تعاني فيه صناعة النفط الصخري الأمريكي من الهبوط الحاد في أسعار الخام خلال الفترة الأخيرة نتيجة ضعف الطلب على خلفية أزمة "كورونا"، في حين بدا مستغربا ما قاله "ترامب" عن تحمل أمريكا لخفض 250 ألف برميل يوميا بدلا من المكسيك لتمرير اتفاق "أوبك+".
ملامح سلبية في صناعة الطاقة
- تصاعدت طلبيات النفط الملغاة في الولايات المتحدة وسط هبوط حاد في الطلب على الوقود مما دفع شركة "تيكسلاند بتروليوم" - مقرها تكساس - لإغلاق جميع آبارها النفطية البالغ عددها 1211 بئراً ووقف الإنتاج بحلول مايو.
- رغم الإعلان عن اتفاق "أوبك+" بخفض الإنتاج 9.7 مليون برميل يومياً، إلا أن أسعار "نايمكس" و"برنت" واصلت التراجع حيث هبط الخام الأمريكي بنسبة 63% خلال العام الجاري.
- في "ميدلاند" بولاية "تسكاس" وغربي كندا، حيث يتم استخراج النفط بكثافة في كل من الولايات المتحدة وكندا، انخفضت أسعار الخام أدنى عشرة دولارات للبرميل.
- اضطرت شركات من بينها "تيكسلاند بتروليوم" لإغلاق آبارها النفطية وأبلغت الأخيرة الجهات التنظيمية في "تكساس" بخطتها للتقدم بطلبات للحصول على قروض ضمن برنامج دعم الشركات الصغيرة بهدف الحفاظ على موظفيها.
- من صحراء تكساس التي يتم استخراج النفط الصخري من تشكيلات صخرية عميقة بها إلى المناطق البرية غربي كندا التي يستخرج الخام منها في طبقات أرضية، يضطر المنتجون لإغلاق بعض الآبار الإنتاجية.
- يرجع ذلك إلى الانخفاض الحاد في استهلاك الوقود نتيجة انتشار "كورونا"، ولا تمتلك شركات الطاقة في أمريكا الشمالية الكثير من الخيارات سوى وقف الإنتاج وإغلاق الآبار في الوقت الذي تمتلئ فيه مصافي التكرير ومنشآت التخزين بشحنات الخام.
- منذ منتصف مارس، أعلنت شركات مثل "إكسون موبيل" و"رويال داتش شل" خططا لخفض الإنتاج بإجمالي خمسين مليار دولار.
- في تلك الأثناء، انخفض عدد منصات التنقيب عن النفط في الولايات المتحدة بحوالي 600 منصة، وفقا لشركة "بيكر هيوز"، كما تراجعت منصات التنقيب عن الخام في كندا أيضاً.
- يأتي هبوط الطلب على الوقود مع ضعف تشغيل وسائل المواصلات وحركة الطيران وخطوط النقل الأخرى بالتزامن مع بقاء مئات الملايين من البشر حول العالم في منازلهم قيد العزل خوفاً من الإصابة بفيروس "كورونا".
- أوضحت إدارة معلومات الطاقة أن استهلاك النفط اليومي في أمريكا تراجع بنسبة 19% خلال الأسبوع المنتهي في الثالث من أبريل إلى أدنى مستوى في ثلاثين عاماً.
- خفض المنتجون الكنديون إنتاجهم من النفط بنحو 325 ألف برميل يومياً، وفقا لشركة "ريستاد إنرجي" التي تتوقع استمرار التراجع في الإنتاج الكندي ليصل إجمالي الخفض إلى مليون برميل يومياً.
ربما لا يكون كافياً
- بعد اتفاق "أوبك+"، تتطلع الأسواق العالمية لمعرفة مدى تأثير هذا الخفض على أسعار النفط، لكن محللين يرون أنه ربما لا يكون كافياً لدعم الأسعار مع الأخذ في الاعتبار أن هبوط الطلب على الخام في الأسابيع الماضية بسبب "كورونا" ضغط بشكل حاد على حركة التجارة العالمية.
- أفاد محللون بأن تقديراتهم تشير إلى انخفاض الطلب العالمي على النفط بما يتراوح بين 25 و35 مليون برميل يومياً، وهو ما يعادل نحو ثلاثة أضعاف ما تم التفاوض والاتفاق عليه من خفض في الإنتاج بين "أوبك" والمنتجين المستقلين.
- بعد الإعلان عن الاتفاق، ارتفعت أسعار النفط لفترة وجيزة، وسرعان ما تلاشى هذا الخفض، ومن ثم، عادت المخاوف لصناعة النفط الصخري في الولايات المتحدة التي توظف ما يقرب من 10 ملايين شخص من العمالة المباشرة وغير المباشرة.
- رحبت صناعة الطاقة الأمريكية بالاتفاق الذي تم التوصل إليه، لكنه في نفس الوقت يرون أنه ربما لا يكون كافيا بالنسبة لهم في ظل الصعوبات المالية التي يعانون منها.
- تكمن المشكلة في أن الطلب على النفط لا يزال ضعيفاً بشكل لا يتناسب مع التخمة في المعروض بالسوق مما يواصل الضغط على الأسعار والصناعة بوجه عام، وتوقع محللون تسريح 40 ألف موظف من صناعة النفط في الحقل البرمي في "تكساس".
- هناك العشرات من شركات النفط الأمريكية على شفا الإفلاس، ولن ينقذها اتفاق "أوبك+"، ولا يوجد سوى القليل جدا من هذه الشركات تستطيع التأقلم مع التراجع الحاد في أسعار النفط.
- في سياق متصل، ربما يؤدي هبوط أسعار النفط لدعم وإنعاش الطلب، لكن ذلك لن يستمر طويلاً قبل انتهاء أزمة "كورونا".
- تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" صرح بأن "أوبك+" تتطلع لخفض الإنتاج من النفط بنحو عشرين مليون برميل يومياً وليس عشرة ملايين برميل.
المصادر: وول ستريت جورنال، نيويورك تايمز
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}