نبض أرقام
05:02 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

الجميع يستحق فرصة ثانية .. لماذا توظف هذه الشركة المدمنين وأصحاب السجلات الإجرامية؟

2020/03/20 أرقام

في حين أن بعض الشركات تحاول جذب الموظفين والحفاظ عليهم عبر تقديم الامتيازات مثل غرف الترفيه والكافيتريات الفخمة ودروس اليوغا، فإن امتيازات شركة "نحميا مانيوفاكترينغ" في ولاية أوهايو الأمريكية، تشمل فريق خدمة اجتماعية ومحاميًا.

 

 

عندما تأسست الشركة على يد رجلين ممن عملوا طويلًا في مجال السلع الاستهلاكية، قبل عقد من الزمان، كانت فكرتهما هي خلق المزيد من الفرص في مدينة سينسيناتي الصناعية، وبشكل رئيسي كان يعني ذلك توظيف من يجدون صعوبة في العثور على وظيفة مثل أصحاب السوابق الإجرامية.

 

الآن يشكل العاملون الذين لديهم سجلات إجرامية نحو 80% من موظفي الشركة، البالغ عددهم نحو 180 موظفًا، حيث تستهدف الشركة -بحسب مؤسسيها- تقديم الوظائف للأشخاص الذين يحاولون تغيير حياتهم، وهو مجرد نصف الطريق كما يقولان.

 

ويقول المدير العام للشركة المنتجة للسلع الاستهلاكية "ريتشارد بالمر": إننا نستثمر في موظفينا من أجل الاحتفاظ بهم، لا يختلف الأمر عن شركات التقنية التي توفر الغذاء وطاولات كرة القدم "فووس بول".

 

ما الدوافع؟

 

- في واحد من أكثر أسواق العمل نشاطًا منذ عقود، فإن المزيد من أرباب العمل في الولايات المتحدة على استعداد لمنح المُدانين السابقين فرصة جديدة، محاولين المزج بين احتياجات العمل والنوايا الحسنة، وحتى الشركات الأمريكية الكبيرة تعيد التفكير.

 

- الرئيس التنفيذي لمصرف "جيه بي مورجان"، "جيمي ديمون"، تعهد في أكتوبر الماضي بتكثيف جهود البنك لتوظيف الأشخاص ذوي الخلفيات الإجرامية، إذ يُعتقد أن توظيف أمثال هؤلاء يمكنه تعزيز مكاسب الشركات مثل ضمان علاقة مجتمعية أوثق وقوى عاملة أكثر ولاء.

 

 

- بدأت "نحميا" وهي شركة خاصة، توظيف العمالة ذات السجلات الإجرامية في عام 2011، بعد نحو عام ونصف العام من إطلاقها، بناءً على طلب من منظمة غير ربحية محلية، وكان الأمر مزعجًا، حيث عانى العديد من العمال للتعافي من المخدرات والأمراض العقلية، وبعضهم كان بلا مأوى.

 

- يقول الرئيس التنفيذي للشركة والذي عمل طويلًا في "بروكتر آند غامبل" و"بريستول مايرز سكويب"، "دان ماير": لم نفهم كل التحديات، كان الموظفون يأتون في أحد الأيام، ويختفون في اليوم التالي.

 

- في ظل هذه الحيرة، استعانت الشركة بخدمات أحد العاملين في مجال الخدمة الاجتماعية، لمساعدة الموظفين الذين لديهم مشاكل، بدءًا من العثور على سكن وحتى الحفاظ على النظافة الشخصية.

 

كيف عملت الاستراتيجية؟

 

- تأسست الشركة عام 2009، بهدف تصنيع السلع المعبأة في زجاجات بما في ذلك منتجات الغسيل ومناديل الأطفال وأشياء أخرى، وكان هدف "ماير" و"بالمر" هو إعادة الوظائف إلى المدينة.

