ربحت شركة التداول "فيجا كابيتال لندن" 500 مليون دولار في اليوم الذي شهد التراجع التاريخي لأسعار النفط دون الصفر، وفقًا لما ذكرته "بلومبرج" عن مصادر على دراية بالأمر.
وفي العشرين من أبريل، تراجعت أسعار النفط تسليم مايو 40 دولارًا خلال ساعة واحدة، وهبطت للنطاق السالب للمرة الأولى على الإطلاق.
وجاء هبوط أسعار النفط إلى النطاق السالب مع انتهاء صلاحية عقود مايو، وهو ما يعني أن على أصحاب العقود تسلم النفط، وفي ظل قدرات التخزين المحدودة مع تراجع الطلب على الخام بسبب القيود التي فرضت للحد من انتشار فيروس "كورونا"، اندفع التجار لبيع عقودهم، وهو ما تسبب في انهيار الأسعار.
وحققت "فيجا" – التي يقع مقرها في لندن – أرباحًا ضخمة من بيع عقود الخام الأمريكي من قبل 12 متداولاً قبل تسويتها مباشرة، مما ساهم في الضغط الهبوطي على الأسعار.
وأشارت المصادر إلى أن لجنة السلوك المالي البريطانية، ولجنة تداول العقود الآجلة للسلع في الولايات المتحدة ومجموعة "سي إم إي" – التي تمتلك بورصة نايمكس حيث تتداول العقود – تحقق في ما إذا كانت "فيجا" انتهكت أية قواعد أو ساهمت في التراجع التاريخي لأسعار النفط.
وأوضحت الوكالة، أن عمليات بيع "فيجا" تزامنت مع تخارج جماعي للمشترين، وهو ما دفع عقود النفط تسليم مايو إلى الانخفاض لتستقر عند -37 دولارًا للبرميل.
هذا وعاودت عقود الخام الأمريكي تسليم مايو الارتفاع خلال أربع وعشرين ساعة من انهيارها لتبلغ 10 دولارات للبرميل، إلا أن الانخفاض تسبب في خسارة الكثيرين رغم قصر مدته.
ولتوضيح كيفية تحقيق "فيجا" تلك المكاسب في ذلك اليوم، فجدير بالذكر أن، من بين الطرق الأكثر شيوعًا لتداول النفط هو عقود الخام الأمريكي في نايمكس، التي تسمح للبائعين والمشترين بالاتفاق على سعر ألف برميل من الخام الخفيف للتسليم في ميعاد مستقبلي، ويتم إصدار العقود الجديدة شهريًا، ويتم تسويتها بالقرب من العشرين من ذلك الشهر.
كما توفر نايمكس أيضًا أداة تسمى التداول عند التسوية أو "TAS"، إذ يوافق البائعون والمشترون من خلالها على التعامل بأي سعر يصل إليه سعر التسوية، الذي يعتمد على متوسط مرجح للتداولات التي حدثت في الدقيقتين السابقتين للساعة الثانية والنصف مساءً.
وفي العشرين من أبريل، كان المركزي الصيني ومستثمرون آخرون يبيعون عقود مايو، وكانت "فيجا" أيضًا تتخلص من العقود من خلال آلية “TAS”، مما ساهم في الضغط الهبوطي على السعر.
وتحقق "فيجا" ربحًا إذا تمكنت من شراء النفط عبر سوق “TAS” بسعر أرخص من النفط الذي باعته خلال ذلك اليوم، ومع هبوط السعر إلى النطاق السالب، فإن العقود التي اشترتها مقابل -37 دولارًا من خلال “TAS”، حققت أرباحًا ضخمة.
جدير بالذكر أن، "فيجا" تأسست عام 2016، من قبل الصديقين "تومي جاونت" و"أدريان سبيرز"، وفي العام التالي استقال حوالي 20 متداولاً للنفط لدى "تاور" للانضمام للشركة، مما أثار نزاعاً قانونيًا تمت تسويته خارج المحكمة.
وفي العام الماضي، استقال "جاونت" كمدير للشركة، وأصبح "سبيرز" – البالغ من العمر 44 عامًا – يمتلك كافة الأعمال.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}