نبض أرقام
07:54 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

أزمة "كورونا" تعمّق جراح "بوينج"

2020/03/17 أرقام

تتعرض شركة صناعة الطائرات الأمريكية "بوينج" لضغوط تهدد احتياطياتها النقدية التي هي في أشد الحاجة إليها الآن أكثر من أي وقت مضى، حيث إن أزمة بوينج "ماكس 737" دخلت في مرحلة جديدة مع ظهور فيروس كورونا.

 

كشفت شركة "أير كندا" الأربعاء الماضي عن أنها خفضت طلبياتها من "ماكس 737" بنسبة 18%، وهو إلغاء ضخم من قبل شركة الطيران الغربية الكبيرة، وجاء في أعقاب الحادثتين القاتلتين للطائرة.

 

وفي ذات الوقت جاء فيروس كورونا الجديد ليخفض الطلب على الطيران مما تسبب في إلغاء عدد كبير من الرحلات الجوية، وفي ظروف مثل هذه تصبح السعة الإضافية هي آخر شيء تريده شركات الطيران.

 

تخطط بوينج  لسحب المبلغ الكامل لقرض بقيمة 13.8 مليار دولار حصلت عليه الشهر الماضي كإجراء احترازي وسط الاضطرابات التي يسببها وباء كورونا، وذلك وفقًا لما أفادت به مصادر مطلعة لـ"بلومبرج".

 

 

كما تحد شركة بوينج من النفقات غير الضرورية ورواتب ساعات العمل الإضافية، كما أوقفت عملية التوظيف مؤقتًا في محاولة للحفاظ على حيازاتها النقدية.

 

وخلال الستة الأشهر الأولى لتوقف الطائرة عن العمل، كان مستثمرو الشركة يتنبؤون بالحد الأدنى من المخاطر أو الخسائر المالية التي قد تنجم عن ذلك الوضع على المدى الطويل. ولكن مع ازدياد الموقف قتامة، بدأ الأمر في التغير.

 

لقد كان الجدول الزمني المتوقع لعودة الطائرة للعمل متفائلا للغاية، فالعقوبات المستحقة على الشركة لعملائها المحبطين تستمر في الارتفاع، كما تراكمت التكاليف الصناعية الثابتة الناتجة عن انخفاض معدلات الإنتاج، وكذلك التكاليف القانونية للشركة بالطبع.

 

ولكن العقوبة الأقوى هي تآكل الاحتياطيات والمخصصات المالية لـ"بوينج" في وقت هي في أشد الحاجة فيه للأموال.

 

الشركة تغرق

 

انخفض سهم "بوينج" بأكثر من 50% منذ حادثتي الطائرة "ماكس 737" في العام السابق. وحتى سوق السندات الذي بدا متماسكاً إلى حد ما خلال الأزمة بدأ في إطلاق بعض الإنذارات أيضًا.

 

ارتفعت تكلفة التأمين على ديون الشركة لمدة خمس سنوات 120 نقطة أساس يوم الأربعاء الماضي لتصبح  280 نقطة أساس، وهي أعلى نسبة وصلت لها الشركة خلال 11 عامًا، وفقًا لـشركة "آي سي إي داتا سيرفس". وهذا يزيد من احتمال تخلف الشركة عن السداد على مدى السنوات الخمس المقبلة بنسبة 16٪.

 

ولكن الشركة ليست وحيدة في هذا الوضع. حيث شهدت شركات الطاقة مثل " أباتشي" و"مؤسسة هيس"، وحتى تجار التجزئة مثل "كوهلز" و"ميسيز" تقلبات كبيرة في عقود مبادلات العجز الائتماني الخاصة بهم نتيجة التباطؤ الاقتصادي.

 

وفي خضم تلك الموجة الواسعة من التباطؤ الاقتصادي لن تكون بوينج هي الشركة الوحيدة التي ستواجه تدهورا في نتائج أعمالها خاصة بعد تفشي فيروس كورونا.

 

فبعد أن كانت الشركة تتوقع ارتفاع تكاليف عودتها للأسواق مرة أخرى في يناير نتيجة القرض التي حصلت عليه الشركة، فتلك التكاليف أصبحت أعلى الآن.

 

 

لقد تقلصت المدفوعات المقدمة من عملاء بوينج للطائرة "ماكس" مما تسبب في توقف الإنتاج مؤقتاً، ودفع الشركة للاعتماد على الطائرات ذات الحجم الأعرض للحصول على التدفقات النقدية اللازمة للشركة.

 

هذا الوضع محفوف بالمخاطر نظراً لضعف الطلب على الطائرات التي تحمل عدداً أكبر من الركاب فوق المياه الدولية، بالإضافة إلى أن الطلب على تلك الطائرات معرض للانخفاض مرة أخرى وبشكل أكثر حدة.

 

واضطرت شركة بوينج إلى الإعلان عن خفض لمعدل الإنتاج لطائرة "787 دريملاينر" مرتين متتاليتين وسط ضعف الطلب من شركات الطيران الصينية. كما أن العديد من شركات الطيران قد حولت طلباتها من الطائرة "ماكس" إلى طرازات الجسم العريض.

 

بالإضافة إلى شركة طيران كندا، تسعى شركة "فلاي دبي" ثاني أكبر عميل للطائرة ذات الممر الواحد، إلى الحصول على امتيازات من شركة بوينج بشأن جداول الأسعار والتسليم لطلبية تضم 251 طائرة.

 

من جهته قال الرئيس التنفيذي لشركة "ساوث ويست إيرلاينز" جاري كيلي في رسالة بالفيديو للموظفين هذا الأسبوع إنه لا يزال يهدف إلى استلام شحنات طائرات "ماكس" ابتداءً من الربع الثالث لهذا العام، ولكن يتعين على الشركة "الحفاظ على جميع الخيارات"، وفقًا لصحيفة وول ستريت جورنال.

 

 

كانت هناك بالفعل شكوك حول ما إذا كانت بوينج يمكن أن تصل مرة أخرى إلى هدفها قبل حادثي التحطم وهو بيع  57 طائرة "ماكس" في الشهر، حتى بعد عدة سنوات من الآن.

 

من المرجح أن يؤثر فيروس كورونا ليس على خطط الشركة فقط ولكن على سلاسل التوريد الخاصة بها أيضًا، حيث إن بوينج تدعم عدة شركات مثل "سبيس ايروسيستم هولدنج"، ووعدت بدفع مبالغ ضخمة مقابل محركات الطائرة "ماكس" لشركتي "جنيرال إليكتريك" و"سافران" بغض النظر عن وتيرة تسليم الطائرات.

 

إن قيام شركة بوينج بسحب أموال القرض الذي حصلت عليه مؤخرًا يعد مؤشراً قوياً على حاجة الشركة للسيولة النقدية في ظل عدم حصولها عليه من عملائها.

 

المصدر: بلومبرج

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.