تحدث مواطنون صينيون عن إجراءات تم اتخاذها أثناء ذروة جائحة "كورونا"، إذ طلب منهم ترك أرقام جوالاتهم وتشغيل خواص تتبع المواقع عبر التطبيقات والبقاء في المنازل لفترة تصل إلى أسبوعين.
وطلبت أجهزة حكومية أيضا من المواطنين تفعيل خاصية تتبع المواقع عبر "فيسبوك" من أجل تعقب حالاتهم والتأكد من تنفيذهم لإجراءات العزل المنزلي، وهكذا، ظهرت التكنولوجيا في مكافحة الفيروس التاجي.
السيطرة على "كورونا"
- نجحت الصين وكوريا الجنوبية وسنغافورة وهونج كونج وتايوان في السيطرة نوعاً ما على تفشي "كورونا"، ويكمن التحدي الآن بالنسبة لهم في كبح المرض وعدم ظهور أي إصابات جديدة.
- من هنا، تحولت تلك الدول إلى تكنولوجيا المعلومات من أجل تعقب 2.5 مليار شخص قيد العزل المنزلي بسبب الفيروس التاجي والتأكد من عدم إصابتهم وتنفيذهم للتعليمات المطلوبة.
- تمت الاستعانة بإجراءات التعقب عبر عدة وسائل من بينها التوثيق باستخدام التكنولوجيا لمعرفة أماكن الأشخاص وحالتهم المرضية، ثم جمع البيانات التي تساعد في تفسير انتشار الفيروس، والمرحلة الثالثة تعقب مخالطتهم لأشخاص غيرهم.
- في المرحلة الأولى (التوثيق)، تتم إجراءاتها داخل الحجر الصحي من خلال التعامل عبر تقنيات افتراضية، ففي الصين على سبيل المثال، كان التعامل في هذه المرحلة عن طريق التطبيق الحكومي المسمى "هيلث تشيك".
- تعمل منظمة الصحة العالمية على تطوير تطبيقات مماثلة، ونجحت بالفعل في إصدار تطبق "ماي هيلث" لتتعقب حالات الإصابة ومخالطة المصابين بالعدوى وحتى من تحولت نتائج تحليلاتهم إلى سلبية.
- تحولت الحكومات أيضاً إلى شركات الاتصالات وتشغيل الجوال والتي تحتفظ بالفعل بكم هائل من بيانات المستخدمين، كما استعانت الولايات المتحدة بـ"جوجل" و"فيسبوك" في جمع البيانات وإجراءات التعقب.
- قالت "جوجل" -التي تمتلك معلومات هائلة عن المستخدمين- إنها تستكشف وسائل من شأنها مساعدة الحكومات على استغلال تلك البيانات في السيطرة على "كورونا".
- كما استعانت بعض الأجهزة الحكومية بعلماء الحواسيب من أجل تحليل الأنظمة الرقمية والبيانات وسلوكيات البشر.
- على ما يبدو، أصبح استغلال البيانات والتكنولوجيا الحديثة يتخطى مرحلة انتهاك الخصوصية والقلق من تتبع المستخدمين، فالعامل الأبرز هنا يكمن في السيطرة على وباء سريع الانتشار يمكنه التسبب في وفاة الكثيرين.
إدارة الأزمة
- تواصلت الحكومات في مختلف الدول مثل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة مع المواطنين عبر الوسائل التكنولوجية من أجل احتواء ومكافحة "كورونا"، وشملت إجراءات كإرسال رسائل تحذيرية وتتبع المواقع وإرشاد البعض إلى الحجر الصحي.
- كما استعانت الدول بالتكنولوجيا في تفسير إجراءات التباعد المجتمعي، وناقشت "جوجل" مشاركة ما بحوزتها من بيانات مع الجهات الصحية.
- في تايوان، وضعت السلطات سياجا إلكترونيا حول الأسر قيد الحجر الصحي لتنبيههم وإبلاغ الشركة عن المخالفين والتأكد من عدم الخروج من المنازل أو خرق إجراءات العزل.
- أعرب بعض المواطنين عن مخاوفهم بشأن الخصوصية بعد انتهاء أزمة "كورونا" واستغلال الدول والشركات البيانات الضخمة التي حصلوا عليها في أغراض أخرى.
- لكن مسؤولين أكدوا أن هذه الإجراءات طارئة وأن التعقب يتم الآن لأغراض صحية من أجل المساهمة في إدارة أزمة فيروس "كورونا".
- ذكر محللون أنه في وقت أزمات مثل "كورونا"، بالطبع، ستكون هناك مخالفات وعدم التزام بقوانين حماية الخصوصية، بل إن كافة الإجراءات ترتبط بالطوارئ.
المصادر: إيكونوميست، زي فيرج
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}