أكد خبراء وأكاديميون نفطيون ومهتمون بالشؤون النفطية أن الوقت الراهن يمثل فرصة سانحة لمصافي التكرير العالمية لتخزين كميات من النفط الخام ذات الاسعار الزهيدة والتي من شأنها أن تنعكس على ارباح تلك المصافي السنوية، بينما رأي اخرون ان تلك الفترة تعد مناسبة لاستغلالها لاجراء اعمال الصيانة لبعض الوحدات الكبيرة التي قد لا يتسع الوقت لاجرائها في الاوقات العادية.
ولفتوا الى أن إنتاج بعض المصافي في العالم تراجع بنحو 10% نتيجة لانتشار فيروس كورونا حيث أغلقت هذه المصافي بعض وحداتها الإنتاجية مع تراجع الطلب على النفط، نتيجة الانخفاض الحاد في حركة النقل الجوي والبري وتباطؤ أو توقف الإنتاج في بعض المصانع التي تمثل المنتجات البترولية مادة أولية لها، المزيد من التفاصيل في التحقيق التالي:
بداية قال المهتم بالشؤون النفطية حمزة بخش: إن بعض الشركات الكبري بدأت بتأجير ناقلات لاستخدامها كخزانات عائمة لتخزين وقود الطائرات نظراً لانخفاض الطلب علي النفط في الفترة الحالية، مضيفاً أن مصافي النفط العالمية ستضطر لتخفيض الطاقة التكريرية لتناقص الطلب لفترة قصيرة فقط نظراً لأوضاع السوق النفطي الذي يمر بانخفاضات كبيرة في الاسعار خلال الفترة الراهنة.
وذكر أن تقليص الطاقة التكريرية على مستوى العالم أدى الى انخفاض اسعار النفط مما يشجع بعض المستهلكين على تخزين بعض الكميات، وقد تلجأ بعض الدول الى تعزيز المخزونات الستراتيجية الا أن هذه التحركات ستكون محدودة الأثر ولن تساهم في دعم الاسعار على المدى القصير، لافتاً الى أن تراجع النشاط الاقتصادي في معظم القطاعات وبالأخص قطاع الطيران والسياحة والصناعة ترك آثاراً سلبية على استهلاك النفط الخام والمنتجات البترولية، بالإضافة الى صراع منظمة اوبك والمنتجين من خارج المنظمة وتأثيرات انتشار فيروس الكورونا الذي سيؤدي الى تهاوي الأسعار وخروج المنتجين الثانويين من السوق.
من جانبه قال مستشار الرئيس التنفيذي للشركة الكويتية للصناعات البترولية المتكاملة (kipic) المهندس أحمد الجيماز إن الوقت الحالي فرصة ذهبية للمصافي للدخول في مرحلة صيانة لوحداتها الضخمة وعمل الإصلاحات اللازمة،لافتا إلى أن لكل مصفاه طاقه تخزينية محدوده هي التي تحكم عملياتها وتحدد تاريخ إغلاقها.
واضاف انه من المتوقع أن اغلب المصافي ستستهدف ملء خزاناتها بالنفط الخام الرخيص وكذلك خزانات منتجاتها استعدادا لزيادة الطلب بعد مرور الأزمة.
بدوره قال رئيس مركز الأفق للإستشارات الإقتصادية والخبير النفطي د. خالد بودي إن إنتاج بعض المصافي في العالم تراجع بحوالي 10% نتيجة للأزمة الحالية، حيث أغلقت هذه المصافي بعض وحداتها الإنتاجية مع تراجع الطلب على النفط،نتيجة الإنخفاض الحاد في حركة النقل الجوي والبري وتباطؤ أو توقف الإنتاج في بعض المصانع التي تمثل المنتجات البترولية مادة أولية بالنسبة لها.
وقدر د. بودي الإنخفاض المتوقع في الطلب على النفط بحوالي 10 ملايين برميل مع نهاية الربع الأول من هذا العام، موضحاً أنه من المعروف أن المصافي لها طاقة تخزينية محدودة لذلك فإن إمكانيات تخزين كميات أكبر من من النفط الخام للإستفادة من إنخفاض الأسعار غير ممكنة،مشيراً الى أن عادة مايكفي الحد الأقصى للمخزون النفطي إستهلاك المصفاة لحوالي 15 يوما في المتوسط.
وقال إن الأزمة الحالية مؤقتة،حيث أنه من غير المعروف لدى المعنيين كم ستطول أزمة كورونا فإن المصافي سوف تستمر في العمل بأقل من طاقاتها الإنتاجية القصوى وقد تضطر إلى المزيد من التخفيض في إنتاجها مع تقلص الإستهلاك، وهذا الوضع قد يعرض بعض المصافي لتكبد الخسائر.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}