خلال الأيام الصعبة من تفشي فيروس "كورونا" المستجد في كوريا الجنوبية، لم يكن هناك ما يكفي من الأطباء والممرضات لعلاج المرضى، وكان المرضى يموتون أثناء انتظار أسرة المستشفيات، ولكن تمكنت الدولة من السيطرة على ذلك الوضع المتدهور سريعًا.
وذلك من خلال وضع نظام لحجز أسرة المستشفيات لمن هم في أمس الحاجة إليها، مع خلق مساحات إضافية بمساعدة كبرى الشركات، وقسمت حالات الإصابة المؤكدة إلى 4 فئات وتم توجيه الحالات الصعبة والمسنين إلى المستشفيات.
في حين تم توجيه الشباب والذين لم يظهر عليهم أعراض بعد إلى أماكن مشتركة - مزودة بأسرة وإنترنت لاسلكي - قدمتها شركات "سامسونج لايف إنشورنس" و"إل جي ديسبلاي"، وبذلك ضمن القرار ببقاء الأفراد الأعلى خطورة من الناحية الصحية تحت مراقبة الحكومة.
ويشبه هذا النهج إلى حد ما ما حدث في ووهان –بؤرة تفشي "كوفيد -19" في الصين – إذ قسم مسؤولوها الأشخاص المعرضين للخطر إلى أربع فئات.
وقدمت كوريا الجنوبية نموذجًا لكيفية تخفيف الضغط الشديد على الأسرة ومعدات المستشفيات، وعلى الرغم من تأكيد إصابة 8900 فرد، توفي منهم 104 حالات فقط، وتوفيت خمس حالات أثناء انتظار سرير في مستشفى، ولم تحدث وفيات لأي طبيب أو ممرضة.
ووفقًا لـ "وول ستريت جورنال"، قال "مين بوك كي" رئيس فريق الاستجابة للفيروس في مدينة دايجو بكوريا الجنوبية: كنا نخوض حربًا في ظل ضغط الوقت، "لو لم نقم بتأمين تلك المرافق، لكان معدل الوفيات لدينا يشبه الدول الأخرى".
وبناءً على تقديرات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، فإن كوريا الجنوبية تتفوق على الولايات المتحدة من حيث عدد أسرة المستشفيات المتوافرة لكل مريض، إذ لدى كوريا أكثر من 12 سريرا بمشفى لكل ألف مريض، مقارنة مع أقل من 3 أسرة لكل ألف مريض بالدولة صاحبة أكبر اقتصاد في العالم.
يأتي ذلك في الوقت الذي تضطر فيه مستشفيات إيطاليا – التي ارتفع عدد الوفيات بها ما سجلته الصين – إلى الاختيار بين المرضى المصابين بالفيروس لقبولهم في وحدات العناية المركزة.
وعلى سبيل المثال أيضًا، يحث بعض المشرعين في المملكة المتحدة المسؤولين الصحيين على طلب أسرة من المستشفيات الخاصة، وشيدت الصين مستشفيين في مدينة ووهان لمعالجة النقص في عدد الأسرة.
أما في الولايات المتحدة، تدرس بعض المدن الكبرى تحويل الفنادق بأكملها إلى مستشفيات، وتحذر أكبر مجموعة مستشفيات في الدولة من نقص أجهزة التنفس الصناعي اللازمة لعلاج الحالات الحرجة.
المصدر: وول ستريت جورنال
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}