نبض أرقام
22:19
توقيت مكة المكرمة

2024/07/11

مستقبل تواجهه المشاكل .. لماذا ينتظر صناعة خطوط أنابيب الغاز الطبيعي العديد من التحديات؟

2020/07/13 أرقام

تعرضت صناعة الوقود الأحفوري في أمريكا الشمالية لعدة عقبات في الأيام القليلة الماضية، فقد أُلغي مشروع خط أنابيب ساحل الأطلنطي، وأغلق خط أنابيب بولاية "داكوتا الشمالية بأمر قضائي، كما خسرت إدارة الرئيس الأمريكي "دونالد  ترامب" دعوى قضائية لإحياء مشروع "كيستون إكس إل".

 

هذه العقبات الثلاث وغيرها توضح الأسباب التي دعت محللين للقول إن صناعة خطوط أنابيب الغاز الطبيعي أمامها مستقبل مزدحم بالمشاكل كما أنها أصبحت استثماراً محفوفاً بالمخاطر.
 

 

على نهج الفحم؟

 

- في ظل أزمة "كورونا"، تضررت الكثير من الصناعات ولا تعد الطاقة وخطوط الأنابيب استثناء من هذه الأضرار، فقد أسفر ضعف الطلب على الوقود عن أزمات وتبعات سلبية كبيرة على كاهل الشركات.

 

- من ناحية أخرى، تعاني مصادر الوقود الأحفوري ضغوطا استثمارية وبيئية بسبب دورها في الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية وتثار تساؤلات من الأساس حول مدى استحقاقها للاستثمار في ظل تنافسية شديدة.

 

- هذه الأسباب وغيرها أدت إلى طرح تساؤل خطير من جانب المحللين: "هل يتجه الغاز الطبيعي للسير على نهج الفحم ليلقى مصيره؟".

 

- ربما يكون الوقت كفيلاً بالرد على هذا السؤال، لكن لا يجب تجاهل إشارات واضحة توضح للجميع إلى أين تتجه صناعة خطوط أنابيب الغاز الطبيعي والتي تثير غضب الجهات التنظيمية من ناحية والجماعات البيئية من ناحية أخرى نتيجة تسببها في انبعاثات كبيرة من الميثان الملوث للبيئة.

 

- بالتزامن مع ذلك، هناك تنافسية متزايدة من مصادر الطاقة المتجددة للوقود الأحفوري، ومع التحول نحو مصادر نظيفة، هناك زيادة في تكاليف مد خطوط أنابيب للغاز الطبيعي لا سيما أن الأخيرة لا تستطيع السيطرة على انبعاثات الميثان.
 

- لكن لا يعني ذلك أن صناعة الغاز الطبيعي تقترب من النهاية، وقد خرج علينا المستثمر الشهير "وارن بافيت" وراهن على الصناعة بصفقة قدرت بـ9.7 مليار دولار اشترى من خلالها أصول نقل وتخزين الغاز الطبيعي من شركة "دومينيون إنيرجي".

 

- لا يزال الغاز الطبيعي مهما كوقود مع استخدامه في تطوير طاقة أكثر نظافة من الهيدروجين، كما أنه من السهل أن يحل محل الفحم الذي يعد أشد مصادر الوقود الأحفوري تلوثاً ويواجه خطر الانحسار والتقهقر لصالح مصادر الطاقة المتجددة.

 

- حتى لو كانت هناك مشكلات مؤقتة كوقف مشروع "كيستون إكس إل"، فإن المخاطر المستقبلية والعقبات على طريق صناعة خطوط أنابيب الغاز الطبيعي والمعارضات البيئية تجعل المستثمرين يعزفون عن ضخ أموالهم في هذه الصناعة.

 

- لن يكون من الحكمة بالطبع الاستثمار بكثافة في بنية تحتية للغاز الطبيعي باهظة التكلفة وتواجه ضغوطاً شديدة، فضلا عن أن دافعي الضرائب في أمريكا بدأوا يعربون عن قلقهم بشأن دعم هذه الصناعة.

 

- على الجانب الآخر، تضخ دول وحكومات استثمارات بكثافة في مصادر الطاقة المتجددة والتحول نحو مستقبل أخضر.

 

 

بنية تحتية ضخمة

 

- ليس من السهل وضع كلمة النهاية لصناعة الغاز الطبيعي في الولايات المتحدة ودول أخرى مع امتلاك هذه الدول بنية تحتية ضخمة استُثمرت فيها أموال ضخمة.

 

- تعد مشروعات البنية التحتية للغاز الطبيعي والنفط من بين الأكبر في الولايات المتحدة، فقد تم مد خطوط أنابيب بطول يتجاوز 14 ألف كيلومتر في البلاد وتنفذ المزيد من المشروعات فقد  تمت الموافقة أو الإعلان عن مد نحو عشرين ألف كيلومتر إضافية.

 

- على الرغم من التحديات غير المسبوقة التي تواجه صناعة خطوط الأنابيب كالاحتجاجات البيئية والتغيرات الاقتصادية والتحول نحو الطاقة النظيفة وأهداف التغيرات المناخية، إلا أن صناعة النفط والغاز الطبيعي لا تزال تتمتع ببنية تحتية واسعة النطاق في أمريكا ودول أخرى وتنتظر المزيد من المشروعات.

 

- لا تزال بعض الولايات الأمريكية تفضل الاعتماد على مشروعات الوقود الأحفوري مثل "تكساس" التي تزخر بصناعة الخام الصخري وأيضا الولايات المطلة على خليج المكسيك.

 

- لكن خارج ولايات مثل "تكساس" و"لويزيانا"، ربما يكون من الصعب توسيع بنية تحتية لخطوط أنابيب النفط والغاز بسبب المعارضات القضائية والبيئية التي تعد بمثابة استراحة لشركات الطاقة بعد نحو عقد من العمل المكثف في مد خطوط الأنابيب لآلاف الكيلومترات وطفرة الخام الصخري وغيرها.

 

- بين عامي 2008 و2019، قفز إنتاج الولايات المتحدة من الغاز الطبيعي بأكثر من 60% نتيجة تطوير تقنية للحفر والتنقيب والتي تعرف بالتكسير الهيدروليكي.

 

- علاوة على ذلك، أنشأت أمريكا المئات من محطات الطاقة الكهربائية الجديدة العاملة بالغاز الطبيعي لتتحول البلاد من مستورد إلى قوة كبيرة في صناعة الطاقة أصبحت تصدر للخارج.

 

- رغم أزمة "كورونا" والتحديات المتزايدة، إلا أن الغاز الطبيعي ببنيته التحتية سيظل في الصورة، فهناك الكثير من المشروعات الجاري والمخطط لتنفيذها.

 

 

المصادر: بلومبرج، نيويورك تايمز

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة