كشف نائب العضو المنتدب لمبيعات التسويق العالمي في مؤسسة البترول الكويتية الشيخ خالد الصباح أن قطاع التسويق العالمي قام خلال الفترة الماضية بالتنسيق مع الزبائن والعملاء النفطيين في مختلف دول العالم للاتفاق على تخفيض كميات النفط، وذلك تماشيا مع قرارات منظمة الدول المصدرة للبترول «أوپيك» والمنتجين المستقلين المعروف اختصارا بـ «أوپيك+» والذي يهدف لخفض إنتاج النفط بواقع 9.7 ملايين برميل يوميا خلال شهري مايو ويونيو، فضلا عن قيام الكويت بخفض إضافي وطوعي يبلغ 80 ألف برميل يوميا بداية من يونيو المقبل.
وقال الشيخ خالد الصباح في تصريح خاص لـ «الأنباء» إن إتمام الخفض الطوعي للشحنات النفطية للزبائن يعكس قوة العلاقة والثقة المتبادلة ما بين مؤسسة البترول الكويتية وزبائنها في شتى أنحاء العالم، حيث تنظر الكويت إلى هذه الدول باعتبارها شريكا استراتيجيا مهما لتأمين احتياجاتها من الطاقة اللازمة لتلبية الطلب المتنامي من الوقود لديها، حيث تم التأكيد للعملاء أن عمليات الخفض في كميات الشحن التي بدأت من شهر مايو الجاري لن تؤثر على عقود التوريد طويلة الأمد الموقعة بين الجانبين، وهو الأمر الذي تلتزم به الكويت في كل تعاقداتها النفطية في أن تصبح مصدرا معتمدا للنفط الخام وملتزمة في ذات الوقت بكل قرارات منظمة «أوپيك».
وأوضح أن قطاع التسويق العالمي في مؤسسة البترول الكويتية يرتبط مع زبائنه بعلاقات تاريخية متينة مبنية على الثقة والاحترام المتبادل وتعزيز المصالح المشتركة، حيث يتميز قطاع التسويق العالمي بوجود موظفين يتمتعون بكفاءة عالية ويعملون بكل جهد للتغلب على التحديات الحالية لأسواق النفط العالمية.
وأشار الشيخ خالد الصباح إلى أن مكاتب التسويق العالمي في الخارج الموجودة في 7 دول تضم الصين واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وباكستان والهند ولندن تعمل على مدار الساعة في ظل الظروف الاستثنائية الحالية المتمثلة في تفشى جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، حيث لاتزال هذه المكاتب تؤدي دورها بكل حرفية ومتابعة حثيثة لجدولة الشحنات النفطية للعملاء وتأمين احتياجاتهم اليومية، ناهيك عن أن المكاتب تعمل على تأمين احتياجات شركة البترول العالمية (KPI) سواء للمشتقات البترولية أوالنفط الخام.
وحول آلية عمل قطاع التسويق العالمي في الكويت خلال الحظر الكلي الصادر من قبل مجلس الوزراء والذي يستمر حتى نهاية مايو الجاري، ذكر الشيخ خالد الصباح أن كل العاملين في القطاع يعملون ليلا ونهارا من منازلهم، وفي حال طلب منهم التواجد في المكتب يتم ذلك وفقا للضرورة.
وقال إن إدارة نظم المعلومات في مؤسسة البترول الكويتية قامت بعمل دؤوب منذ أزمة كورونا في الكويت ونجحت في وضع برامح العمل عن بعد لموظفي قطاع التسويق وتم ربط المكاتب الخارجية ضمن شبكة واحدة ليصبح القطاع على تواصل دائم مع العملاء حول العالم.
وذكر الشيخ خالد الصباح أن هناك توجيهات حثيثة ويومية من العضو المنتدب لقطاع التسويق العالمي عبدالناصر الفليج لكل الإدارات في التسويق العالمي في التواصل المستمر مع العملاء النفطيين ومعرفة احتياجاتهم وعقد اجتماعات مكثفة عبر وسائل التواصل عن بعد مع المكاتب الخارجية.
وقال إن إدارة المنتجات في التسويق العالمي تقوم كذلك بجهود كبيرة بالمتابعة مع العملاء سواء من الدول أو الشركات لتأمين احتياجاتهم من المنتجات المطلوبة.
وأوضح أن التسويق العالمي في مؤسسة البترول يعمل على تعظيم قيمة المواد الهيدروكربونية الكويتية، من خلال تسويقها في المنافذ الآمنة والمتنوعة وطويلة الأمد، ودعم خطة التوسع في أنشطة الاستكشاف والإنتاج والتكرير والتصنيع وتعزيز القدرة التسويقية عن طريق الاستثمار في مشاريع بنى تحتية لمساندة عمليات التسويق وبعض الاستثمارات الأخرى.
وفي رده على سؤال حول اذا ما كان كل الإنتاج الكويتي بعد خصم الكمية المستهلكة محليا مبيعا أم ان هناك فائضا لم يتم التعاقد عليه حتى الآن، قال الشيخ خالد الصباح: «تنص استراتيجية التسويق العالمي على سياسة تسويق النفط الخام في أسواق آمنة وطويلة الأمد، لذا فإن النفط الخام الكويتي المصدر يتم تسويقه عن طريق عقود سنوية وطويلة الأمد ويعتبر الفائض (وإن وجد) كمية بسيطة جدا».
تأمين كمامات
من جهة ثانية، وتنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد ومجلس الوزراء ووزير النفط ووزير الكهرباء والماء بالوكالة د.خالد الفاضل والرئيس التنفيذي لمؤسسة البترول الكويتية هاشم هاشم، نجح قطاع التسويق العالمي في مؤسسة البترول الكويتية في تأمين وجلب كميات ضخمة من الكمامات الطبية وأدوات التعقيم وأجهزة قياس درجات الحرارة للقطاع النفطي، وذلك كمخزون استراتيجي تستخدمه مؤسسة البترول وشركاتها التابعة في التعامل مع الأزمة الحالية الناجمة عن تفشى جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
وقال انه تم تكليف قطاع التسويق والمكاتب الخارجية بسرعة جلب الكمامات الطبية والمواد الصحية التي سيتم توفيرها للعاملين في القطاع النفطي خلال الأزمة الحالية، مشيرا إلى أن القطاع مستمر في جلب كميات إضافية خلال الفترة المقبلة.
وبين انه بفضل العلاقات القوية والمتميزة التي تربط الكويت بعملائها النفطيين فانه تم توفير هذه الكميات من الكمامات وأجهزة قياس درجات الحرارة في هذا التوقيت الصعب الذي جعل من جلب هذه المواد في غاية الصعوبة، حيث تعمل كل الدول على توفير مخزون استراتيجي من تلك المواد خلال الأزمة الحالية التي لا نعلم إلى متى ستستمر.
وأشار إلى أن هذا المخزون الضخم الذي تم جلبه على مدار الأشهر الماضية سيتم استخدامه من قبل مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة خلال الفترة المقبلة، وذلك من منطلق الحفاظ على العاملين في القطاع النفطي والذي يزيد على أكثر من 21 ألف عامل، ناهيك عن آلاف العاملين في العقود النفطية.
وقدم الشيح خالد الصباح في نهاية تصريحه الشكر لكل العاملين في القطاع النفطي وتحديدا في قطاع التسويق العالمي على الجهود المبذولة من قبلهم في مثل هذه الظروف الاستثنائية الصعبة التي يمر بها العالم والكويت.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}