قبل سنوات قليلة، كان تركيز شركات النفط منصباً على زيادة الإنتاج في أسرع وقت ممكن، لكن اليوم تغيرت الأمور، فقد انتهت الطفرة، وأصبح السبيل الوحيد أمام شركات النفط الكبرى هو المرونة قدر الإمكان حتى في وجه المزيد من الصدمات.
وذكرت دراسة لـ"وود ماكينزي" أن "شيفرون" و"رويال داتش شل" تفوقت في الأداء على "توتال" و"بي بي" في بعض الجوانب على الأقل، لكن يلزم المزيد من الجهد كي تكون شركات النفط الكبرى أكثر مرونة في وجه الصدمات.
من الأكثر مرونة؟
- بالنظر إلى الميزانيات والتكاليف والمحافظ المالية، بدأت "وود ماكينزي" في استكشاف مرونة شركات النفط الكبرى بناء على ما سمته "الهامش النقدي" والذي تعرفه بأنه التدفقات النقدية - بعد الضرائب - إضافة إلى الإنفاق الرأسمالي لكل وحدة إنتاج.
- علاوة على ذلك، نظرت الشركة الاستشارية في اثنين من السيناريوهات المختلفة لأسعار النفط وأداء شركات الخام الكبرى خلالهما، وهما سيناريو سعر 30 دولارا للبرميل وسبعين دولارا للبرميل.
- أكدت الشركة أن حساباتها أظهرت تفوق "شيفرون" بتحقيق هامش نقدي يقترب من 18 دولارا لبرميل الخام في سيناريو الثلاثين دولارا للبرميل، وتلتها "رويال داتش شل" بهامش 16 دولارا لكل برميل في ذات السيناريو، ثم جاءت "إكسون موبيل" و"توتال" و"إكوينور" و"بي بي" و"إيني" بتحقيق هامش قدره 12 دولارا لكل برميل.
- بالطبع، تعد شركات النفط الكبرى هي الأكثر مرونة في وجه الصدمات وأوقات هبوط أسعار الخام، وتبلي بلاء حسنا في أوقات ارتفاع الأسعار بفضل قوة أدائها المالي وتنوع أنشطتها.
- يمثل الغاز الطبيعي المسال أهمية شديدة لشركات النفط الكبرى لكونه يدر عائدا كبيرا، وهو ما يجعل تلك الشركات تكثف من أنشطتها في استكشاف مناطق قبالة السواحل رغم التكلفة العالية.
- أما بالنسبة للنفط الصخري الأمريكي، فهو من بين الأصول التي توفر لشركات النفط الكبرى مرونة في الإنتاج، فمن الممكن أن تعطل أو تؤجل شركة ما إنتاجها من الخام الصخري بسهولة عندما تنخفض الأسعار وتستأنف الإنتاج بكثافة عندما تكون الأسعار مرتفعة.
- تتميز آبار النفط الصخري بالسرعة في كل شيء من التنقيب ووضعها قيد التشغيل والإنتاج، كما أنها سريعة النضوب أيضا، وتمتلك جميع شركات الطاقة الكبرى عمليات في حقول للنفط الصخري الأمريكي عدا "توتال" الفرنسية.
- تمتلك شركات النفط الكبرى العاملة في أنشطة الخام الصخري الأمريكي كالحوض البرمي فرص مرونة أكبر في وجه الصدمات، كما أن لهذه الشركات حضوراً قوياً في حقول للنفط والغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال قبالة السواحل.
الطلب العالمي
- رغم الخطط والاستراتيجيات حول الإنتاج والاستكشاف وإعادة الهيكلة من قبل شركات النفط الكبرى، إلا أن ذلك ليس كافياً لدعم مرونتها في وجه الصدمات وتقلبات الأسعار.
- هناك عامل قوي يجب أخذه في الاعتبار، ألا وهو الطلب العالمي على الوقود الأحفوري، والذي لا يزال وسيظل محل تركيز من قبل مسؤولي الصناعة في السنوات القادمة التي ستشهد تحديات على رأسها ضغوط الحكومات والمنظمات المدافعة عن البيئة والتي تطالب باتخاذ المزيد من الإجراءات لحماية المناخ.
- كلما كان هناك طلب على الوقود الأحفوري استمر الإنتاج، لكن السؤال: "هل سيكون الإنتاج أكثر مرونة بالتزامن مع صدمات أسعار النفط؟ بالطبع ستحدد السنوات المقبلة الرد على هذا السؤال.
- يعني ذلك أن خطط مواجهة التغيرات المناخية ستؤثر بشكل كبير في مدى مرونة شركات النفط الكبرى في وجه الصدمات خاصة في السنوات المقبلة، ومن ثم، فإن المرونة المستقبلية لصناعة النفط والغاز سوف ترتبط بجهود مكافحة التغيرات المناخية.
- تستعد سبع شركات من كبرى شركات الطاقة في العالم لدعم إنتاجها من النفط والغاز الطبيعي بنحو 398 ألف برميل يوميا حيث ترى "إكسون موبيل" و"شيفرون" و"رويال داتش شل" وغيرها أن تعظيم الإنتاج سيعني بالنسبة لها تعظيم المكاسب عند تعافي أسعار الخام.
- لا يجب أيضا استبعاد الاستثمارات الضخمة التي ضختها شركات النفط الكبرى بداية العقد الجاري والتي تدعمها في مواصلة الإنتاج، لكن بالطبع في زمن "كورونا"، تتراجع الاستثمارات وتنخفض النفقات التشغيلية.
- تبحث شركات النفط الكبرى تحقيق المزيد من المرونة في المستقبل من خلال الانخراط في مشروعات لمصادر الطاقة المتجددة، ويرى البعض منها أن الهيدروجين بمثابة أحد البدائل النظيفة التي يمكن أن تحقق لها المرونة بل وربما طوق النجاة في ظل خطط مكافحة التغيرات المناخية.
المصادر: أويل برايس، بلومبرج
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}