نبض أرقام
02:21 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/10/21
2024/10/20

التقنية في مواكبة متطلبات قطاع الطيران العصرية

2020/06/16 بيان صحفي

مع تزايد المتطلبات العصرية لحركة المسافرين والعمليات التشغيلية للمطارات وما يرتبط بها من خدمات، تبرز الحاجة إلى اعتماد المطارات على التقنيات الرقمية بشكل أكبر خصوصاً في عالم يتطور رقمياً بوتيرة متسارعة. فقد أصبح السفر في وقتنا الحالي أكثر سهولة من أي وقت مضى نظراً للتسهيلات العديدة المقدمة للمسافر بدءاً من سهولة إجراء الحجوزات عبر الانترنت، مروراً بالحصول على بطاقة الكترونية للصعود للطائرة، وانتهاء بالتجارب الممتعة التي يمر بها المسافر ضمن مختلف أقسام المطارات ومن ضمنها التسوق.
 

 في عام 2018[1]، وصل عدد رحلات الطيران إلى 4.4 مليار رحلة، فيما قدرت عدد الرحلات في عام 2019[2] بـ 4.5 مليار رحلة. وعلى الرغم من تباطؤ حركة الطيران في عام 2020 بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد في جميع أنحاء العالم، يجمع المتخصصون بأن المطارات باتت اليوم أكثر حاجة للنظر في اعتماد مزيد من التقنيات الرقمية من أجل بناء النظام الإيكولوجي الذي سيحتاجه القطاع في المستقبل، ويكون مردوده مجزياً للمطارات ذاتها والمسافرين من خلالها.
 

وقال علاء الشيمي المدير التنفيذي ونائب رئيس مجموعة أعمال "هواوي إنتربرايز" لقطاع المشاريع والمؤسسات في الشرق الأوسط لطالما لعبت التكنولوجيا دوراً محورياً في جميع مجالات السفر، بما فيها تنظيم حركة الطائرات وإنجاز إجراءات السفر في المطارات وطريقة إدارة الرحلات وتقديم كافة التسهيلات. وفي الوقت الحالي، يتطلع المسافرون إلى تجربة سفر أكثر سلاسة ومتعة اعتباراً من نقطة الانطلاق حتى الوجهة التي يقصدونها.

ويرغب المسافرون بالحصول على تجربة سفر سهلة ومريحة وآمنة تتيحها التكنولوجيا بعيداً عن قلق فقدان تذاكر السفر الورقية أو بطاقات الصعود إلى الطائرة والانقطاع عن الانترنت في المطارات وخلال الرحلات، سيما وأن كل شيء يتعلق بالسفر بات اليوم متاحاً من خلال تطبيقات الهاتف النقال أو إجراءات السفر عبر الإنترنت والتطبيقات الكثيرة الرديفة التي تمنح المسافرين مزيداً من التحكم والأريحية.

تعتمد شركات الطيران على التقنيات الرقمية لتوفير تجربة سفر مميزة، ولا شك بأن المطارات بحاجة أيضاً لاتباع هذا النهج. فالمطارات الذكية هي التي تعتمد على التكنولوجيا في جميع عملياتها. ولن يقتصر دور التطبيقات التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة - وقريباً الجيل الخامس - على تمكين المطارات من توفير أفضل تجارب السفر للمسافرين وشركات الطيران فحسب، وإنما من شأنها تعزيز عمليات المطار بأكملها. ولا شك أنه سيكون من الممتع للمسافر أن يمر عبر مزيد من الوسائل التكنولوجية العصرية مثل لافتات الترحيب بتقنية الهولوغرام والروبوتات التي تتحدث إلى المسافرين والأجهزة اللوحية أو الشاشات التفاعلية، وهذه مجرد حلول بسيطة من الجيد للمطارات امتلاكها لكنها لا ترتبط كثيراً بالكفاءة الإجمالية للمطار، بل ترفع زخم إغناء تجربة المسافرين.
 

من المهم عند اختيار الحلول الذكية كجزء من عملية التحول الرقمي للمطارات أن نأخذ بالاعتبار عدة عوامل رئيسية. وهنا تختلف المتطلبات وفقاً لمرافق المطار، ولكن هناك ثلاثة أمور أساسية بشكل عام وتشمل: العائد الاستثماري وتعزيز الكفاءة التشغيلية وأثر التحول الرقمي على موظفي المطار وشركات الطيران والمسافرين.
 

