تبنت “ترانزُم” استراتيجية متكاملة وطموحة ساهمت بالمحافظة على سير أداء العمليات التشغيلية المختلفة في جميع مطارات السلطنة والمتعلقة بـ “المناولة، الشحن، التموين والسوق الحرة”، وذلك بما يسهم في الحد من التأثيرات المحتملة “لفيروس كورونا” المستجد “كوفيد – ١٩” على مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية وذلك بالتعاون مع الشركاء في القطاع والقطاعات الأخرى والجهات المعنية.
وقال الدكتور خلفان بن سعيد الشعيلي الرئيس التنفيذي لـ”ترانزُم”، وعضو مجلس إدارة المنظمة العالمية للشحن الجوي لـ”الوطن الاقتصادي”: إن ترانزُم وحرصاً على سلامة موظفيها عملت على وضع خطط سريعة لإدارة الموارد وإعادة جدولة الأعمال حسب متطلبات العمليات التشغيلية في المطار، وكذلك لتحقيق التباعد الاجتماعي اتباعاً للإرشادات الوقائية فقد تم تخفيض نسبة الموظفين في العمليات إلى ما نسبته ١٥% من إجمالي العدد وتوجيه معظم الموظفين نحو الاستفادة من إجازاتهم، وتنفيذ خطة العمل من المنازل لعدد من الوظائف التي من الممكن تأديتها عن بعد مستفيدين من التقنيات المتطورة والمتاحة لدى ترانزُم لتنفيذ أعمالها واجتماعاتهم اليومية توجيه موظفينا التدريب عن بعد.
وأضاف: ومن أجل سلامة المسافرين، فقد تم توفير المستلزمات الطبية اللازمة للتعقيم بالتنسيق مع الجهات المعنية على منصات إجراءات السفر واستلام الحقائب، وكجزء من خدمات ترانزم وهي الاعتناء بنظافة طائرات عملائها، تم توفير معدات تعقيم الطائرات، وكذلك بالنسبة للشحنات الجوية الصادرة والواردة بالأخص، جميع هذه العمليات الوقائية أخذت بالاعتبار المعايير الصحة العالمية المتبعة وبالتعاون مع وزارة الصحة والمختصين في القطاع.
الفرص الكبيرة
وقال الرئيس التنفيذي لـ”ترانزُم”: تؤمن ترانزُم بأن الظروف الصعبة غالباً ما تخلق الفرص الكبيرة، وأن هذه الظروف لديها الكثير من الجوانب التي من الممكن استغلالها لتعزيز الكفاءات البشرية والتشغيلية والتجارية، لذا شرعت ممثلةً في اللجنة التنفيذية لإدارة الازمات على إطلاق برنامج داخلي بين شركاتها تحت شعار “لنعود أقوى” في منتصف شهر مارس المنصرم، بمسارات ثمانية تعمل على إدارة التغيير لإعداد الإدارات والأقسام التشغيلية والتعاملات والفرص التجارية للتكيف مع الأوضاع الحالية والإعداد لما بعد هذه المرحلة .. مؤكداً أن الاستفادة من تأثيرات هذه الحالة أمر هام وهو ما تعمل عليه فرق هذا البرنامج، وهو يعمل على الاستفادة من الكفاءات الوطنية وتعزيز قدراتهم في تعدد المهام خصوصًا بعد أن تم تقليص عقود العمالة الخارجية الداعمة بما نسبته ٩١%، وكذلك الاستفادة من الخبرات التراكمية والبرامج التدريبية المجانية المتاحة واستحداث برامج تدريب للأفراد عن بعد، للحفاظ على كفاءة العمل.. كذلك التنوع في الأعمال التجارية واستغلال الفرص التجارية بالموارد والخبرات المتاحة يأتي ضمن اهتمامات هذا البرنامج بالإضافة إلى تنفيذ المشاريع التي وضعت ضمن خطة الشركة لهذا العام من خلال مبادرة “٢٠٢٠ عام التنفيذ” لترانزُم، والخروج بأهم المشاريع التي يمكن تنفيذها بكفاءة مالية حسب ما هو متاح.
