ينتظر العالم أجمع تطوير لقاح لفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19؛، حتى تتمكن البلدان من رفع حالة الإغلاق، والعودة إلى الحياة بشكلها المعتا؛، حيث تفتح المطاعم أبوابها للجميع، وتعود شركات الطيران للعمل، ويعود ملايين الأشخاص الذين فقدوا مصدر دخلهم إلى عملهم مرة أخرى.
وفي حين يظل تطوير اللقاح هو الأمل الوحيد الآن لعودة الحياة لطبيعتها، إلا أن هناك احتمالاً واردًا بألا يتم تطوير لقاح لفيروس كورونا على الإطلاق، وفي هذه الحالة قد تتعلم المجتمعات التعايش مع الفيروس، فالمدن ستخفف قيود الإغلاق تدريجيًا، وسوف يتم تطوير أدوية للفيروس، وسوف يصبح إجراء الاختبارات للأشخاص وتعقب المصابين جزءًا من حياتنا، لكن تفشي الفيروس يمكن أن يحدث كل عام ويتسبب في موت كثيرين.
وعلى الرغم من أن السياسيين يتحدثون بتفاؤل عن بدء إجراء التجارب السريرية لعدة لقاحات، إلا أن العديد من الخبراء يفكرون في احتمالية عدم تطوير لقاح، خاصة أن ذلك قد حدث من قبل، فهناك فيروسات ليس لها لقاح حتى الآن مثل فيروس نقص المناعة المكتسبة والملاريا، لكن الفرق بينهما وبين فيروس كورونا أن الأخير لا يتحور بسرعة.
صعوبة تطوير اللقاح
- في عام 1984 أعلنت وزيرة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية مارجريت هيكلر، أن العلماء نجحوا في تحديد الفيروس الذي سيُعرف لاحقًا باسم فيروس نقص المناعة المكتسبة، وتوقعت هيكلر أن يكون هناك لقاح جاهز للاختبار في غضون عامين، ولكن بعد نحو أربعة عقود من إعلان هيكلر، وتسبب الفيروس في وفاة 32 مليون شخص في العالم، لا يزال العالم ينتظر حتى الآن لقاحًا لهذا الفيروس.
- يشرح بول أوفيت أخصائي الأمراض المعدية صعوبة تطوير لقاح لفيروس نقص المناعة البشرية، قائلاً إن هذا الفيروس يتحور داخل الجسم البشري، وحينها يبدو الأمر وكأن الشخص مصاب بآلاف الفيروسات المختلفة عن فيروس نقص المناعة المكتسبة، وبالتالي فإن جهاز المناعة يعجز عن التعرف عليه لأنه يغير نفسه بسرعة.
- رغم الصعوبات التي واجهت ولا تزال تواجه الباحثين لإيجاد لقاح لفيروس نقص المناعة المكتسبة، إلا أن فيروس كورونا المستجد لا يمتلك القدرة على التحور بهذا الشكل، لذلك فإن الخبراء أكثر تفاؤلاً للعثور على لقاح له.
- لكن من ناحية أخرى تسببت أمراض غير فيروس نقص المناعة المكتسبة في حيرة كبيرة للعلماء، فلم يتمكن الخبراء لعقود من التوصل إلى لقاح فعّال لحمى الضنك التي تصيب نحو 400 ألف شخص سنويًا وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، وفي عام 2017 تم وقف مشروع لتطوير لقاح لهذا الفيروس بعد اكتشاف تسببه في تفاقم أعراض المرض.
- كما كان من الصعب أيضًا على العلماء تطوير لقاحات للفيروسات الأنفية والغدية الشائعة، والتي يمكن أن تسبب أعراض الزكام مثل الفيروسات التاجي، وحتى الآن لا يوجد سوى لقاح واحد فقط لعلاج سلالتين من الفيروسات الغدية، وهو غير متوفر تجاريًا.
