مع إغلاق متاجر بيع الألبسة وإلغاء عروض الأزياء للحد من انتشار جائحة فيروس كورونا، توقفت الحياة تقريباً بالنسبة إلى عالم صناعة الأزياء. والآن، يتقدم المصممون وعلامات الأزياء الفاخرة للمساعدة في التغلب على النقص في الكمامات ومعدات الوقاية الأخرى في بعض البلدان الأكثر تضرراً.
وفي الولايات المتحدة، حيث حذر مسؤولو الصحة من أن مخزونات المعدات الطبية قد تكون غير كافية رغم من زيادة الشركات المصنعة للإنتاج، اضطر بعض العاملين في المجال الطبي إلى إعادة استخدام الكمامات بين المرضى وحتى صنعها بأنفسهم.
وناشد حاكم ولاية نيويورك، أندرو كومو، عبر تويتر، مساعدة الولاية الأكثر تضرراً في الولايات المتحدة وكتب: "نحن بحاجة إلى إبداع الشركات لتوفير المعدات الأساسية التي يحتاجها عمال الرعاية الصحية لدينا".
وقوبلت دعوته بعروض لإعادة الإنتاج، واستخدام فرق الخياطة والموارد غير المستخدمة بشكل جيد.
وكان كريستيان سيريانو، أحد مصممي الأزياء وخريج برنامج "Project Runway"، من بين أول من استجابوا للنداء.
وكتب سيريانو عبر تويتر: "إذا قال @NYGovCuomo أننا بحاجة إلى كمامات، فإن فريقي سيساعد في صنع بعضها"، مضيفاً: "لدي فريق خياطة كامل لا يزال يعمل من المنزل، ويمكنهم المساعدة".
وبعد أيام قليلة من إجابته لكومو، نشر المصمم مقطع فيديو لعملية إنتاج قناعات الوجه التي يتم عليها.
كما عرض المصمم الأمريكي النيبالي، برابال جورونج، المقيم في نيويورك، المساعدة، قائلاً عبر حساب علامته التجارية على "إنستغرام" إنه يأمل "ليس فقط بملء الفراغ من معدات الحماية الشخصية الهامة، بل أيضاً للاستفادة من شركائنا المحليين، وتنشيط المنتجين الأمريكيين والموردين".
وأعلن المصمم براندون ماكسويل، الذي صمم لشخصيات بارزة من ليدي غاغا إلى ميشيل أوباما، عن إعادة توجيه الموارد نحو إنتاج العباءات للعاملين في المجال الطبي.
وفي مكان آخر في البلاد، عرضت علامة ملابس السباحة الفاخرة "Karla Colletto" مصنعها في فيرجينيا للمساعدة، وتبرعت علامة "Los Angeles Apparel" التجارية بخدمات القوى العاملة الخاصة بها التي تضم 450 شخصاً لإنتاج الأقنعة.
ولم يقتصر الأمر على العلامات التجارية الاستهلاكية، إذ تنتج مُصنِّعة المآزر وملابس المطبخ، علامة "Hedley & Bennett"، على سبيل المثال، أقنعة للعاملين في مجال الرعاية الصحية، والخطوط الدفاعية لمحاربة فيروس كورونا، من خلال التبرعات.
ومع ذلك، ظهرت في أوروبا أهم العروض، حيث ألقت بعض شركات الأزياء العالمية الكبرى بثقلها وراء إنتاج معدات الوقاية الشخصية. وتعهدت اثنتان من عمالقة الأزياء في القارة، وهما "H&M" و"Inditex"، أي الشركة الأم لعلامة "Zara"، بتوجيه عملياتهما الكبيرة نحو الإمدادات الطبية.
وأعلنت المجموعة الفرنسية الفاخرة "Kering" أن اثنتين من علاماتها التجارية، "Balenciaga" و"Yves Saint Laurent"، تستعدان لتصنيع كمامات وقائية. وتعهدت المجموعة كذلك بالحصول على 3 ملايين قناع صيني للرعاية الصحية الفرنسية، في حين تتطلع أكبر علامة تجارية لها، "غوتشي"، إلى صنع 1.1 مليون قناع والتبرع به و55 ألف وزرة طبية للسلطات في إيطاليا المتضررة بشدة.
وأكدت معظم الشركات التي عرضت إنتاج معدات الوقاية الشخصية في الأيام الأخيرة أن ناتجها يهدف إلى مساعدة العاملين في المجال الطبي.
وعادةً ما يوصي مسؤولو الصحة باستخدام قناع "N95"، الذي يمكنه تصفية 95% من الجسيمات المحمولة جواً، على الرغم من أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في أمريكا قد قالت إن أقنعة التنفس الأخرى مقبولة في أوقات النقص.
وأعرب سيريانو عن أمله بأن تتم الموافقة على الأقنعة التي يصممها فريقه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، في حين قالت شركة ملابس الطهي "Hedley & Bennett" أن موادها القابلة لإعادة الاستخدام ليست بدائل مباشرة للأقنعة الجراحية أو الإجرائية "N95"، إلا أنها إذا استخدمت بشكل صحيح، يمكن أن تساعد في تقليل انتقال الفيروس من شخص لآخر".
وبالنظر إلى شدة النقص في جميع أنحاء العالم، فقد تكون هذه البدائل أفضل من لا شيء. وعلى سبيل المثال، أكدت علامة "Los Angeles Apparel" على أن قناعها القطني غير مثالي، على الرغم من أنه "يبدو بديل مفيد لمن لا يمكنهم الوصول إلى الأقنعة الجراحية أو غيرها".
ويشارك صناع العطور ومشروبات التقطير بإعادة تجهيز مرافقهم لإنتاج مطهرات اليدين، والتي أيضاً تتناقص بشكل متزايد.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}