انخفض سعر العقود الآجلة للخام الأمريكي تسليم مايو إلى أدنى مستوياته منذ عام 1999، مع تأثير جائحة "كورونا" بصورة كبيرة على سوق النفط العالمي، إذ أضر الفيروس وإجراءات الاحتواء المصاحبة له كثيرًا بالطلب على الخام.
ويرجع الانخفاض الحالي في سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى قرب انتهاء صلاحية العقود الآجلة لشهر مايو - من المقرر أن تنتهي صلاحيتها غدًا الثلاثاء -، مع ارتفاع الفارق السعري بين تلك العقود التي ستسلم قريبًا ونظيرتها التي سيتم تسليمها لاحقًا - في وضعية تعرف باسم "كونتانغو" – إلى أعلى مستوياته في 11 عامًا.
وخلال تداولات الإثنين، تراجعت العقود الآجلة للخام الأمريكي تسليم مايو – التي من المقرر انتهاء صلاحيتها غدًا – بحوالي 23% إلى 14.02 دولار للبرميل لحظة كتابة هذا التقرير بعدما تراجعت إلى 18.27 دولار عند تسوية تداولات الجمعة الماضي.
في حين انخفضت العقود الآجلة تسليم يونيو - التي ستصبح الأقرب أمدًا بعد انتهاء صلاحية عقود مايو - 8.2% إلى 22.9 دولار، وتراجعت عقود سبتمبر بنسبة 3% فقط لتتداول عند 31.11 دولار.
ما السبب؟
- صرح رئيس "استراتيجيك إنرجي آند إيكونومك ريسرش" "مايكل لينش" إلى "ماركت ووتش" أن ظاهرة الكونتانغو التاريخية هي انعكاس لبراميل من النفط لا تجد مشترين بسهولة، ويتم بيعها بأسعار منخفضة، مشيرًا إلى أن ذلك يعني امتلاء المخزونات، أو أن المشترين يتوقعون امتلاءها قريبًا جدًا.
- أشارت منظمة "أوبك" في تقريرها الشهري الصادر الأسبوع الماضي، إلى أن سوق النفط شهد حالة "كونتانغو" كبيرة خلال مارس، إذ كان من المتوقع أن يؤدي التراجع الهائل للطلب على النفط، والتخفيضات الكبرى في المصافي وارتفاع المعروض العالمي من النفط إلى فائض كبير في السوق.
- وأوضحت "أوبك" أن فائض سوق النفط متوقع أن يصل إلى حوالي 15 مليون برميل يوميًا هذا العام، مما يدفع الأسعار إلى الانخفاض أقل بكثير مقارنة بالعقود طويلة الأجل.
- وصرح "ديفيد وينانز" المسؤول لدى "بي جي آي إم فيكسد إينكم" أن حالة الـ"كونتانغو" تحدث لأن الاختلالات بين العرض والطلب على المدى القريب، قد تستنفز قدرات تخزين النفط الأمريكي، مما يسبب تراجع الأسعار في الأجل القريب.
هل ستظل الأسعار دون 20 دولارًا؟
- أشار "مارشال ستيفيز" محلل أسواق الطاقة لدى "آي إتش إس ماركيت" إلى أن عقود خام نايمكس تسليم مايو تتداول دون 20 دولارًا ولكن صلاحيتها على وشك الانتهاء، وتتداول عقود يونيو عند منتصف العشرينيات، ولكن سيرتد منحنى السعر بعد ذلك إلى منتصف الثلاثينيات بحلول الخريف.
- كما أوضح "ستيفز" أن التخفيضات الحادة في إنتاج النفط التي توصلت إليها "أوبك" وحلفاؤها ستنفذ في مايو ويونيو، في حين من المتوقع أيضًا أن تستمر حالات الإغلاق المتبعة للحد من فيروس "كورونا" في الولايات المتحدة ودول أخرى وبعد ذلك سترفع تدريجيًا.
- إذ توصلت مجموعة "أوبك +" إلى اتفاق هذ الشهر لخفض إنتاج النفط بمقدار 9.7 مليون برميل يوميًا بدءًا من الأول من مايو وحتى الثلاثين من يونيو 2020، ثم تنخفض إجمالي التخفيضات إلى حوالي 8 ملايين برميل يوميًا بدءًا من يوليو وحتى أواخر ديسمبر، وتقل بعد ذلك إلى 6 ملايين برميل من بداية العام المقبل وحتى الثلاثين من أبريل 2022.
- وأوضح "ستيفز" أنه قبل تلك التخفيضات في الإنتاج، تراجعت عقود الخام الأمريكي التي ستسلم قريبًا على خلفية تمديد توجيهات استمرار بقاء الأفراد في منازلهم للحد من انتشار فيروس "كورونا"، مما يشير إلى انخفاض إضافي في الطلب على النفط.
نظرة على وضع المخزونات
وفقًا لما ذكره استراتيجي السلع لدى "رابوبنك" "ريان فيتزموريس" في مذكرة الجمعة، فإن مخزونات الخام في مركز تسليم خام نايمكس في كوشينج بولاية أوكلاهوما تبلغ 55 مليون برميل يوميًا، في حين يصل أعلى مستوى على الإطلاق إلى 69 مليون برميل يوميًا والمسجل في أبريل 2017.
وهو ما يعني أنه يتبقى 14 مليون برميل لتسجل المخزونات في كوشينج مستوى قياسيًا جديدًا، و37 مليون برميل قبل أن تصل إلى سعتها القصوى.
وأضاف "فيتزموريس" أنه بالوتيرة الحالية البالغة تقريبًا 5 ملايين برميل أسبوعيًا، فإن مخزونات الخام في كوشينج ستفيض في غضون أقل من شهرين.
إلى جانب أن إمدادات الخام الأمريكية ارتفعت على مدار 12 أسبوعًا متتاليًا، وأظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة أنها ارتفعت 19.2 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في العاشر من أبريل، في أكبر زيادة أسبوعية على الإطلاق.
ويأتي ذلك الارتفاع في المعروض في الوقت الذي من المتوقع أن يشهد فيه الطلب تراجعًا قياسيًا هذا العام، في ظل الجهود المبذولة لمواجهة فيروس "كوفيد -19"، إذ تتوقع وكالة الطاقة الدولية تراجع الطلب بنحو 9.3 مليون برميل يوميًا هذا العام.
هل عقود برنت تشهد فارقًا مماثلاً؟
- لم يتسع الفارق بين عقود خام برنت قريبة التسليم والمستقبلية، كما هو الحال بالنسبة لعقود خام غرب تكساس الوسيط، فبنهاية تداولات الأسبوع الماضي، بلغ سعر تسوية عقود خام برنت تسليم يونيو 28.08 دولار للبرميل، في حين تداولات عقود أكتوبر عند 35.95 دولار.
- فسر ذلك التباين بين الخامين، "ديفيد وينانز" بأن خام برنت لا يخضع لنفس قيود التخزين مثل "خام غرب تكساس الوسيط كوشينج" أو "خام غرب تكساس الوسيط ميدلاند".
المصدر: ماركت ووتش
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}