دائمًا ما ينظر معظم الناس إلى الأثرياء باعتبارهم مختلفين تمامًا عن غيرهم، ولا يتعلق الأمر بما يمتلكونه فحسب، وإنما يتعلق أيضًا بشخصياتهم، وعلى الرغم من أنه لا توجد العديد من الدراسات العلمية التي يمكن أن تؤكد أو تنفي ذلك، إلا أن هناك دراسة جديدة يمكن أن تجاوب على هذا التساؤل.
فقد أجرى فريق مكون من ستة خبراء وعلماء نفس ألمان مقابلات مع 130 شخصًا ثريًا، وتوصلوا إلى نتائج تظهر كيف يختلف الأثرياء فعلاً عن الأشخاص العاديين.
اختبار السمات الخمس للشخصية
- يعد اختبار السمات الخمس للشخصية هو الاختبار الأكثر شيوعًا وشهرة بين اختبارات وصف الشخصيات وتحديد سماتها، والسمات الخمس المقصودة هنا هي الاجتهاد والعصابية والانبساطية والتوافقية والانفتاحية.
- تشير سمة الاجتهاد إلى أولئك الذين يتصفون بالدقة والفاعلية والتنظيم الجيد واحترام المواعيد والطموح والمثابرة، أما الشخصية العصابية فتشير إلى الأشخاص الذين يشعرون بالقلق تجاه كل شيء، وهم غير مستقرين نفسيًا.
- يتصف بالشخصية التوافقية الأشخاص الذين بإمكانهم الانسجام كثيرًا مع من حولهم، ويثقون بالآخرين. في حين يقصد بالشخصية الانبساطية الأشخاص الذين يتسمون بروح المغامرة والشجاعة والريادة، وأخيرًا فإن الشخصية الانفتاحية تشير إلى أولئك الذين يتسمون بالانفتاح على التجارب، وهم شخصيات مبدعة وفضولية ومبتكرة.
الاختبار والأثرياء
عندما قارن الباحثون بين السمات الشخصية لمعظم الناس بالسمات الشخصية للأثرياء الذين أجروا المقابلات معهم خلصوا إلى الآتي:
- الأثرياء أكثر استقرارًا عاطفيًا، ومن ثم فهم أقل عصابية.
- الأثرياء أكثر انبساطية واجتماعية.
- الأثرياء أكثر انفتاحًا على التجارب.
- الأثرياء أكثر توافقية.
- الأثرياء أكثر اجتهادًا.
- إلى جانب هذه السمات الخمس، اختبر الباحثون صفتين أخريين وهما النرجسية والإيمان بالقدرات الشخصية وبتحكم الشخص في حياته وفيما يحدث بها.
- خلص الباحثون إلى أن الأثرياء أكثر نرجسية، كما أظهر الأثرياء إيمانًا أكثر بقدرتهم على التحكم فيما يحدث في حياتهم، ويعني ذلك أنهم من المرجح أن يقبلوا عبارة مثل: "أنا من يقرر كيف ستصبح حياتي"، أكثر من قبولهم عبارة مثل: "ما ينجزه الشخص في حياته مجرد مسألة حظ أو قدر".
كيف يختلف الأثرياء عن بقية الأشخاص؟
- تتوافق نتائج هذه الدراسة مع دراسة أخرى بعنوان "النخبة الثرية"، والتي اعتمدت نتائجها على مقابلات مع 45 شخصًا ثريًا، والذين كان معظهم من المليونيرات العصاميين، وتوصلت هذه الدراسة إلى نفس نتائج الدراسة التي أجراها الباحثون الألمان من حيث إن الأثرياء أكثر انفتاحًا على التجارب وغير ذلك من صفات.
- من بين النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة أيضًا أن الأثرياء يفضلون السباحة عكس التيار، ويمكنهم الاختلاف مع الآراء السائدة. علاوة على ذلك فإن الأثرياء يميلون أكثر من غيرهم لاتخاذ القرارات بناءً على الحدس، إذ يعتمدون على الحدس أكثر من التحليل التفصيلي.
- يظهر اختلاف الأثرياء عن الآخرين بشكل واضح في طريقة تعاملهم مع الأزمات والمشكلات، فمعظم الأشخاص يميلون للتفاخر بإنجازاتهم باعتبار أنهم من صنعوها، بينما يلقون اللوم على الآخرين في إخفاقاتهم.
- أما الأثرياء الذين أُجريت معهم المقابلات في دراسة: "النخبة الثرية" فهم يبحثون بداخلهم عن أسباب إخفاقهم، ولا يلقون بأسباب فشلهم على الآخرين أو الظروف، ويمنح ذلك الأثرياء إحساسًا بالتحكم في الأمور، فإذا كان الخطأ قد وقع بسببهم، فبإمكانهم تغيير ذلك، مما يشعرهم بأن بإمكانهم السيطرة على ما يحدث في حياتهم.
- يتضح من الدراستين أن الأغنياء يصبحون كذلك لأنهم يتصرفون ويفكرون ويتخذون القرارات بشكل مختلف عن الآخرين.
المصادر: فوربس
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}