 

- بعد ستة أشهر من الافتتاح، سألهما أحد العاملين في مجال الخدمة الاجتماعية إذا كانا يفكران في توظيف شخص لديه سجل جنائي، ويقول "ماير": أتذكر حينها أنه قال، إذا لم نفعل ذلك فلن يقدم عليه شخص آخر، وليس هناك معنى في محاولة منح الناس أملا ما لم يكن أحد مستعد لتوظيفهم.

 

- تقول "دانا ميريدا"، التي قدمت الخدمات الاجتماعية لموظفي "نحميا" في البداية، وترأس الآن فريقا من 3 أشخاص: كانوا يعتقدون أن مجرد توفير الوظائف سيؤدي إلى إصلاح الأمور، لكن بعضهم كان يطلب إجازة ولا يعود أبدًا، غير منطقي انتظار إنتاجية من أشخاص بلا مأوى.

 

 

"بالمر" إلى اليمين و"ماير" إلى اليسار

 

- تضيف "دانا": الحصول على وظيفة أمر، والاحتفاظ بها أمر آخر، من الصعب أن تبذل قصارى جهدك إذا كنت لا تعرف أين المكان الذي ستنام فيه بعد انتهاء الدوام، أو إذا لم يكن لديك مكان للاستحمام.

 

- يساعد فريق الخدمة الاجتماعية للشركة بشكل عام، في ربط الموظفين بموارد المجتمع، سواء كانوا بحاجة إلى التدريب على العمل، أو المساعدة في الحصول على السكن، أو المساعدة الغذائية أو استشارات الصحة العقلية، كل ذلك يتولاه الفريق.

 

- العاملون كان بينهم سيدات ورجال أدمنوا المخدرات وكثير منهم سجنوا، ومنهم من لم يكمل تعليمه أو يحصل على سكن، لكن "دانا" ساعدتهم في الحصول على منازل وتحسين سجلهم الائتماني ووضع خطة إنفاقية، ونجح عدد منهم في الترقي وقيادة فرق عمل الآن.

 

- تقول إحدى العاملات (سجينة سابقة): ساعدني العمل الثابت في إعادة بناء علاقتي مع أطفالي، الذين تولت أختي وجدتي تربيتهم، والآن تساعدني ابنتي الكبرى في الدراسة، من الجيد أن يقول لي الأطفال إنهم فخورون بي.

 

ملامح عن الأداء

 

- اليوم، يبلغ معدل دوران العمالة السنوي لدى الشركة نحو 15%، وهو أقل بكثير من متوسط 38.5% الذي سجلته شركات المنتجات الاستهلاكية في الولايات المتحدة، وفقًا لاستطلاع "ميرسر" لعام 2019، في حين وصل الدخل التشغيلي إلى 5.7 مليون دولار، ومبيعات قدرها 59.4 مليون دولار في 2018.

 

 

عضو فريق الخدمة الاجتماعية "باسيت سميث"

 

- تنفق "نحميا" نحو 120 ألف دولار سنويًا على فريق الخدمة الاجتماعية التابع لها، ولا يشمل ذلك نفقات مهام الموارد البشرية التي يتعامل معها الفريق، كما تتبرع بـ150 ألف دولار كل عام للمنظمات غير الربحية، التي تساعد الناس على إيجاد وظائف والتعافي من الإدمان.

 

- تشمل المصاريف الأخرى، نحو 15 ألف دولار لخدمات المحاماة التي تساعد في التعاطي مع الإجراءات القانونية، مثل الحصول على السجلات الجنائية أو منع الإفلاس، بالإضافة إلى 50 ألف دولار لبرنامج مواصلة التعليم، علاوة على 4 وحدات سكنية تؤجرها للموظفين بنصف سعر السوق.

 

- يقول "ماير" إن النصيحة الأكبر للشركات التي تحذو حذو أو تحاول عمومًا الاشتباك مع قضايا المجتمع، هي إنشاء نظام يوفر فرصة ثانية للموظفين، من خلال شراكة مع وكالات الخدمة الاجتماعية المحلية وإضافة مختص اجتماعي بين العاملين إن أمكن.

 

المصادر: وول ستريت جورنال، موقع ريتش لاند سورس

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.