أكد القائد العام لشرطة دبي، الفريق عبدالله خليفة المري، أن النجاح في تنفيذ عدد ضخم من عمليات التعقيم، والسيطرة على انتشار الفيروس في بؤر بعينها مثل منطقتي الراس ونايف له عوامل عدة، أهمها استجابة أفراد المجتمع للتعليمات، خصوصاً المتعلقة بتقييد الحركة خلال فترة الحظر الكلي، التي نفذت على مدار اليوم لقرابة ثلاثة أسابيع، إلى أن صدر قرار التخفيف الجزئي.
وقال مدير الإدارة العامة للمرور، العميد سيف مهير المزروعي، لـ«الإمارات اليوم»، إن «أعمال التعقيم التي كانت تجري في أسبوع قبل قرار تقييد الحركة الكلي، كانت تنفذ في يوم واحد فقط، حينما طبق القرار ومنعت الحركة على مدار الساعة».
وأضاف: «انتشر ضباط وأفراد المرور في شوارع الإمارة على مدار الساعة، وتمركزت خمس نقاط تفتيش على جميع المخارج المؤدية إلى إمارة الشارقة، لرصد أي تجاوزات أو مخالفات، وألزموا بضوابط صارمة لحمايتهم من العدوى، ومساعدتهم في ضبط أي تجاوزات أو تحايل، خصوصاً في نقل العمال من وإلى دبي».
وفي ظل الجهود الضخمة ببرنامج التعقيم، التي بذلتها معظم الدوائر الحكومية في دبي تحت مظلة اللجنة العليا لإدارة الأزمات والكوارث، رافقت «الإمارات اليوم» في جولة ميدانية رجال الإدارة العامة للمرور بشرطة دبي، المعنيين في خط الدفاع الأول بتطبيق قرار تقييد الحركة سواء كلياً أو جزئياً، ورصد مخالفي الإجراءات الاحترازية التي أعلنتها الدولة، مثل التباعد الاجتماعي وعدم تجاوز العدد المسموح له بركوب السيارة وارتداء الكمامة، فضلاً عن الخروج من دون تصريح، وكذلك القرارات المحلية التي أصدرتها اللجنة العليا مثل عدم انتقال عمال المقاولات من إمارات أخرى إلى دبي.
يقول رئيس قسم رقباء السير بدبي، النقيب محمد خليفة البدواوي، لـ«الإمارات اليوم»، في جولة بنقطة التفتيش الرئيسة على شارع الوحدة تجاه الشارقة، إن «الوضع كان أصعب في البداية بلاشك، فنحن نواجه عدواً غامضاً ونطبق تعليمات جديدة على الجمهور، سواء المرتبطة بتقييد الحركة، أو ضرورة الحصول على تصاريح للخروج، والأخرى المرتبطة بالتباعد الاجتماعي والكمامة، وغيرها».
ويضيف: «عملنا منذ البداية وفق توجيهات من القائد العام لشرطة دبي بضرورة التركيز على توعية الناس، كوننا في خط تماس مباشر معهم، خصوصاً أن هناك فئة من السائقين ليست لديهم ثقافة متابعة المستجدات والاطلاع على وسائل الإعلام أو شبكات التواصل، وفوجئنا بأن بعضهم ليسوا على دراية من الأساس بقرارات تقييد الحركة أو التعليمات المرتبطة بالإجراءات الاحترازية».
واستناداً إلى ذلك، اكتفينا في البداية بتحرير مخالفات تحذيرية فقط للأشخاص غير الملتزمين، واستلزم الأمر وجود أفراد يجيدون الحديث بمختلف اللغات المستخدمة في دبي، لضمان توعية الجميع، مؤكداً أن الصعوبات كانت أكثر في البداية، لذا لجأت شرطة دبي إلى التصرف بحزم مع المستهترين، لكن انخفضت تدريجياً حتى صار هناك التزام كامل من قبل جميع أفراد المجتمع.
وأوضح أن الإدارة العامة للمرور تمركزت في خمس نقاط رئيسة للتفتيش على حدود دبي مع إمارة الشارقة، وتحديداً في شوارع: الشيخ محمد بن زايد، والإمارات، وبيروت، ودمشق، والاتحاد، منوهاً بدور هيئة الطرق والمواصلات في تعزيز تلك النقاط وتزويدها بالدعم اللوجيستي، مثل اللافتات الإرشادية والأقماع، التي تحمي الدوريات ورجال الشرطة، ما أتاح لها مرونة التحرك والانتقال.
وأشار إلى أن هناك تحديات بالتأكيد، استلزمت مواجهتها قدراً كبيراً من التركيز والانتباه، مثل الالتزام بالتباعد الاجتماعي بين رجال المرور أنفسهم، والالتزام بالإجراءات الوقائية، سواء في التعامل مع السائقين والمارة أو في ما بينهم.
ولفت إلى أن القيادة العامة لشرطة دبي لم تبخل على الفرق الميدانية بكل ما تحتاج إليه، فجهزت خيمة مزودة بكل الاحتياجات في جميع نقاط التفتيش، كما طبقت نظام تعقيم صارماً لكل فرد يلتزم به قبل تولي مهامه وحين الانتهاء منها.
وأوضح أن هذه الظروف الاستثنائية فرضت مواقف عدة لم نواجهها من قبل، مثل تحايل بعض الشركات على قرار منع انتقال العمال من إمارات أخرى إلى دبي خلال فترة تقييد الحركة، فلجأ بعضها إلى نقلهم في مركبات خاصة بدلاً من الحافلات، لدرجة أننا ضبطنا عمالاً مختبئين في الصناديق الخلفية لسيارات خصوصية.
وأضاف: «بعض سائقي الحافلات الخفيفة غير الملتزمين بنقل العدد المقرر وفق التعليمات الجديدة الخاصة بفيروس كوورنا، كانوا ينزلون العمال قبل نقطة التفتيش، ويطلبون منهم العبور إلى إمارة الشارقة عبر شوارع داخلية، لركوب الحافلات مجدداً بعد تجاوز التفتيش، لكننا تصدينا بالتعاون مع شرطة الشارقة لهذه الأساليب كذلك».
وأكد البدواوي أن هذه الأساليب اختفت الآن، وصار هناك التزام كبير من معظم الشركات والأفراد، لذا تمت عمليات التعقيم بشكل أسرع وأسهل، مقارنة بالأيام الأولى.
إجراءات وقائية
قال النقيب محمد خليفة البدواوي إن «الروتين اليومي لضباط وأفراد الإدارة العامة للمرور تغير، في ظل أزمة كورونا، إذ يجب علينا الالتزام بضوابط صارمة يومياً، فكل شرطي يجب عليه التوجه إلى مقر الإدارة قبل ساعة من تسلم عمله ميدانياً، والخضوع إلى تعقيم كلي عبر جهاز مخصص لذلك، ثم يتوجه لاستلام الدورية التي تتعرض بدورها لتعقيم يومي، ويتسلم مرفقاته الأساسية من قفازات وكمامة، فضلاً عن توفير بدلة خاصة للتعامل مع الحالات الطارئة، وذلك بهدف حمايته من أي احتمالات لالتقاط العدوى».
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}