يعاني الكثير من الدول من حظر كامل في حركة المواطنين والأعمال بسبب أزمة فيروس "كورونا" مما أثر سلباً على الحياة اليومية وأفقد الكثيرين وظائفهم، فكيف تعيش العمالة غير المنتظمة في الاقتصاد غير الرسمي لا سيما في الدول النامية؟
تلتزم العمالة غير الرسمية في الدول النامية بضرورة توفير قدر معين من المال لدفع إيجارات الوحدات السكنية وشراء المؤن الغذائية، وذلك في الوقت الذي فقدوا فيه عملهم بسبب العزل الصحي.
الدول النامية في زمن "كورونا"
- تعد العمالة في الاقتصاد غير الرسمي مشكلة سائدة في الدول النامية، حيث إن مئات الملايين من هذه العمالة في دول من الهند إلى إفريقيا وأمريكا اللاتينية لا يمكنهم الحصول على تأمين ضد البطالة أو حتى مدخرات تعينهم على دفع متطلبات المعيشة.
- في الوقت الذي يعاني فيه العالم من "كورونا"، تشكل العمالة غير المنتظمة عاملاً رئيسياً لاقتصادات الدول النامية، وبالتالي، في ظل الحجر الصحي، تكون الأضرار مضاعفة على هذه العمالة وعلى الاقتصادات.
- أعرب بائعون في كولومبيا عن تضررهم الشديد من العزل في منازلهم بسبب "كورونا"، فالكثير منهم لا يستطيع الآن دفع أقل قدر من النفقات للمعيشة مما دفع البعض منهم للاحتجاج على سياسات الحكومة وعدم تعويضهم.
- يتكرر هذا المشهد في دول عدة بأمريكا اللاتينية وفي مناطق أخرى حول العالم مثل دول جنوب الصحراء الإفريقية - التي يعمل 66% من مواطنيها في اقتصاد غير رسمي - بل إن شبح الجوع أصبح يهدد الكثير من هذه العمالة.
- في الأسبوع الأخير من مارس، اشتبك سائقو تاكسي مع قوات الشركة في العاصمة الأوغندية "كامبالا" نتيجة القيود عليهم خوفاً من "كورونا".
- لم يقتصر الأمر على مئات الملايين القابعين في منازلهم مع إجراءات العزل والتباعد الاجتماعي، بل إن أكثر من 1.3 مليار نسمة في الهند وحدها مطلوب منهم البقاء في منازلهم لفترة، كما علقت المكسيك كافة الأنشطة غير الأساسية على مدار أبريل، وأمر الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" بعطلة شاملة في البلاد لمدة شهر.
- بعد أمر رئيس الوزراء الهندي "نارندرا مودي" بالإغلاق التام، ربما يصبح الكثيرون (9 من كل 10 أشخاص) ممن يعملون في الاقتصاد غير الرسمي عرضة للجوع والبقاء دون مأوى.
- على النقيض، قلل الرئيس البرازيلي "خافيير بولسونارو" من خطر "كورونا" وأبقى على استمرار الحياة العادية، لكنه قوبل بعاصفة من الانتقادات من مسؤولي حكومته الذين طالبوا بالعزل الصحي الكامل خوفا من تفشي المرض والجوع والاضطرابات.
ما السبيل لإنقاذ العمالة غير الرسمية؟
- أصبحت الحكومات في الدول النامية بين مطرقة استمرار الحياة اليومية بشكل عادي والتعرض لخطورة تفشي "كورونا" وسندان الإغلاق والحظر التام وتعرض العمالة في الاقتصاد غير الرسمي للجوع والتشرد.
- أعلنت بعض الدول النامية عن حزم وحوافز مالية لدعم العمالة واستمرار دفع الرواتب، فقد وافق البرلمان الهندي مثلاً على حزمة بنحو 22.5 مليار دولار لتوفير الطعام والمأوى لنحو 800 مليون نسمة.
- قدمت الحكومة المكسيكية هي الأخرى حزمة بمليار دولار لمنح قروض منخفضة أو عديمة الفائدة للعمالة والشركات في الاقتصاد غير الرسمي.
- كانت بعض الاقتصادات في أمريكا اللاتينية هشة بالفعل قبل ظهور "كورونا"، وأصبحت الأزمة أشد بعد تفشي المرض، وتواجه الحكومات مخاطر فوضى اجتماعية واقتصادية بسبب الفيروس التاجي مع توقف الأنشطة الاقتصادية.
- طالب خبراء اقتصاديون بإنقاذ العمالة غير المنتظمة التي يعيش أفرادها اليوم بيومه، وربما يؤدي الأمر إلى الجوع والوفيات سواء من "كورونا" أو من أمراض أخرى لعدم قدرتهم على الإنفاق لدرجة أن البعض قال إن الرفاهية تكمن في الإصابة بأمراض نظراً لكونها أمورا غير مهمة بالنسبة لهم.
- أكدت حكومات في اقتصادات أمريكا اللاتينية وغيرها من الدول الآسيوية والإفريقية التعهد بدعم الفقراء وإطلاق برامج مساعدات مالية.
المصادر: نيويورك تايمز، وول ستريت جورنال
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}