نبض أرقام
11:46 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/25

الفائزون مع «كورونا»... من يملكون «الكاش» فقط

2020/03/25 الراي الكويتية

إذا كان رأس المال جباناً عادة كما يقولون، فإن أصحابه يكونون أكثر جبناً وقت الأزمات، وإن كان الاحتفاظ بجزء من استثماراتك كسيولة نقدية في ظل الأوضاع الطبيعية أمر ضروري لاقتناص الفرص، فإن «الكاش» يكون الملك وسيد الموقف في ظل أزمة كالتي يعيشها العالم حالياً، إثر تداعيات انتشار فيروس كورونا التي تزامنت مع تراجع أسعار النفط، وتأثيراتها السلبية الحادة التي طالت أسواق العالم كافة دون استثناء، بمعظم قطاعاتها الاقتصادية، إضافة إلى الضبابية التي تحيط بأمد الأزمة.

وفي ظل هذه الظروف، يؤكد مسؤولون في شركات استثمارية لـ«الراي» أن الاحتفاظ بـ«الكاش» الخيار الأمثل أمام المستثمرين، لتجنب خسائر كبيرة، حتى لو تسبب ذلك في عدم استغلال فرص، قد تظهر مع الأزمة، معتبرين أن تضييع فرص خلال الأزمة الحالية أفضل من المغامرة بالدخول في استثمارات قد تتسبب بخسائر فادحة.

ويرى مسؤولو الشركات الاستثمارية أن من لديه «الكاش» فقط، هو من يستطيع الاستفادة من أزمة «كورونا»، بعد أن تنحسر الأزمة، فلكل أزمة ذروة تصل إليها، ثم تأخذ في الانحسار إلى أن تتلاشى، والمستفيد هو من يستطيع أن يحدد إشارة البدء بالاستثمار متمثلة في مؤشرات انحسار الأزمة.

وإذا كانت هناك قطاعات قليلة مستفيدة خلال الأزمة، أبرزها مصنّعو ومورّدو المعقمات والمستلزمات الطبية والمنظفات والمواد الغذائية، إضافة إلى مواقع التسوق الإلكتروني، التي زادت مبيعاتها بشكل كبير، يؤكد المختصون في عالم الاستثمار أن بريق تلك القطاعات سيخفت مع انحسار الأزمة الحالية، فيما سترتفع استثمارات تأثرت بشدة خلال الأزمة، وسيكون من يملك «الكاش» حالياً هو المستفيد، بشرط تحديد الوقت المناسب لدخول السوق، كما ستتولد الفرص الاستثمارية الأكبر مستقبلاً من مهد أزمة «كورونا»، وهي الصين، إذ إن انحسار الفيروس سيدفع نحو معدلات نمو أعلى هناك بعد عودة الأمور إلى طبيعتها.

ا
قتناص الفرص

من ناحيته، قال المدير الشريك في «MMK» كابيتال، فراس ملاح، إن من يملك «الكاش» حالياً سواء مؤسسات أو أفراد، هم فقط من يستطيعون الاستفادة من أزمتي انتشار كورونا وتراجع أسعار النفط، إذ يمكنهم اقتناص الفرص الناتجة عن ذلك، لكن سر النجاح دائماً يرتبط بتوقيت دخول السوق.

وأشار ملاح في تصريح لـ «الراي» إلى أن تزامن «كورونا» مع تراجع النفط دفع نحو حالة استثنائية في الأوساط الاستثمارية على مستوى العالم، خصوصاً وأن غالبية القطاعات تأثرت بالأزمة، إلا قطاعات بسيطة جداً مرتبطة بصورة مباشرة بمواجهة الفيروس مثل صناعات الكيماويات والأدوية، وبعض قطاعات التجزئة المرتبطة بضروريات الحياة اليومية، مبيناً أن أزمة «كورونا»، أدت إلى تحفظ في الإنفاق لدى الأفراد الذين اقتصرت مشترياتهم على المصروفات الاستهلاكية الضرورية، ما أثّر على القطاعات الاقتصادية كافة، حتى قبل إيقاف رحلات شركات الطيران وتضرر السياحة وغيرها.

