نبض أرقام
04:11 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

هل يمكن لأمريكا مقاضاة الصين وإرغامها على دفع تعويضات بسبب أزمة "كورونا"؟

2020/05/19 أرقام

تتزايد الضغوط الدولية على الصين كما توجه إليها الاتهامات بسبب أزمة فيروس "كورونا"، ويرى البيت الأبيض أن بكين هي السبب في انتشار المرض عالمياً لسوء تعاملها.

 

ألقى الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وعدد من مسؤولي البيت الأبيض باللوم على الصين متهمين إياها بإضرار العالم من خلال "كورونا"، وهو ما دعا البعض لشن حملات من أجل رفع دعاوى قضائية ضد بكين في الولايات المتحدة ومطالبتها بتعويضات عن هذه الأضرار.

 

 

هل يمكن حقاً مقاضاة الصين في أمريكا؟

 

- يقول خبراء قانونيون إن الجهود الرامية لمقاضاة بكين في الولايات المتحدة للحصول على تعويضات ربما بتريليونات الدولارات سيكون مصيرها الفشل غالباً.

 

- يأتي ذلك بسبب قانون السيادة الأجنبية لعام 1976 في أمريكا والذي يقف عائقاً قوياً أمام مقاضاة دول أجنبية حيث ينص هذا القانون على أن أي دولة أجنبية محصنة من المثول أمام القضاء الأمريكي، لكن مع وجود بعض الاستثناءات.

 

- من بين الاستثناءات الأنشطة التجارية التي تجري في الولايات المتحدة من دولة أجنبية ونتج عنها أضرار مباشرة مثل بيع الأرجنتين مثلاً سندات في أمريكا وتعثرها في السداد، يمكن مقاضاتها أمام القضاء الأمريكي عن هذه الأضرار.

 

- بالمثل، لو وقعت الصين عقودا في كاليفورنيا لتوريد أجهزة طبية، يمكن مقاضاتها لو فشلت في توريد الكميات المطلوبة.

 

- من بين الاستثناءات الأخرى السياحة حيث إن القانون لا يحصن الدول الأجنبية من المقاضاة لأسباب تتعلق بالسائحين الأمريكيين كالتعذيب والقتل واختطاف الطائرات والرهائن.

 

- مع ذلك، فإن محامين أمريكيين وجهات ادعاء عامة تسعى لمقاضاة الصين للأضرار الاقتصادية والصحية التي تسببت فيها لسوء تعاملها مع فيروس "كورونا".

 

- في الشهر الماضي، تقدم المدعي العام في ولاية "ميسوري" الأمريكية "إريك شميت" بدعوى قضائية أمام محكمة في "سانت لويس"  ضد حكومة الصين والحزب الشيوعي الحاكم.

 

- اتهمت الدعوى القضائية الصين ومسؤوليها بالتضليل وإخفاء معلومات هامة تتعلق بالفيروس التاجي وأن بكين هي المسؤولة عن الوفيات والمعاناة والأضرار الاقتصادية في العالم لا في الولايات المتحدة فقط.

 

- يرى محامون دوليون أن هذه الدعاوى القضائية ربما يكون مصيرها الفشل بل إنها ستكون سياسية ورمزية، لكن آخرين يرون أنها يمكن أن تنجح لكونها موجهة تجاه الحزب الشيوعي والحكومة كمسؤولين وليسوا دولة.

 

- هذا ما ارتكز عليه المحامون والادعاء العام في "ميسوري" بأن التركيز على أشخاص وكيانات حكومية في الصين سينزع صفة الحصانة عنها.

 

 

ردة فعل الصين

 

- في الصين، أدان المسؤولون بأشد العبارات الدعاوى القضائية التي يجري الحديث عنها في الولايات المتحدة ووصفت بكين هذه المحاولات بالدوافع السياسية غير القانونية.

 

- هددت بكين بإمكانية رفع شركاتها دعاوى قضائية ضد الحكومة الأمريكية للخسائر المرتبطة بسوء التعامل مع فيروس "كورونا" بالمثل.

 

- علق مسؤولون في وكالة "شينخوا" الحكومية الصينية على الدعاوى القضائية بالقول إنها لا شيء سوى مجرد دوافع سياسية من بعض الساسة الأمريكيين الذين يريدون الفوز في الانتخابات.

 

- أما الصحيفة الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني "بيبولز ديلي"، فقد وصفت الأمر بالعار على الحضارة الإنسانية، وتساءلت عن أسباب عدم مقاضاة الولايات المتحدة وطلب تعويضات منها لتسببها في الوفيات حول العالم والخسائر المالية الناجمة عن وباء الإنفلونزا عام 1918 ومن قبلها الإيدز وكذلك الأزمة المالية العالمية عام 2008.

 

- أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية على أن المطالبات بمقاضاة بكين ليست لها أي أساس أو سند قانوني.

 

- قال خبراء إنه من الممكن حشد الزخم القانوني لمقاضاة الصين فقط عن طريق تكتل دولي ليس من جانب الولايات المتحدة وحدها بل من عدة دول توجه جميعها اللوم والاتهامات لبكين لمسؤوليتها عن أزمة "كورونا".

 

المصادر: لوس أنجلوس تايمز، رويترز

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.