العامل الأهم
وأكد الدكتور خلفان الشعيلي؛ أن التواصل هو العامل الأهم الآن في ظل هكذا ظروف لإبقاء موظف المؤسسة على إطلاع مستمر بجميع المستجدات وتعزيز ترابطهم مع المؤسسة والمتغيرات الحاصلة في الأعمال، وكذلك الترابط المستمر مع الشركاء والأصدقاء من مختلف المؤسسات والقطاعات العالمية والمحلية ومن المنظمات الدولية من خلال استضافة يومية في الاجتماعات الافتراضية لممثلي هذه المؤسسات لتبادل خبرات التجارب والمعلومات والبيانات والاستطلاعات التي تساهم في تعزيز فهم الأوضع الحالية والتمكين من التعامل معها بحكمة وبرؤية بانورامية تلم بجميع ما يستجد عالمياً ومحلياً، إذ يعمل مسار التواصل على تعزيز قنوات التواصل مع جميع الأطراف ومشاركة المجتمع والتعاون الإعلامي مستفيدًا من جميع التقنيات والمصادر والقنوات المتاحة لتحقيق أعلى مستويات التواصل.
حجم المناولة
وحول حجم المناولة الجوية التي تمت خلال الفترة الماضية قال الدكتور خلفان الشعيلي: مع بداية تأثيرات هذه الجائحة العالمية فقد كان قطاع الطيران من أكثر القطاعات تأثرًا بتداعياتها من خلال الانخفاض الحاد في حركة الطيران والمسافرين، وبحسب بيانات حركة المناولة والشحن الجوي خلال الفترة من ١٢ مارس وحتى ١٠ ابريل ٢٠٢٠م بلغ هذ الانخفاض لما يزيد عن ٩٥% وإلى حد التوقف التام في عدد من المناطق حول العالم، وبالنسبة لترازُم المناولة فقد تعاملت مع ما يزيد عن ١٦٠٠ رحلة مسافرين خلال الفترة من ١٢ مارس وحتى ١٠ ابريل ٢٠٢٠م، والتي استقل على متنها ما يزيد عن ١٦٢ ألف مسافر، ومن بينها الرحلات التي عادت بأبناء الوطن من أنحاء العالم وعدد من المسافرين العابرين لمطار مسقط لحوالي ١٠٦٦ مسافراً وغيرهم من المسافرين الذين تم نقلهم عبر شركات الطيران المختلفة إلى أوطانهم في الفترة من ٣٠ مارس وإلى ٢ ابريل٢٠٢٠م.
الشحن الجوي
وأشار إلى أن قطاع الشحن الجوي هو الآخر تأثر بشكل كبير مع بدايات انتشار الحالة وتصنيفها كجائحة عالمية بانخفاض حاد تجاوز ٧٠%.. إلا أنه سرعان ما عملت المنظمات العالمية ذات العلاقة والحكومات إلى دفع عجلة هذا القطاع لاستعادة نشاطه، كونه يعد منفذاً مهماً للشحنات التموينية والصحية، وإلى جانب وسائل النقل اللوجستية الأخرى يعتبر الشحن الجوي الوسيلة الأسرع في نقل البضائع والشحنات، ويعول عليه في إبقاء النبض في قطاع الطيران لدعم القطاعات الأخرى للتصدي لتأثيرات وانتشار فايروس كورونا، وقد تعاملت ترانزُم ساتس الشحن مع ما يقارب ٨ آلاف طن من البضائع الواردة والصادرة، كان النصيب الأكبر للشحنات الواردة وجميعها تركزت على المواد التموينية والصحية.
