عندما يتحدث المؤرخون عن فيروس "كورونا" ويكتبون بشأنه في مؤلفاتهم، فسوف تكون هناك الكثير من المعلومات أمام أعينهم، وذلك مع الأخذ في الاعتبار سرعة تفشي المرض وعدد الإصابات والوفيات والأضرار البالغة الناجمة عنه.
في معظم مناطق أوروبا وشرق آسيا وأمريكا الشمالية، ربما تصل هذه الدول إلى ذروة جائحة "كورونا" بنهاية أبريل، ويأمل كثيرون بتحول الأمور نحو الأفضل في غضون أسابيع قليلة.
السباق نحو اللقاح
- يرى الملياردير الأمريكي والمؤسس الشريك لـ"مايكروسوفت" أن البشرية لن تهزم وباء "كورونا" إلا عند اكتشاف لقاح يجنبها الإصابة به، وإلى حين الوصول إلى اللقاح، سيظل الحال على ما هو عليه ولن تعود الحياة إلى طبيعتها.
- حتى لو قررت الحكومات إعادة تشغيل اقتصاداتها وفتح المجال أمام عودة المواطنين للحياة الطبيعية، فسوف يظل أغلبهم عُرضة للإصابة بالفيروس التاجي، كما أنهم سيظلون خائفين من الإصابة بتجنب التواجد في الزحام.
- على أثر ذلك، ستظل المطارات شبه خاوية، ولن تفتح الشركات أبوابها كالمعتاد، ولن تتم عودة الأنشطة الرياضية، كما أن الاقتصاد العالمي سيظل راكدًا لأن الطلب على السلع والخدمات سيبقى ضعيفاً.
- بالطبع، ستتضرر الاقتصادات النامية بشكل أكبر من نظيراتها المتقدمة؛ نظرًا لأن الأولى غير جاهزة لاستيعاب تداعيات مثل هذا الوباء، كما أن هذه الدول لن تتحمل فقدان الملايين من الوظائف كما حدث مثلاً في الولايات المتحدة مؤخرًا، وسوف يتفشى بها الفيروس سريعًا في ظل عدم وجود أنظمة رعاية صحية جاهزة.
- يمكن للدول الغنية المساهمة في كبح الوباء من خلال توصيل إمدادات طبية ومستلزمات للدول الفقيرة، لكن على ما ببدو، فإن الجميع في الدول الغنية والفقيرة عُرضة لخطر الإصابة والوفاة على حد سواء، ولن يصبحوا آمنين إلا بعد اكتشاف لقاح للفيروس.
- من هنا، اختزل "جيتس" المشكلة وكيفية حلها في كلمة واحدة "اللقاح" معربًا عن أمله في تركيز الجهود حول العالم من أجل تطوير مصل مضاد للفيروس، وحال التوصل إليه، ستكون لحظة فارقة في تاريخ البشرية من وجهة نظره.
- بعيدًا عن اللقاح، هناك جانبان حيويان سيشكلان الفارق في مكافحة "كورونا"، وحددهما "جيتس" في مجال التشخيص واكتشاف الإصابات وأيضًا في تطوير أدوية قادرة على علاج المصابين بفاعلية.
- نتيجة لذلك، ربما تكون البشرية قادرة على مكافحة الأوبئة المستقبلية التي ستواجهها بشكل فاعل وسريع قبل تفشيها بين مئات الآلاف كما حدث في حالة "كورونا".
ما الذي يحتاجه العالم لكبح "كورونا"؟
- أفاد "جيتس" بأن العالم يحتاج لعدة أدوات لا بد أن تكون في جعبته من أجل كبح "كورونا" وإعادة الأمور إلى طبيعتها على كل الأصعدة لا سيما الاجتماعية والاقتصادية.
- قارن "جيتس" بين "كورونا" والحرب العالمية الثانية، مشيرًا إلى أن هذه الحرب عززت الإبداع والابتكار التكنولوجي واختراع وسائل مثل الرادار والطوربيدات وحل الشفرات الاستخباراتية.
- كما هو الحال في "كورونا"، يجب تعزيز الإبداع من أجل اكتشاف وفحص الفيروس وتشخيصه بصورة سليمة وأيضًا علاجه والوقاية منه.
- سرد "جيتس" على مدونته خمس خطوات يجب اتباعها؛ الأولى العلاج حيث يرى أن أغلب العقاقير التي قيل إنها تعالج الفيروس التاجي ثبت فشلها، مشددًا على حاجة البشر لعلاج فعال بنسبة 95% في القضاء على المرض.
- الخطوة الثانية تكمن في اللقاح محذرًا من إمكانية استغراق وقت إلى حين تطوير مصل فعّال للوقاية من "كورونا"، لكنه أعرب عن تفاؤله إزاء إمكانية اكتشاف وتطويره في غضون 18 شهراً.
- الخطوة الثالثة هي الاختبارات، فمن الضروري سرعة اختبار الإصابة بفيروس "كورونا" في أزمنة قياسية للسيطرة عليه، والخطورة الرابعة تكمن في تعقب المخالطين للمصابين لاحتواء الانتشار.
- ثم الخطوة الخامسة بعد ذلك هي إعادة تشغيل الاقتصادات والحياة اليومية بعد القضاء على الفيروس وتطوير مصل للوقاية منه والسيطرة على انتشاره.
المصادر: إيكونوميست، سي إن بي سي
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}