أعلن المدير العام للمركز الوطني للتأهيل، الدكتور حمد الغافري، عن استحداث عيادة افتراضية لعلاج الأعراض النفسية الناتجة عن انتشار فيروس «كورونا»، تقدم استشارات نفسية مجانية للأفراد عبر الهاتف، ويتم التعامل مع الحالات بسرية تامة من خلال مختصين نفسيين واجتماعيين، فضلاً عن إجراء فحوص للحالات التي تستدعي زيارة العيادة النفسية داخل المركز.
وكشف الغافري لـ«الإمارات اليوم»، عن زيادة نسبة مرضى الإدمان، الذين حضروا طوعاً إلى المركز لتلقي العلاج من الإدمان لأول مرة، خلال الربع الأول من العام الجاري، مقارنة بأعداد المرضى المترددين في الفترة ذاتها من العام الماضي، الأمر الذي دفع المركز إلى إعادة برمجة الخدمات العلاجية وزيادة الطاقة الاستيعابية في بعض التخصصات العملية، ودراسة أسباب هذا التزايد مستقبلاً.
وتفصيلاً، قال الغافري إن انتشار فيروس «كورونا» حول العالم، تسبب في ظهور أعراض نفسية، مثل التوتر والقلق والوسواس والإحباط واضطرابات في المزاج والعصبية وعدم السيطرة على الأفعال، حيث أظهرت بعض الدراسات الحديثة أن 2 إلى 5% من الأفراد في بعض الدول يعانون الإحباط والقلق، ولديهم أفكار انتحارية، وكشفت الإحصاءات أن كثيراً من الدول التي انتشر فيها فيروس كورونا، زادت فيها الأعراض النفسية، ووجدوا أن 35% من السكان في الصين على سبيل المثال ارتفعت لديهم الضغوط النفسية.
ولفت إلى أن المركز بدأ يركز على دراسة المضاعفات النفسية المرتبطة بانتشار فيروس «كورونا»، وتأثيراته النفسية في أفراد المجتمع، والتي تؤدي لدى البعض إلى تبني أفكار مثل إساءة استخدام الأدوية والمواد المخدرة، وزيادة الاعتمادية على الألعاب الإلكترونية، خصوصاً لدى الأطفال وطلبة المدارس في هذه المرحلة، لذا جاءت فكرة إنشاء العيادة الافتراضية لتقديم العون والدعم لأفراد الجمهور على تجاوز أية آثار نفسية ناتجة عن هذه الجائحة.
وأكد الغافري أن المركز اتخذ مجموعة من الإجراءات الوقائية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، منها تقليل السعة الاستيعابية في بعض التخصصات، وتحويل الكثير من الحالات إلى العيادة الخارجية، ومنع زيارة الأسر لذويهم من المرضي، وإجراءات الفحوص الطبية على الكوادر الطبية العاملة، خصوصاً المتعاملين منهم مع المرضى مباشرة، للتأكد من خلوهم من فيروس كورونا، وتفعيل العمل عن بعد للموظفين الإداريين فيما لاتزال الكوادر الطبية تعمل بالطاقة والكفاءة نفسيهما، مع تطبيق إجراءات احترازية عالية خلال استقبال المرضى بالمركز، وتم توفير معدات الوقاية الشخصية لهم، والحفاظ على التباعد الاجتماعي أثناء التعامل مع المرضى.
ولفت إلى أن هناك تعديلات أدخلت على بعض البرامج العلاجية في المركز، ومنعت التجمعات التي تؤدي إلى انتشار الأمراض، وتم تعديل السعة الاستيعابية الداخلية، وتعظيم دور العيادة الخارجية في المركز بمرحلة إزالة السمية.
وأشار إلى أن المركز الوطني للتأهيل يعد مؤسسة صحية رائدة في الدولة، وأحد المراكز المعتمدة من منظمة الصحة العالمية في مجال علاج وتأهيل مرضى الإدمان، ودوره يعد مكملاً لدور الجهات الحكومية المختصة في المجال ذاته، مشيراً إلى التعاون مع الجهات ذات العلاقة بالمجال نفسه تحت مظلة مجلس مكافحة المخدرات المنبثق عن وزارة الداخلية، حيث تتكامل جهود المؤسسات العاملة في مجالات مكافحة المخدرات، وتلك التي تقدم برامج وقائية وعلاجية وتأهيلية لمرضى الإدمان.
ولفت إلى إيقاف جميع الأنشطة والبرامج الاجتماعية المتعلقة بالمرضى، وتحويلها إلى أنشطة افتراضية، باستخدام التكنولوجيا، وتم منع الزيارات العائلية للمرضى، وتفعيل التواصل مع الأسر عن طريق برامج الاتصال عن بعد، وذلك ضمن إجراءات الوقاية من انتشار فيروس كورونا.
وذكر أن هناك تعاوناً بين المركز ودائرة الصحة في أبوظبي، حيث تطوعت بعض الكوادر التمريضية، لتعزيز جهود متابعة مكافحة فيروس كورونا.
سن التعاطي
أفاد المدير العام للمركز الوطني للتأهيل، الدكتور حمد الغافري، بأن المركز ينشر التوعية من خطر المخدرات بين شرائح المجتمع المختلفة، من خلال برامج وقائية متطورة، إذ إنها توفر كثيراً من الموارد المالية، موضحاً أن إنفاق دولار في البرامج الوقائية، يوفر تسعة دولارات في البرامج العلاجية. وأشار إلى أن هناك مشروعاً لتدريب المدرسين والمختصين حول الكشف المبكر عن حالات التعاطي، من خلال معرفة العلامات الدالة على ذلك، وهناك تحدٍّ كبير في توصيل المواد التوعوية إلى جميع طلبة المدارس والجامعات. ونبه إلى أن كثيراً من مروجي المخدرات يركزون على صغار السن، موضحاً أن أقل سن للتعاطي في المنطقة العربية بلغت 11 سنة، فيما تشير دراسات حديثة إلى أن سن التعاطي تبدأ أيضاً عند 25.
زيادة نسبة الشفاء
استقبل المركز الوطني للتأهيل 4370 مريضاً منذ بدء عمله في 2002، 65% منهم مرضى طوعيون، و35% محولون من جهات قضائية.
وقال مدير عام المركز، الدكتور حمد الغافري، إن نسب علاج مرضى الإدمان تزيد كل عام، وبلغت 43% العام الماضي، مقارنة بـ33% في 2018، فيما نسبة النجاح عالمياً تبلغ 20%، ووصلت نسبة الانتكاسة للمرضى بعد خضوعهم للبرامج العلاجية على مدار سنة، 54% في 2018، وانخفضت إلى 47% خلال العام الجاري، فيما تصل نسبة انتكاس مرضى الإدمان عالمياً 65%، لافتاً أن تحسن مؤشرات العلاج من الإدمان يعود إلى كفاءة البرامج العلاجية، وتعاون المريض والأسرة والجهات الداعمة، لإعادة دمج المتعافين في المجتمع.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}