطنة بالاعتيادية، ولم تتأثر سلسلة الإمدادات بالإجراءات الاحترازية التي اتخذتها السلطنة لمواجهة تطور فيروس كورنا -كوفيد 19-، كما اتسمت الحركة في قطاع الموانئ والمناطق الحرة بالانسيابية.
وتقرر بداية من الأسبوع القادم توفير توفير حاويات مبردة لاستيراد الخضراوات والفواكه واللحوم وغيرها من المواد الغذائية مباشرة من بلد المنشأ.
وقد تشكلت لجنتان لمتابعة الموقف، إحداهما في وزارت الزراعة والثروة السمكية، والأخرى في وزارة التجارة والصناعة لمتابعة وتسهيل انتقال البضائع وتوافرها في الأسواق.واللجنتان في حالة انعقاد دائم، حيث يترأس لجنة التجارة والصناعة سعادة المهندس أحمد بن حسن الذيب وكيل وزارة التجارة والصناعة، بينما يترأس لجنة الزراعة سعادة الدكتور أحمد بن ناصر البكري وكيل الزراعة والثروة السمكية للزراعة.
وأكدت مصادر حكومية أن الإمدادات البرية لم تتأثر حتى الآن، حيث استمرت حركة نقل البضائع عبر الشاحنات والبرادات من المنافذ البرية خاصة مع المملكة العربية السعودية. هذا مع الوضع في الاعتبار أن معظم واردات السلطنة من البضائع الغذائية أصبحت تأتي حاليًا عبر الموانئ البحرية خاصة ميناء السويق وميناء السلطان قابوس.
أكد نبيل بن سالم البيماني رئيس قطاع الموانئ والمناطق الحرة بمجموعة أسياد أن حركة الاستيراد والتصدير عبر موانئ السلطنة مستقرة ولا يوجد أي تأثير لفيروس كورونا، مشيرًا إلى أن أسياد تقوم بتعزيز الحركة عبر خطط جديدة، فعلى سبيل المثال توفير حاويات مبردة لاستيراد الخضراوات والفواكه واللحوم وغيرها من المواد الغذائية مباشرة من بلد المنشأ بداية من الأسبوع المقبل، وستكون البداية مع الهند، وبذلك سيتم تعويض ما كان يتم استيراده جوًا عن طريق الموانئ، بما يضمن انسيابية واستمرارية توفر السلع.
وأشار إلى أن المجموعة قامت بتفعيل خطة الطوارئ في موانئ السلطنة تضمنت عدة إجراءات احترازية وضوابط صحية كعدم الاحتكاك مع طاقم السفينة، وفرض اشتراطات صحية، موضحًا أن العاملين في المناولة والخدمات البحرية تم توزيعهم على مجموعات وفي أماكن مختلفة، لضمان الانسيابية في العمل وعدم التقاء المجموعات في مكان واحد.
سلاسل التوريدات
ويقول المهندس سليمان التوبي مدير عام التسويق والاستثمار الزراعي والحيواني بوزارة الزراعة والثروة السمكية، انه لا داعي للقلق إطلاقًا فيما يتعلق بالإمدادات الغذائية، كون الإجراءات الاحترازية المتخذة من قبل السلطنة إنما تخص فقط المسافرين وليس البضائع التي تتدفق بشكل اعتيادي دون أي تأثر بتطورات كورونا.. فقط بعض الشاحنات أصبحت تستغرق وقتًا أطول لحين الإفراج عنها بعد التأكد من سلامة البضائع.. كما أن الشاحنات القادمة من المملكة العربية السعودية تعمل بشكل طبيعي ولا يوجد ما يعوق حركتها.
وأضاف التوبي: إن معظم البضائع والمواد الغذائية التي ترد للسلطنة أو التي يتم تصديرها، إنما يكون ذلك عبر الموانئ اكثر منه بالمنافذ البرية.. فقد أصبح ميناء السويق يعتمد عليه اعتمادًا كبيرًا فيما يتعلق بالبضائع القادمة للسلطنة إلى جانب ميناء السلطان قابوس.
ميناء الدقم
وأكد ريجي فيرمولين الرئيس التنفيذي لشركة ميناء الدقم على أنه لا يوجد أي تأثير للفيروس على عمليات الميناء، مشيرًا إلى أن الميناء يواصل جهوده لضمان استمرار عمليات الموانئ دون أي انقطاع، مع وضع جميع احتياطات السلامة.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة ميناء الدقم: إن حركة تدفق البضائع مستمرة دون انقطاع على الرغم من الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمنع انتشار فيروس كورونا، موضحًا صدور تعليمات للموظفين العاملين مع أطقم السفن القادمة كعدم الاحتكاك المباشر معهم، والتقيد بإجراءات السلامة.
تضرر السياحة
وقال الدكتور محمد بن حميد الوردي أكاديمي ومحلل اقتصادي: إن السلطنة اتخذت إجراءات احترازية جراء تفشي مرض كورونا، حالها من حال معظم دول العالم، ومن ضمن هذه الإجراءات وقف دخول غير العمانيين إلى أراضيها من جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية باستثناء مواطني دول مجلس التعاون الخليجي، مشيرًا إلى أنه بالنظر إلى الأثر الإيجابي للقرار إلا أنه يحمل بعض التداعيات الاقتصادية من ضمنها تضرر قطاع السياحة على سبيل المثال، حيث انخفضت نسبة الإشغال بشكل ملحوظ في بعض المنشآت الفندقية، متوقعًا أن يتأثر قطاع الأعمال والمستثمرين الأجانب بهذا القرار مشيرًا إلى أنه في الوقت الراهن يمكن الاستفادة من التقنيات الحديثة المتوفرة في السلطنة لتخليص المعاملات عن بعد، كذلك من جملة المتضررين قطاع الطيران الذي من المتوقع أن يتكبد خسائر بفعل وباء كورونا. مؤكدًا على ضرورة التكاتف والتضحية للحد من انتشار الفيروس في أرجاء السلطنة.
وقد أصاب الفيروس قطاع شحن الحاويات عالميًا بحالة من الارتباك، إذ تغير شركات نقل الحاويات مسار شحنات ويتقلص الطلب على الموانئ الصينية، كما تسبب تفشي الفيروس في إغلاق الكثير من المدن والمصانع في الصين وفي اضطراب حركة السفر الجوي العالمية، حسبما أفادت وكالة رويترز.
استقرار الأسواق
اتسمت الأسواق بالاستقرار أمس خاصة السوق المركزي للخضر والفاكهة، حيث تتوافر فيه كافة الاحتياجات ولا تتوقف الشاحنات والمبردات عن تنزيل بضائعها.. كما لم تتأثر الأسواق حتى هذه اللحظة وظلت الأسعار عند مستوياتها السابقة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}