من النادر جدًا أن يقضي شخص ما حياته كلها يعمل في شركة واحدة، فالموظفون ينتقلون من شركة لأخرى من أجل الحصول على فرص أفضل واكتساب الخبرات، إلا أنه حين يتعلق الأمر بالشركات اليابانية على وجه التحديد، فإن نسبة كبيرة من الموظفين الأجانب يتركون العمل بها؛ بسبب عدم التوافق مع ثقافة الشركة، وهذا من بين أسباب أخرى عديدة.
ومن أجل فهم المشكلات التي تواجهها الشركات اليابانية في توظيف الأجانب والاحتفاظ بهم، أجرت شركة الموارد البشرية "DISCO" استطلاعًا للرأي عبر الإنترنت في ديسمبر عام 2018، والذي أرسلته إلى 23.5 ألف شركة في جميع أنحاء اليابان، قبل أن تتلقى إجابات مقبولة من 732 شركة منها.
وجميع الشركات التي شملها الاستطلاع كان يعمل لديها موظفون أجانب، وأحد الأسئلة التي شملها الاستطلاع كان "لماذا ترك موظفك الأجنبي الشركة؟".
نتائج الاستطلاع ..
- تنوعت الإجابات بشكل كبير، إلا أن السبب الرئيسي وفقًا لما ذكرته الشركات هو أن 47.9% من الموظفين تركوا العمل بها من أجل العودة إلى أوطانهم، بينما ترك 36.6% منهم العمل لأنهم أرادوا التقدم في مسيرتهم المهنية.
- يشير الاستطلاع كذلك إلى أن 23% منهم تركوا وظيفتهم لأن المهام الموكلة إليهم لم تكن مناسبة، في حين غادر 16.4% منهم بسبب عدم التوافق مع ثقافة الشركات اليابانية، و14.5% بسبب علاقاتهم مع زملاء العمل. في حين تنوعت أسباب باقي الموظفين بين الزواج ورعاية أحد أفراد العائلة (13.9%)، والراتب (12.9%) وصعوبة التواصل باللغة اليابانية (12.3%).
- بمقارنة نتائج هذا الاستطلاع مع استطلاع آخر أجرته شركة الاستشارات وأبحاث السوق "هاريس بول" في الولايات المتحدة الأمريكية العام الماضي شمل 1433 موظفًا بدوام كامل في 310 شركات، نجد أن السبب الرئيسي لترك الموظفين العمل هو الأجور المنخفضة، بينما ثاني أكثر الأسباب ذكرًا يكمن في نقص فرص النمو الوظيفي، وهي نسبة مشابهة لاستطلاع " DISCO"، حيث قالت الشركات إن نحو 37% من الموظفين الأجانب تركوها من أجل تحقيق التقدم في المسيرة المهنية.
ما نوع الشركة التي يجب أن يسعى الموظفون للعمل بها؟
يعتمد بقاء الموظفين في شركة ما على أمور أخرى أهم من الراتب، فعندما يبحث الشخص عن وظيفة في اليابان (مثلما هو الحال في أي مكان آخر)، من المهم أن يعرف أكبر قدر من المعلومات عن ثقافة الشركة، وأسلوب عمل مدير الشركة والموظفين. والأهم من ذلك يجب أن يفكر الشخص فيما إذا كانت هذه الشركة توفر له فرص للنمو الوظيفي في المستقبل أم لا.
هناك بعض الأشياء التي يجب مراعاتها عند التفكير في نوع الشركة التي قد يعمل بها الشخص في اليابان، ويتضمن ذلك ما إذا كانت الشركة صغيرة أم متوسطة أم كبيرة، وما إذا كانت شركة محلية أم عالمية، وما إذا كان هو الشخص الأجنبي الوحيد الذي سيعمل بها، أو أنه أول أجنبي سوف يعمل بها، ودوره في الشركة.
كما يجب أن يفكر الشخص الأجنبي في أمور أخرى عند التفكير في العمل في شركة يابانية، من بينها ما إذا كان سيستطيع التواصل مع مديره وزملائه في العمل باللغة اليابانية، هذا بالإضافة إلى ما إذا كان يستطيع فهم أسلوب الاتصال غير المباشر مع الآخرين، ولديه القدرة على العمل لساعات طويلة.
المصدر: ريل إستيت جابان
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}