وأكد أن ترانزُم وكجزء من مساهمتها المجتمعية ودعم الجهود العالمية، فقد قامت باتخاذ عدد من الخطوات الاستباقية لتسهيل تعاملات نقل وشحن البضائع وبالتعاون مع الشركاء ذات الصلة، دعماً لشركات الطيران والشحن الجوي والوكلاء والموردين، وذلك من خلال تخفيض في أسعار مناولة شحنات البضائع الغذائية والصحية، وتمديد مدة السماح بالتخزين على النحو التالي:
ـ الشحنات العامة: سابقًا ٤٨ ساعة حالياً ٩٢ ساعة.
ـ الشحنات القابلة للتلف: سابقًا ٢٤ ساعة حالياً ٧٢ ساعة.
ـ الشحنات الخطرة: سابقًا ٢٤ ساعة حالياً ٧٢ ساعة.
إذ جاء ذلك تماشياً مع توجيهات الحكومة الرشيدة، وتلبية لما دعت له الجهود المشتركة فيما بين المنظمة الدولية للطيران المدني والمنظمة الدولية للشحن الجوي والتي تعد السلطنة عضوًا فيها منذ أكتوبر ٢٠١٨م.
تكامل الأدوار
وقال الدكتور خلفان بن سعيد الشعيلي الرئيس التنفيذي لترانزُم: تعمل شركات ترانزُم “المناولة وساتس الشحن” بتعاون كبير على مناولة بضائع شركات الطيران المحلية والعالمية المستفيدة من خدمات مبنى الشحن الجوي المتكامل في مطار مسقط الدولي، وتتعاملان ترانزُم المناولة وترانزُم ساتس الشحن حالياً مع ما يزيد عن ١٤ من شركات محلية وعالمية منتظمة وغير منتظمة التشغيل وبرحلات مجدولة وغير مجدولة على مدار الأسبوع ومنها؛ الناقل الوطني “الطيران العماني” ، القطرية للطيران، الطيران الإماراتي، الطيران التركي، طيران كارجولُكس، طيران دي اتش أل، الطيران الإثيوبي.. كما أن هناك عددا من شركات الطيران غير المنتظمة يعمل الشحن الجوي على مناولة شحناتها، أبرزها؛ طيران السلام وطيران سيجما الروسي والعربية للطيران وفلاي دبي وطيران إينديا جو وطيران سبايس جيت، وطيران كي أل أم وغيرها من شركات الطيران المختلفة بما يقارب أحيانًا ٤٠ رحلة أسبوعية، ومع جهود الزملاء والشركاء في القطاع فإنه من المؤمل أن تسير بعض من شركان الطيران المنتظمة رحلات للشحن الجوي إلى السلطنة تعمل مجوعة شركات ترانزُم على تقديم خدمات المناولة والشحن الجوي لها.
منحى التعافي
وأشار إلى أن قطاع الشحن الجوية بدأ باستعادة جزء من نشاطه خصوصاً خلال الاسبوعين الماضيين بعد الجهود التي ذكرت أعلاه، وبالتالي بدء بالتعافي وتراجع منحنى الانخفاض من ٧٠% إلى حوالي ٥٠%، ومن المحتمل أن يشهد قطاع الشحن الجوي نشاطاً أكبر خلال الفترة القادمة بل وبشكل متسارع، ونؤكد بأن جهود حكومة السلطنة والشركاء في قطاع الطيران والمجموعة العمانية للطيران وشركاتها تعمل على دعم عودة هذا النشاط من خلال التواصل المباشر والجهود المشتركة فيما بينها، كما أن ترانزُم على تواصل مستمر مع جميع الشركاء في مختلف القطاعات ذات الصلة وكذلك مع المنظمات والوكلاء العالميين لتوحيد الجهود والعودة أقوى .. ونؤكد في ترانزُم على توافر الإمكانيات التشغيلية والطاقات العاملة والقدرة الاستيعابية للمرافق الحالية للتعامل مع شُحنات البضائع بأحجامها المختلفة.. كما أن شركات الطيران المشغلة لحركة الشحن حالياً من وإلى السلطنة لديها شبكة نقل جوي واسعة وبالتالي هي قادرة على ربط السلطنة بأنحاء العالم.
