أكدت منظمة الصحة العالمية، أن شهر رمضان المبارك يتميز بالتقارب الاجتماعي والديني، إلا أن قدومه هذا العام في ظل استمرار جائحة فيروس كورونا «كوفيد 19» يتطلب الالتزام بقرارات إلغاء المحافل الاجتماعية والدينية في الوقت الحالي، وتعويضها بالبدائل الافتراضية على منصات التلفزيون ووسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى ضرورة إشراك القيادات الدینیة في مرحلة مبكرة من صنع القرار، ليتمكنوا من المشاركة بصورة نشطة في تبليغ أي قرار يؤثر على الأنشطة والفعاليات المرتبطة بشهر رمضان.
وأكدت المنظمة على ضرورة النظر بجدية في إلغاء المحافل الاجتماعية والدينية، وأوصت المنظمة بأن يستند أي قرار بتقييد أو تعديل أو تأجيل أو إلغاء أو المضي في عقد تجمهر جماعي إلى تقييم نموذجي للمخاطر، حيث يجب أن تصب هذه القرارات ضمن نهج شامل تتبعه السلطات الوطنية في استجابتها لتفشي المرض، وفي حال تقرر إلغاء التجمعات الدينية والاجتماعية، حيثما أمكن، وتعويضها بالبدائل الافتراضية على منصات مثل التلفزيون والإذاعة والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أنه في حال السماح بإقامة التجمعات الرمضانية، فينبغي تطبيق تدابير تخفف من مخاطر انتقال عدوى كوفید – 19.
وأشارت المنظمة إلى ضرورة اعتبار السلطات الصحية الوطنية المصدر الأساسي للمعلومات والنصائح المتعلقة بالتباعد الجسدي والتدابير الأخرى المتصلة بكوفید-19 في سياق شهر رمضان وطقوسه ویتعین الحرص على ضمان الامتثال للتدابير المطبقة، كما ينبغي إشراك القيادات الدینیة في مرحلة مبكرة من صنع القرار، ليتمكنوا من المشاركة بصورة نشطة في تبليغ أي قرار يؤثر على الأنشطة والفعاليات المرتبطة بشهر رمضان.
وأكدت على ضرورة تبني استراتيجية اتصال قوية مع عامة السكان لتوضيح أسباب اتخاذ القرارات، وإعطاء تعليمات واضحة والتشديد على أھمیة اتباع السياسات الوطنية، وأن تتضمن استراتيجية الاتصال أيضا رسائل استباقية عن السلوكيات الصحية أثناء الجائحة واستخدام منصات إعلامية مختلفة، مع ضرورة الالتزام بالنصائح المتعلقة بالتباعد الجسدي عن طريق الالتزام الصارم بترك مسافة لا تقل عن متر واحد (3 أقدام) بين الأشخاص في جميع الأوقات، واستخدام أساليب التحیة المقبولة ثقافياً ودينياً التي تستبعد الملامسة، مثل التلويح أو الإيماء أو وضع الید على القلب، ومنع تجمع أعداد كبیرة من الأشخاص في الأماكن المرتبطة بالأنشطة الرمضانية، مثل أماكن الترفيه والأسواق والمحلات التجارية.
وقدمت المنظمة نصائح للفئات الأشدّ عرضة للخطر، حثت من خلالها الأشخاص الذين يشعرون بتوعك أو تظهر عليهم أعراض مرض كوفید-19 على تجنب المشاركة في الفعاليات واتباع الإرشادات الوطنية بشأن المتابعة والتدابير العلاجية للحالات التي تظهر عليها أعراض المرض، كما حثت كبار السن وأي أشخاص يعانون من حالات طبية سابقة «مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري، وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة، والسرطان» على عدم حضور التجمعات، لأنھم يعتبرون أشد عرضة للإصابة بمرض وخيم والوفاة جراء الإصابة بكوفید-19.
تدابير إلزامية
وشددت المنظمة على ضرورة تطبيق عدد من التدابير على أي تجمع للناس خلال شهر رمضان، كالصلاة وزيارة الأماكن المقدسة والإفطارات الجماعية أو الولائم، منها إقامة الفعالية في مكان مفتوح إن أمكن؛ وضمان التھویة الكافية للمكان وتدفق الھواء فیه، وتقصير مدة الفعالية قدر الإمكان للحد من ّ احتمالات التعرض للعدوى، وإعطاء الأفضلية لإقامة الشعائر والفعاليات في مجموعات صغيرة متعددة بدلا من إقامتها في جماعات كبیرة، والالتزام بالتباعد الجسدي بين الحاضرين جلوساً ووقوفا، من خلال تعيين أماكن مخصصة بما في ذلك عند أداء الصلوات وأثناء الوضوء وفي مرافق الوضوء الجماعية، وكذلك في المناطق المخصصة لخلع الأحذية، وتنظيم عدد وتدفق الأشخاص الذين يدخلون ويحضرون ويغادرون دور العبادة أو العتبات الدينية أو الأماكن الأخرى لضمان التباعد بينهم في جميع الأوقات، بالإضافة على النظر في اتخاذ تدابير ّ سهل تتبع المخالطين في حالة تحديد شخص مصاب بالمرض بين الحاضرين في فعالية معينة.
أعمال البر
أكدت الدائرة على ضرورة التأكد من تطبيق تدابير التباعد اللاجسدي أثناء القيام بأعمال البر كإیتاء الزكاة وتوزيع الطعام والصدقات على الفقراء، مشيرة إلى أنه لتفادي التجمعات الحاشدة على موائد الإفطار، یمكن النظر في توزيع علب وجبات فردية معلبة مسبقا، كما يمكن أن تتولى تنظيم ذلك ھیئات ومؤسسات مركزية مع الالتزام بقواعد التباعد الجسدي في جمیع المراحل (التجھیز والتغليف والتخزين والتوزيع).
مخاطر الصيام
أكدت منظمة الصحة العالمية، على أنه لم تجري أي دراسات بشأن الصيام ومخاطر الإصابة بعدوى كوفید-19 ومن المفترض أن یكون الأشخاص الأصحاء قادرين على الصيام خلال شهر رمضان كما في السنوات السابقة، في حین يجدر بالمرضى المصابين بكوفید-19 التفكير في الحصول على رخصة شرعية لإفطار شهر رمضان بالتشاور مع أطبائهم، كما هو الحال مع أي مرض آخر.
وأشارت المنظمة إلى أن جائحة كوفید-19 أدّت إلى تقييد حركة الكثير من الناس، ولكن، إذا سمحت القيود بذلك، فينبغي الحرص على التباعد الجسدي والنظافة السلمية لليدين حتى أثناء ممارسة أي نشاط رياضي، وبدلاً من الأنشطة الخارجية يشجع النشاط البدني داخل البيت وفصول التمارين الرياضية على الإنترنت.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}