ولفت إلى امتداد أثر «كورونا» على الأفراد إلى الإنفاق الاستثماري، الذي يشهد إحجاماً رغم توافر السيولة لدى الكثيرين، إذ يترقب الكثير من المستثمرين «إشارة» السوق للبدء في اقتناص الفرص الاستثمارية، والتي ستكون بظهور مؤشرات انحسار فيروس كورونا كوباء عالمي، أو اكتشاف مصل جديد، ما سيدفع نحو البدء في بناء مراكز استثمارية جديدة بأريحية، ومن دون خوف، مؤكداً أن غالبية القطاعات المتضررة حالياً نتيجة انتشار«كورونا» وتراجع أسعار النفط تشكل فرصاً استثمارية هائلة، لكن توقيت الدخول للشراء فيها هو الفيصل، إذ تترقب الأوساط الاستثمارية الوصول إلى قمة الأزمة، التي تتواكب مع أسعار القاع للفرص الاستثمارية على اختلافها.

وعدد ملاح بعض القطاعات التي تتولد فيها الفرص، وهي الطيران وخدماته، والنفط والبتروكيماويات، والتي ستشهد عمليات بناء مراكز استثمارية خلال الفترة القليلة المقبلة مع إشارة بدء انحسار الأزمة، مبيناً في الوقت ذاته أن القطاع العقاري في أميركا وبريطانيا وفرنسا مدرّ للأرباح، خصوصاً مع تراجع معدلات الفائدة الذي يزيد من ربحية تلك العقارات.

ونوه إلى أن الفرص الاستثمارية الأكبر مستقبلاً، ستتولد من مهد أزمة «كورونا»، وهي الصين، لا سيما أن انحسار الفيروس سيدفع نحو معدلات نمو أعلى هناك بعد عودة الأمور إلى طبيعتها، كما أن الصين ستكون أكبر المستفيدين من تراجع أسعار النفط، ما يعني تقليل تكاليف الإنتاج لديها وارتفاع الإيرادات.

تحديد القطاعات

أما المدير والشريك في شركة «نيو بيري للاستشارات»، عصام الطواري، فقال إن القدرة على دراسة وتحديد القطاعات والفرص المناسبة، واختيار التوقيت المناسب، عناصر تساعد من يريد الدخول في أي استثمار اليوم على تحقيق عوائد مجزية.

ولفت إلى أن من يملك «الكاش» في الوقت الراهن هو من يستطيع اقتناص الفرص التي تتولد في السوق نتيجة أزمتي «كورونا» وتراجع أسعار النفط، مشيراً إلى أن الفيصل في الأمر توقيت دخول السوق، إذ إنه هو الذي يحدد فرص الحصول على عوائد مجزية.

وبين الطواري أن المستفيد الأول هو المستثمر الذي يملك السيولة النقدية دون أن تكون عليه قروض، ويتمكن من دراسة القطاع الذي يريد دخوله بنجاح، موضحاً أن القطاعات المستفيدة حالياً هي تلك المتعلقة بالأزمة الحالية، وتوليد حاجات المواطنين، مثل القطاعات الصحية والصناعية، خصوصاً ما يتعلق منها بصناعة السلع الأساسية والطبية، ناهيك عن القطاعات الأمنية واللوجستية مثل خدمات النقل، في حين أن الفرص الاستثمارية تظهر وتتولد في القطاعات الأكثر تأثراً من الأزمة، مثل الطيران والنفط والترفيه، وعند استقرار الأمور ستتضح الرؤية وتكون الفرص أكثر وضوحاً.

وأكد الطواري أن الهزات التي تتعرض لها الأسواق في ظل التداعيات التي تشهدها الساحة تفسح المجال للبحث والتحليل والتدقيق بالبيانات المالية، ومن ثم اختيار الأنسب من الفرص الاستثمارية في القطاعات المتأثرة مثل الصناديق القانصة للفرص (vulture funds).

وعن البورصة، قال إن الكيانات ذات نماذج الأعمال الواضحة ستكون الأكثر جذباً لرؤوس الأموال خلال الفترة المقبلة، خصوصاً في ظل وجود الكويت ضمن مؤشر الأسواق الناشئة.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.