بعد التوصل إلى اتفاق بين "أوبك" ومنتجين مستقلين من خارجها بخفض الإنتاج 9.7 مليون برميل يومياً، أصبح هذا الاتفاق مثار جدل ونقاش بين كافة المهتمين بسوق النفط.
ودخل الاتفاق حيز التنفيذ بداية من الأول من مايو الجاري، ومن المفترض خفض الإنتاج بموجبه بالمستوى المذكور لمدة شهرين حتى الثلاثين من يونيو.
وتعد روسيا من بين أطراف اتفاق "أوبك+" مع الأخذ في الاعتبار أنها أحد أكبر ثلاثة منتجين للخام على مستوى العالم، وامتثالاً للاتفاق، ستضطر موسكو لوقف الإنتاج بأكبر وتيرة في عقود.
تأثير الاتفاق على روسيا
تكمن المشكلة بالنسبة لصناعة النفط الروسية في مدى الفترة التي سيتم فيها إغلاق بعض الآبار وتقليص الإنتاج، فالأمر مختلف عن حالات الإغلاق لأغراض الصيانة.
ربما تُغلق بعض الآبار النفطية في روسيا لعامين، وهي فترة يحتاجها المنتجون الروس للامتثال لاتفاق "أوبك+" الذي سيستمر العمل به حتى عام 2022.
قال أحد مسؤولي صناعة الطاقة في روسيا لـ"بلومبرج" إن إغلاق آبار نفطية للفترة المشار إليها أكثر خطورة مما يظن البعض خاصة مع الأخذ في الاعتبار أن أحوال الطقس في مناطق مثل "سيبيريا" تتسبب في تعطيل جزئي لأنشطة الإنتاج.
على العكس، قلل محللون من المخاوف لدى بعض مسؤولي صناعة الطاقة الروسية بشأن إغلاق آبار وتعطل أنشطة في كبرى المناطق الإنتاجية في البلاد، مؤكدين أنه لا فرق بين إغلاق بئر في "تكساس" أو إغلاق أخرىغربي سبيريا.
بالتأكيد، كلما طالت فترة إغلاق بئر في روسيا، زادت المشاكل في صناعة الطاقة، وعلاوة على ذلك، فإن طول فترة الغلق يمكن أن يؤثر أيضاً في جودة الخام الناتج.
وعلاوة على ذلك، ربما تنشأ مشكلات خاصة في الآبار الأفقية التي يمكن أن تؤثر بشكل سلبي في إنتاج النفط مستقبلاً بعد استئناف الإنتاج منها.
خسارة دائمة
تحتاج الشركات الروسية بموجب اتفاق "أوبك+" لخفض إنتاجها بشكل كبير وسريع، فبناء على البنود المتفق عليها، يجب على موسكو خفض إجمالي إنتاجها النفطي بنحو 2.5 مليون برميل يومياً على مدار الشهرين الجاري والمقبل.
لا تعد فترة الشهرين طويلة، وبداية من يوليو فصاعداً، سيتقلص حجم الخفض الذي يجب أن تمتثل له روسيا مع الأخذ في الاعتبار أن مستوى خفض الإنتاج الذي تلتزم مجموعة "أوبك+" سينخفض من 9.7 مليون برميل يومياً إلى 7.7 مليون برميل يومياً.
رغم ذلك، ستظل العديد من الآبار النفطية في روسيا مغلقة، وبالتالي، ربما يحتاج المنتجون الروس للاعتياد على خسارة بعض الآبار بشكل دائم، ويمكن مواجهة مخاطر إضافية أثناء التوقف والغلق تثير عدم اليقين في صناعة الطاقة الروسية.
وعلق أحد الخبراء في صناعة الطاقة على ذلك قائلا إنه عند إغلاق آبار نفطية لفترة طويلة، تحدث العديد من المفاجآت بعضها إيجابي وبعضها سلبي.
الأمر الوحيد المؤكد لدى بعض الشركات الروسية أنها ستتخذ خيار تقليل الإنتاج والحد من تدفق الخام من بعض الآبار بدلاً من الغلق التام.
بدا هذا الخيار جلياً في تصريحات مسؤولي إحدى الشركات النفطية الروسية بأنه يمكن خفض ما بين 200 ألف و300 ألف برميل يومياً في أقل من ساعة عند التحكم والتغيير في معدل تدفق الخام.
ربما تتسبب هذه الخطوة في عدم وفاء روسيا بالخفض المحدد في إنتاجها امتثالاً لاتفاق "أوبك+"، لكنها بالطبع، ستقلل التهديدات والمخاطر التي تواجهها الصناعة على المدى الطويل.
المصدر: أويل برايس
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}