مع انتشار الأوبئة؛ يصبح الترويج لمنتجات تجارية تدعي قدرتها الخارقة على الشفاء أو منع الأمراض ومسبباتها أو حجب الأوبئة، أمراً شائعاً، ومنذ بداية الجائحة؛ ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالمنتجات التجارية التي يسوق لها أصحابها على أنها تقي أفراد المجتمع من الإصابة بالفيروس، ومنها مصابيح الأشعة فوق البنفسجية، إلى جانب الأقراص وزيت الثوم، وبطاقات الكلور التي ينبعث منها غاز ثاني أكسيد الكلور، وهي الأكثر خطورة من بين المنتجات.
وحذر الأطباء من جميع هذه المنتجات، التي لم يثبت حتى الآن بالأدلة العلمية قدرتها على الشفاء من فيروس «كورونا» أو حتى الوقاية والحماية من الإصابة به.
حذر الدكتور عمر الحمادي أخصائي الأمراض الباطنة بمستشفى الرحبة في أبوظبي، والمتحدث الرسمي للإحاطة الإعلامية لحكومة الإمارات، من بعض المنتجات التي يتم الترويج لقدرتها على التصدي لفيروس «كورونا» المستجد من دون أي أسس علمية، موضحاً: إنه من بين هذه المنتجات التي يتم الترويج لها، هناك منتج يقول مسوقوه: إنه يُطلق غاز ثاني أكسيد الكلور، الذي يقضي بدوره على الفيروس قبل دخوله إلى جسم الإنسان.
وأوضح: إن تواجد عبارة «آمن» على أي منتج لا يعني أن المنتج فعّال؛ لعلاج أمراض معينة؛ بل يعني فقط أن المنتج غير ضار بجسم الإنسان، وقد لا يكون مفيداً للصحة، إلا إذا ذكرت جهة علمية موثوقة أن هذا المنتج صالح لعلاج أمراض معينة بجرعات معينة، لمدة معينة، وفي ظروف محددة ومراقبة دقيقة، لافتاً إلى أن خطر هذه المنتجات لا يكمن في الآثار الجانبية المحتملة لها فقط؛ بل في ركون البعض على قدرتها على توفير الحماية، بدلاً من اتباع الإجراءات الاحترازية المثبتة، مثل: لبس الكمامة؛ والتباعد الاجتماعي؛ والنظافة الشخصية، والتي أثبتت قدرتها على مكافحة انتشار العدوى، مشدداً على أن استخدام البعض لغاز ثاني أكسيد الكلور، قد يتسبب في حدوث مشاكل في الرئة والكلية والقلب.
ولفت الدكتور عادل سعيد سجواني أخصائي طب الأسرة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، عضو الفريق الوطني للتوعية بفيروس «كورونا» المستجد، إلى أن بطاقات الكلور التي يتم يقوم الشخص بتثبيتها على ملابسه بمنطقة الصدر، ويصدر عنها غاز ثاني أكسيد الكلور؛ بهدف تعقيم الجو من الفيروسات ومنها فيروس «كورونا»، ضارة، ولا تعقم بالصورة الكافية التي تحمي من الإصابة، مؤكداً أن الادعاء بقدرة غاز ثاني أكسيد الكلور على قتل الفيروس بمجرد دخوله لمنطقة محيطة بالجسم لا يوجد عليه أي دليل علمي موثوق أو قرار رسمي أو توصية علمية بأن هذه الكروت تحمي وتحد من انتشار «كورونا»، كما أنها غير آمنة لأصحاب الأمراض المزمنة والأمراض التنفسية.
وأشار إلى أن المسوقين لهذه الكروت يدعون أنها تصدر غازات ثاني أكسيد الكلور في محيط متر مربع واحد، تعمل على حماية الشخص من الأمراض وخاصة في الازدحام، مستندين إلى ما يعرف عن فاعلية مادة الكلور في تعقيم الأسطح، وأنها لا تؤذي الإنسان ولكن تعمل على قتل البكتيريا والفيروسات المحيطة، وأن مدة صلاحية فلاتر الكارت تصل إلى شهرين.
وقال الدكتور بلال حمزة، طبيب عام في أبوظبي: إن منتجات ثاني أكسيد الكلور؛ تشكل مخاطر كبيرة على صحة الأفراد؛ حيث سجلت في بعض الدول عدة أعراض جانبية لمن يقوم باستخدامها؛ منها: الفشل التنفسي؛ وانخفاض ضغط الدم؛ وفشل الكبد؛ وانخفاض عدد خلايا الدم؛ والقيء الشديد؛ والإسهال الحاد، ويعد غاز الكلور بشكل عام من الغازات التي تخرب المجاري الهوائية لعملية التنفس، وهو يؤدي أيضاً إلى تهتك أغشية الشعب الهوائية، ويملأ الرئتين بكمية من السوائل التى تسبب انسداد قنوات التنفس، كما يمكن للكلور أن يسبب أمراضاً خطرة؛ مثل: سرطان الكلى والمثانة، إذا اتحد مع مركبات كيميائية أخرى.
وحذر من يعانون الأمراض التنفسية من الإقبال على منتجات غاز الكلور؛ كونها تتسبب في حدوث مشكلات «الربو، والحساسية، والجيوب الأنفية»، فالتعرض القصير المدى لهذه الظروف؛ قد يسبب التهاب العينين، والكحة، والبلغم، وآلام الصدر، أما التعرض بشكل أكبر فربما يسبب تجمع السوائل فى الرئة، والتهاب الرئة، والالتهاب الشعبي، وقصر النفس؛ نظراً لتأثيرها المُهيِّج، وحتى وإن كان مستوى التعرض لغاز الكلور بشكل منخفض في هذه المنتجات، إلا أن الاستنشاق المستمر؛ يسبب بدوره أمراض الرئة المزمنة، مثل: التهاب الشعب الهوائية، وضيق التنفس، ومن الممكن أن يسبب أيضاً تآكلاً بالأسنان.
ولفت إلى خطورة منتجات أخرى كتلك التي تتسبب في حساسية الجلد منها: مصابيح الأشعة فوق البنفسجية، كما يتم التسويق أيضاً لأقراص الثوم وزيت الثوم؛ حيث يدعي من يسوقون لها بأنها تقوي جهاز المناعة مما يمنع الإصابة بالفيروس، ودهن الجسم بالزيت؛ لتأدية نفس الغرض.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}