- تجري جامعة "أكسفورد" الآن تجارب سريرية على لقاح لفيروس كورونا، وتعمل العديد من الشركات الأمريكية والأوروبية على تطوير لقاحات عديدة، ورغم ذلك فالجزء الأصعب في تطوير اللقاح يكمن في اختباره لإثبات فعاليته وأنه آمن، لذلك يستغرق تطوير اللقاحات وقتًا طويلاً.
الخطة البديلة (ماذا لو لم يتم تطوير لقاح لفيروس كورونا؟)
- إذا فشل العلماء في تطوير لقاح لفيروس كورونا، فسوف يبقى الفيروس لسنوات طويلة، وسيكون على البشر التعايش معه، مثلما تعايش العالم من قبل مع فيروس نقص المناعة المكتسبة، فعلى الرغم من أنه لا يوجد حتى الآن علاج له، إلا أن هناك أدوية يمكنها السيطرة على الفيروس، وتساعد على الوقاية من المضاعفات.
- يتم الآن اختبار عدد من الأدوية لعلاج فيروس كورونا، حيث يعمل العلماء على خطة بديلة بالتوازي مع التجارب الحالية على لقاحات للفيروس، ومن بين العلاجات التي يختبرها العلماء الآن عقار "ريمديسيفير" الذي تنتجه شركة "جلياد ساينسيز"، وأيضًا اختبار بلازما الدم في العلاج، كما منحت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تصريحًا للاستخدام الطارئ لدواء "ريمديسيفير"، بعدما أظهر نتائج إيجابية على مصابين بفيروس كورونا خلال التجارب السريرية.
- ويمكن أن يساهم التوصل إلى علاج فعال لمرضى كورونا في تقليل الوقت الذي يقضيه المريض في المستشفيات، مما يخفف العبء على المستشفيات التي باتت مزدحمة بمرضى كورونا.
- حينها ستتمكن الدول والأطباء من التعامل بشكل أسهل مع الفيروس حتى ولو بقى لسنوات.
كيف ستبدو الحياة بدون لقاح؟
- إذا لم يتم تطوير لقاح لكورونا، فلن تبقى الحياة كما هي عليها الآن، وأيضًا لن تعود إلى طبيعتها بسرعة، ولا يمكن الاستمرار في حالة الإغلاق لفترة طويلة لما لها من أضرار اقتصادية لا يمكن للدول تحملها، في الوقت نفسه ومع اتجاه الدول لتخفيف حالة الإغلاق، فسوف يضغط الخبراء على الحكومات لدفعها لفرض نمط حياة جديد لكسب بعض الوقت، حتى يتم تطوير لقاح للفيروس.
- يشير الخبراء إلى أن نمط الحياة الجديد الذي سيفرضه التعايش مع وجود فيروس كورونا، سيتطلب من المواطنين في جميع أنحاء العالم أن يتحملوا المسؤولية، ويتمثل ذلك في أن يقوم الأشخاص بعزل أنفسهم إذا ظهرت عليهم أي أعراض للفيروس أو إذا تعاملوا مع أحد المصابين به، يعني ذلك أنه لم يعد من الممكن تجاهل أعراض الإنفلونزا الخفيفة والسعال مثلما كان الأشخاص يفعلون في السابق.
- يتوقع الخبراء أيضًا أن تغير الشركات موقفها تجاه العمل عن بُعد، وأن تقبل المزيد من الشركات أن يعمل موظفوها من المنزل ولو لبعض الأيام على الأقل، لتجنب ازدحام المكاتب بالموظفين، وبالنسبة للأماكن المزدحمة مثل المطاعم، فمن المتوقع أن يُعاد فتحها ولكن بطاقة استيعابية أقل، ومع الحفاظ على التباعد الاجتماعي بين الزبائن.
- من ناحية أخرى يتوقع الخبراء حدوث موجات أخرى من الوباء من وقت لآخر في حالة رفع القيود، ويتوقعون أن يتم حينها فرض قيود مرة أخرى على بعض المناطق في الدولة أو على الدولة بكاملها.
المصادر: سي إن إن
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}