في الأزمات والشدائد تظهر كفاءة الكويتيين في شتى المجالات، وقد أثبتت الكوادر الوطنية العاملة في المجالات الصناعية والطبية وغيرها قدرتها على العمل والإنجاز ورفد جهات الدولة بكل احتياجاتها، وهو ما تجلّى منذ أزمة «كورونا».
في ما يتعلّق بالكمامات والمستلزمات الطبية التي تضاعف الاحتياج إليها مع انتشار فيروس كورونا الفتّاك، تستلزم الضرورة دعم الصناعات الوطنية وتشجيعها، بدلا من الاعتماد على الاستيراد والصناعات الاجنبية التي تكلّف خزانة الدولة مبالغ طائلة، بينما المنتجات الوطنية متاحة، ويمكن الاعتماد عليها، وقد أثبتت توافر معايير الجودة فيها.
ومنذ أزمة «كورونا» أثبت الكويتيون تلاحمهم كتفاً بكتف لاجتياز هذه المرحلة العصيبة، والعمل على احتواء الوباء، الذي يجتاح العالم، وبرز دور القطاع الصحي، الذي حمل العبء الأكبر إلى جانب باقي القطاعات التي شمّرت عن سواعدها في الخط الأمامي لمحاربة الفيروس.
ويتسلّح العاملون في الميدان الطبي بالأدوات الوقائية والعلاجية، لصد هجمات «كورونا» على أرض المعركة في مختلف الأماكن، وتعد المنتجات الطبية من أهم عوامل الانتصار؛ لكونها الدرع الواقي لجنودنا في هذا المشهد البطولي.
وليس في الكويت سوى مصنع واحد متخصص في انتاج الكمامات، يقع في منطقة صبحان، وبات وجهة للمواطنين والمقيمين منذ بدء الأزمة، وهو الشركة الكويتية للمنتجات القطنية الطبية، التي تصنع الكثير من المنسوجات، لا سيما الكمامات والأغطية القطنية.
وقال صاحب المصنع بندر الجارالله في تصريح لــ القبس: إن الطاقة الاستيعابية للمصنع منذ بدء الأزمة تبلغ 30 ألف كمام يوميا، لافتاً إلى وصول مكائن جديدة، طاقتها الانتاجية تصل إلى 400 ألف كمام يومياً، إذ شرع المهندسون في إعدادها، معلناً عن استقدام ماكينة أخرى في غضون أسبوعبين، ستنتج 800 ألف كمام؛ ليصل الإجمالي إلى 1.2 مليون كمام يومياً.
المنتجات الطبية
وأضاف الجارالله: إن المصنع على استعداد لتوفير جميع الكميات المطلوبة التي تحتاجها جهات الدولة، لافتا إلى أن المصنع دشّن أعماله في عام 2005، وقام بتوفير المخزون المطلوب لمراكز التموين بـ 800 ألف كمام، في إطار المساهمة الاجتماعية للقضاء على «كورونا»؛ إذ تم توفير الكمية خلال 48 ساعة فقط.
وأردف بالقول: إن المصنع فتح أبوابه أمام الطواقم الطبية على مدار الساعة للحصول على المنتجات الطبية اللازمة لهم، إضافة إلى طلبة كلية الطب، حيث تمت تلبية طلباتهم، من دون النظر إلى الفائدة المالية؛ فالغاية هي خدمة للوطن.
وطالب الجارالله بمنح المصانع الكويتية الثقة، حتى تستطيع توفير المستلزمات للحكومة، وأن تمد يد المساعدة لها، خصوصا في ظل هذه الأزمة، بدلا من الاعتماد على المصانع الأجنبية؛ فالأخيرة قد تمنع حكوماتها التصدير للكويت، ولن تقدمنا هذه الدول على نفسها، فتوفير مستلزمات شعوبها أولوية، ومن ثم علينا الاعتماد على أنفسنا ودعم كوادرنا ومنتجاتنا الوطنية.
واستنكر الجارالله عدم استدعاء الشركات الكويتية للاستئناس برأيها ومشاركتها في صنع قرار التعاقدات التي تكلف الملايين من خلال وضع التسعير المناسب للمنتجات، مؤكدا أن هذا الأمر يأتي في ظل تجاهل متواصل للمصانع الوطنية حتى في الدعم، علما أن المنتج الوطني أكثر استدامة، خصوصا أن المصانع الأجنبية قد يصعب الوصول إليها في بعض الأحيان.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}