تضررت صناعة السيارات حول العالم بشدة جراء فيروس "كورونا" الذي تسبب في إغلاق المصانع في ظل القيود التي فرضتها الحكومات للحد من انتشاره، وتدهور الطلب.
وحاليًا تعاني الشركات في العودة للعمل مع غياب عمال المصانع بالولايات المتحدة، إلى جانب حالات الإصابة بفيروس "كوفيد -19" في بعض مصانعها التي أعادت فتح أبوابها، مما يعرقل استعادة الإنتاج الذي فقدته .
وأوضحت الشركات أن تأثير تلك العوامل على الإنتاج عند مستوى منخفض لأن العديد من المصانع لم تعد بعد للعمل بكافة طاقتها، ولكن لا تزال تلك التحديات تتطلب من شركات صناعة السيارات تعديل نوبات العمل وإضافة عمالة مؤقتة.
ويبرز ذلك مدى التعقيد الذي تواجهه الأعمال التجارية مع إعادة التشغيل في ظل سعيها لعزل العاملين من أي تفشي محتمل للفيروس والتحقق من أمنهم وسلامتهم، وفي الوقت نفسه استئناف أعمالها التي تدر عائدًا بعد أسابيع من الإغلاق.
عودة العاملين ومخاوف الإصابة
- أوضح مسؤولو إحدى نقابات العمال أن في مصانع السيارات الرئيسية في البلاد، فإن عدد العاملين أعلى من الطبيعي، وفي الوقت نفسه طالب بعض الموظفين بالتوقف عن العمل بسبب مخاوف من الإصابة بالفيروس.
- صرح "جليم كايج" رئيس "يونايتد أوتو وركرز لوكال 2250" – الذي يمثل العاملين لدى مصنع "جنرال موتورز" للشاحنات في "ونتزفيل": عندما استيقظت صباح الإثنين كانت هناك حالة إصابة واحدة، وبحلول مساء الأربعاء ارتفع العدد إلى أربع حالات.
- وطلب العاملون من إدارة "جنرال موتورز" إغلاق المصنع لتطهيره، ولكن رفض الطلب، وأوضح متحدث باسم الشركة أن استراتيجية "جنرال موتورز" تمنح الأولوية للأفراد قبل الإنتاج، وأشار إلى أنه لا يعتقد أنه هناك أي انتقال للفيروس بمصانعها.
- ولدى مصنع "فورد" للشاحنات في كنتاكي، تغيب عن العمل يوميًا حوالي 15% من عدد الموظفين البالغ - 8600 موظف – وهو معدل أعلى من الطبيعي، وأوضح متحدث باسم الشركة أنها توظف عمالة مؤقتة إضافية لتغطية الزيادات المتوقعة في معدل تغيب العاملين.
هل هناك إصابات بالفيروس بمصانع السيارات؟
- ظهرت نتائج اختبارات إيجابية للعاملين بمصنع "فيات كرايسلر أوتوموبيلز"، واستجابت الشركة من خلال جهود للحد من انتشار الفيروس، ولا تزال يقظة في تنفيذ تدابير السلامة.
- كما جاءت نتائج اختبارات حديثة للعاملين بمصنع "جنرال موتورز" للشاحنات في "فورت واين" بإنديانا إيجابية.
- في حين ذكرت صانعة السيارات اليابانية "تويوتا موتور" أن هناك 40 عاملاً بمصانعها الأمريكية جاءت نتائج اختبارات إصابتهم بالفيروس إيجابية منذ إعادة تشغيل عملياتها في مايو، ولكن من غير الواضح بعد ما إذا كان العمال أصيبوا بالفيروس أثناء عملهم أم من الخارج.
- وعلى الرغم من أنها لم تواجه مشكلات تغيب العمالة، إلا أن الكثير من مصانعها لا تزال تعمل بجداول محدودة، وتتوقع الشركة اللجوء إلى المزيد من العمالة المؤقتة لسد العمالة المفقودة.
مواجهة الشركات للتحديات
- تواجه شركات صناعة السيارات ضغوطًا بسبب الأزمة مع انخفاض المخزونات لدى الوكلاء وتراجع قدرتهم على توليد النقد بسبب عمليات الإغلاق التي استمرت شهرين تقريبًا.
- أوضح المسؤولون التنفيذيون لدى "جنرال موتورز" و"فورد" أنهم يمنحون الأولوية إلى سياراتهم الأكثر ربحية والشاحنات الكبيرة والسيارات الرياضية متعددة الأغراض، بعدما ارتدت المبيعات بأكثر من المتوقع في أبريل ومايو.
- وصرح مدير العمليات لدى "فورد" "جيم فارلي" قائلاً: تستهدف الشركة عودة العاملين بالمصنع إلى مستويات ما قبل الأزمة بحلول السادس من يوليو.
- في حين قالت المديرة التنفيذية لـ"جنرال موتورز" "ماري بارا" أن الشركة أعادت أغلب العاملين بالمصانع بالفعل وتأمل عودة الإنتاج إلى مستويات طبيعية بنهاية الشهر، أما "فيات كرايسلر" فإن 85% من عدد العاملين بمصنعها الأمريكي عادوا لوظائفهم بحلول أوائل يونيو.
- ومنذ إعادة تشغيل المصانع، تعرضت الشركات لبعض الاضطرابات، إذ أدى عدد من حالات الإصابة بالفيروس إلى تعليق العمل لفترة وجيزة بمصنع "فورد" للسيارات الرياضية متعددة الأغراض في شيكاغو، ومصنع للشاحنات في ميتشجان الشهر الماضي، واضطرت "جنرال موتورز" لتأجيل خطط لإعادة تشغيل بعض مصانعها بالطاقة القصوى بسبب مشكلات في سلسلة التوريد.
- يعمل اتحاد العمال "يو إيه دبليو" مع شركات صناعة السيارات ومدرائها المحليين للتأكد من اتباع البروتوكولات، ولكنها لا تزال تبحث عن سبل لتعزيز تدابير السلامة.
المصدر: وول ستريت جورنال
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}