مطارات السلطنة
وأضاف: أن التوجهات العامة لقطاع الطيران في السلطنة فيما يتعلق بالشحن الجوي ترتكز نحو زيادة حجم البضائع الصادرة والواردة من وإلى مطارات السلطنة، وبالتالي بالطبع هنا خطط وجهود تكاملية نحو زيادة عدد شركات الطيران المشغلة لرحلات الشحن الجوي، ونعمل في ترانزُم بالتعاون مع الشركاء في قطاع الطيران والقطاعات الأخرى لاسيما القطاع اللوجستي على تحقيق هذه الزيادة المرسومة ضمن استراتيجية الشحن الجوي المستقبلية، مستفيدين من الشراكة الاستراتيجية مع مجموعة ساتس السنغافورية وهي من أفضل مشغلي مناولة الشحن العالميين وتمتلك حوالي ٣٣% من الشراكة مع ترانزُم في الشحن الجوي وكذلك من عضويتنا في منظمة “TIACA” ومجلس إدارتها.
الطاقات الاستيعابية
وأكد أن البنى الأساسية في قطاع الطيران أصبحت متكاملة وبطاقات استيعابية كبيرة لمختلف المرافق، وبالحديث عن المناولة فلديها اسطول كبير من المعدات المختلفة بما يزيد عن ٢٥٠٠ مُعدة معظمها حديثة ومتطورة، والكفاءات الوطنية المدربة والمؤهلة بما يقارب ٢٠٠٠ موظف عماني بنسبة تعمين تصل إلى ٩٠% حالياً، والتقنية الحديثة والمتطورة، والشهادات الدولية التي حصلت عليها من خلال الاستيفاء للمتطلبات المتعلقة بالكفاءة والسلامة والصحة وغيرها، مما يجعلها في أتم الجاهزية للتنافسية العالمية، علمًا أن خبرتها التراكمية في عمليات المناولة الأرضية تمتد إلى حوالي الـ٥٠ عام وذلك يرفع من مستوى إمكانياتها ويساهم بشكل كبير في جذب شركات الطيران للتعامل معنا بل ولربما إلى التوسع نحو التنافس مستقبلاً في مطارات عالمية إذا ما تهيأت الفرصة.
تعد ترانزم ساتس الشحن المشغل الرئيسي في السلطنة في مناولة الشحن الجوي في مبنى الشحن الجوي بمطار مسقط الدولي الذي تبلغ مساحته إلى 32,000 متر مربع، متخذة جزءا بارزًا في تعزيز حركة الشحن في السلطنة بالتعاون مع جميع الشركاء.
كما أن مسار الشحن الجوي لدى ترانزم في خط متصاعد بنسبة نمو تزيد عن ١٥٪ سنوياً في أحجام الشحن الجوي، وتركز الرؤية الاستراتيجية للشحن الجوي على رفع نسبة أطنان الشحن إلى أكثر من 780،000 طن سنويا بحلول عام 2030 و 1,5 مليون طن سنويا بحلول عام 2040 في مطار مسقط الدولي.
ومما يجدر ذكره أن ترانزم لديها أكبر مطبخ في السلطنة ويعد من أحدث مرافق صناعة التموين في المنطقة والذي افتتح في فبراير من هذا العام، بتجهيزات عالية وامكانيات كبيرة تجعل ترانزُم التموين على قدر كبير من التنافس عالمياً وتتيح لها التوسع خارج نطاق تموين الطيران، والانطلاق نحو أسواق أخرى على المستويين المحلي والعالمي، وتمتد خبرات ترانزُم التموين التراكمية إلى حولي ٤٠ عاماً، حيث انطلقت هذه الخدمات في السلطنة منذ عام ١٩٨١م ولا تزال تمتلك الإمكانيات الجيدة والكفاءات الكبيرة من خلال الطهاة العمانيين والعالميين.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}