أعلنت شركة بورصة الكويت عن تأجيل الموعد المبدئي لإدراج اسهم الشركة في السوق الرسمي إلى موعد يحدد لاحقاً، وذلك في ظل الظروف الاستثنائية الحالية التي فرضها تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19)، وما ترتب عليه من تعطيل الدوام الرسمي للجهات الحكومية بموجب قرارات مجلس الوزراء الموقر.
وكانت “البورصة” قد أصدرت بياناً في السابع من يناير الماضي أعلنت من خلاله أن يوم 19 أبريل من العام الجاري سيكون الموعد المبدئي لإدراج أسهمها في البورصة، ولكن أجلت الإدارج في ظل الظروف الحالية.
وكشفت شركة البورصة أنها ستعلن عن الموعد المبدئي الجديد للإدراج في الوقت المناسب، حيث يعتمد ذلك على موعد حصولها على موافقة هيئة أسواق المال على الإدراج وفقا للإجراءات القانونية .
ويرى المحللون أن الأوضاع الحالية يهمين عليها الحذر والتردد من جانب المستثمرين وهو الأمر الذي سيدفعهم إلى التراجع إلى الدخول في أي استثمار طويل الأجل، لاسيما وأنهم يرون أن الاحتفاظ بالنقد “الكاش” أهم من الاستثمار في أي أصل حالياً.
وأوضحوا أن أزمة “كورونا” اصبحت هي من ستحدد خطط إدراج الشركات ليس في الكويت فقط ولكن على مستوى جميع الأسواق المالية حول العالم، مشيرين الى ان مجالس إدارة الشركات لن تقدم على خطوة الإدارج في ظل الظروف الحالية، تجنباً لأي مخاطر قد تواجه شركاتهم في المدى القريب وذلك حتى تنقشع الأزمة.
حالة ضبابية
في البداية قال الخبير المالي ومدير التداول السابق في سوق الكويت للأوراق المالية محمد الثامر، إن من الصعب على مجالس إدارات الشركات الالتزام بالمواعيد المحددة سلفاً من قبل هيئة الأسواق لإدارج شركاتها، وذلك في ظل الظروف الحالية التي تسيطر عليها الضبابية، فأغلب الشركات التي تقدمت بالفعل للإدراج معرضة لتأجيل إدارجها كما فعلت شركة البورصة.
وأكد الثامر أن الحذر ما زال هو سيد الموقف حيث إن السوق الكويتي أصبح في غاية الحساسية لأي قرارات أو أخبار سواء سلبية أو إيجابية، مشيراً إلى أن المحفزات مهما كانت قوية ستظل تأثيراتها مؤقتة حتى ينقشع الضباب وتتضح الصورة بشكل أفضل محلياً وعالمياً في ما يخص ڤيروس كورونا وكيفية احتواؤه.
ولفت إلى أن المسيطر على الأسواق حالياً هم المضاربين، لاسيما مع هيمنت الحذر والترقب الشديد على المستثمر الاستراتيجي الأمر الذي يجعله يعزف عن الدخول في أي استثمار جديد، عكس المضارب الذي قد يغير من استراتيجيته في الشراء والبيع خلال الجلسة الواحدة، متوقعاً أن يستمر تأثير المضاربين على البورصة خلال الفترة القادمة.
وأكد الثامر أن المستثمرين حالياً يروا أن الاحتفاظ بالنقد “الكاش” أهم من الاستثمار في أي أصل حالياً، فإذا نظرنا للاستثمار في الأسواق المالية لا نجد فرص حقيقية، في المقابل نجد وضع الدولار غير طبيعي خلال الفترة الحالية، بالإضافة إلى تراجع العقار بشكل كبير، ويأتي ذلك في ظل الارتفاع الكبير لأسعار الذهب، لذا يجد المستثمر أن الأفضل هو الاحتفاظ بالكاش إلى أن تأتي فرصة حقيقية.
تأجيل الإدراجات عالمياً
ومن جهته، قال مدير عام شركة عذراء العقارية والمحلل المالي ميثم الشخص: إن أزمة “كورونا” اصبحت هي من ستحدد خطط إدراج الشركات ليس في الكويت فقط ولكن على مستوى جميع الأسواق المالية حول العالم، حيث لن تقدم مجالس إدارة الشركات على خطوة الإدارج في ظل الظروف الحالية، تجنباً لأي مخاطر قد تواجه شركاتهم في المدى القريب وذلك حتى تنقشع الأزمة.
وأضاف الشخص أن الوقت المناسب للإدارج في ظل الظروف الحالية قد لا يتوافر قبل مرور سنة كاملة حتي تعود الأعمال إلى طبيعتها، لاسيما وأن تعافي الأسواق المالية سيحتاج إلى فترة طويلة، وسيرتبط بالحزم التحفيزية التي ستطلقها كل بلد على حدة، كما سيخضع أيضاً لمدة الفترات التي تم تعطيل فيها أجهزة كل دولة على حدى ومدى الخسائر التي حققتها الدولة في ظل الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها في سبيل منع انتشار الفيروس.
وأكد أن أداء سهم شركة البورصة على منصة الـOTC كان ممتاز وحقق مكاسب أكثر من 600 في المئة منذ إدراجه في المنصة، وكان المتبقي فقط انتقاله إلى السوق الرسمي، لافتاً إلى أن تأجيل إدارج شركة البورصة قرار متوقع في ظل الظروف الحالية حتى لا ينخفض سعره بشكل غير عادل كما حدث مع العديد من الشركات القيادية والتشغيلية منذ بداية الأزمة.
وشدد أن الإدراج في الوقت الراهن يعتبر مغامرة استثمارية غير مدروسة، وبالتالي من مبدأ حماية المساهمين وحقوقهم يأتي التأجيل كحل حتي تتحسن الأوضاع، مبيناً أن الفرصة الحقيقية للاستفادة من الإدارج ليست موجودة حالياً.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}