يجب أن يكون أثر التحول على المسافرين هو الأمر الأكثر وضوحاً. ومن المعروف أن أي رحلة عبر المطار، سواء كانت وصولاً أو مغادرة أو عبوراً، يجب أن تتم بسلاسة من البداية إلى النهاية. وتسهم الحلول التي توفر كفاءة العمليات مثل إجراءات السفر في المطارات والتفتيش الأمني في تعزيز شعور المسافرين بالرضى وتحد من التوتر.

وتبرز هنا حلول الخدمة الذاتية مثل خدمات إجراءات السفر في المطارات ونقل الحقائب التي تقلل من وقت الانتظار بالنسبة للمسافرين، أو تتيح لهم تخطي طابور الانتظار. كما أن أجهزة التعرّف على الأشخاص التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي لدى مكاتب ختم الجوازات والبوابات الإلكترونية تعزز من كفاءة العمليات لأن تقنية التصوير فائق الدقة، إلى جانب تقنية معالجة البيانات بكفاءة عالية، تمكن من التعرف على الأفراد حتى لو كانوا ضمن حشود كبيرة، بما يرفع جودة الخدمات ويسرعها.

 

أما بخصوص شركات الطيران، فإن أثر الحلول الذكية تشمل الكثير من الجوانب من اختصار الوقت إلى تعزيز الأمان. ويمكن للحلول التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي أن تشغّل عمليات البوابات بشكل أسرع، مما يوفر مزيداً من الخيارات لإتاحة نزول الركاب من الطائرة بشكل سلس من خلال تقليل الوقت اللازم للوصول إلى مكاتب ختم الجوازات.

وبالنسبة لإجراءات الأمان، فقد وفرت التكنولوجيا الذكية العديد من أبراج مراقبة الحركة الجوية في جميع أنحاء العالم. ويتم حالياً استخدام أبراج التحكم عن بعد أو "التحكم الافتراضي" والتي يمكن التحكم بها بشكل كامل من خارج المطار باستخدام شبكة فائقة السرعة من الكاميرات وأجهزة الاستشعار وتقنيات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة من أجل توجيه الطائرة بأمان على الأرض أو أثناء الطيران.

وفي الوقت الحالي، يمكن تنفيذ هذه المهام باستخدام شبكات الجيل الخامس بما تتيحه من إمكانات هائلة بفضل زمن الاستجابة المنخفض والاتصال السريع وقدرة ربطها بحلول تقنية عديدة أخرى.

 

ويساهم كل الجانبين المذكورين سابقاً بشكل كبير في إثراء تجربة موظفي المطار، إذ أن التحول إلى الاعتماد على التقنيات الرقمية يمكّن الموظفين من تنفيذ مهامهم بسهولة أكبر، إذ يمكن لتقنية الذكاء الاصطناعي المساهمة في إنجاز بعض المهام، في حين تمكّن البيانات الضخمة من توقع طريقة سير العمل وتساعد في اتخاذ القرارات. أما الحوسبة السحابية فتتيح الوصول إلى البيانات من أي مكان بشكل أسهل وأكثر سرعة، ناهيك عن حلول تحليلها والاستفادة القصوى منها.
 

التقنيات الرقمية تساهم في تعزيز الكفاءة التشغيلية الشاملة وسلاسة العمليات في المطار. والاهم من ذلك أنه يمكن استخدام التكنولوجيا الذكية كذلك لتعزيز كفاءة المطار من الناحية البيئية من خلال الحد من الانبعاثات وخفض استهلاك الطاقة على سبيل المثال، ولاشك بأننا جميعاً نتفق على أن أن الحد من انبعاثات الكربون في مكان يتواصل فيه العمل على مدار اليوم والسنة هو أمر بالغ الأهمية.
 

الإسهامات التقنية في عالم المطارات تبرز العائد الاستثماري للمبادرة الرقمية ذات التصميم الذكي. والأمثلة المذكورة ليست سوى بعضاً من الإمكانات التي تتيحها التطبيقات العملية غير المحدودة التي توفرها التقنيات الحديثة مثل الجيل الخامس والذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والحوسبة السحابية. واليوم بات بإمكان أي مطار في جميع دول العالم الاستفادة من الحلول الذكية، فكل ما يتطلبه الأمر لتحقيق ذلك هو التخطيط الصحيح وفق الاحتياجات الواقعية، ليتم العمل من خلال شريك تكنولوجي مناسب على تلبية الأهداف الموضوعة التي ينتظر منها رفع سقف المردود الاستثماري وإغناء تجربة المسافرين في ذات الوقت.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.