نبض أرقام
01:18 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/22
2024/11/21

لماذا قد يخطئ "مؤشر بافيت" في توقع الفقاعة المالية القادمة؟

2020/08/27 أرقام - خاص

إذا كنت ضمن الواثقين في دقة رؤية المستثمر الشهير "وارن بافيت"، فإنك غالباً ترى أن سوق الأسهم الأمريكي يشهد حالياً فقاعة بفعل الصعود الحاد لأسهم التكنولوجيا.

 

لكن بعض الحقائق قد تجعلك في حيرة من أمرك بشأن تفسير الأداء القياسي الذي يشهده قطاع التكنولوجيا في "وول ستريت" حالياً.

 

كيف تكتشف الفقاعة؟

 

- قال "وارن بافيت" لمجلة "فورتشن" عام 2001 إن المستثمرين كان من الممكن أن يتوقعوا حدوث فقاعة "الدوت كوم" قبل حدوثها بفترة طويلة إذا اهتموا بمؤشر واحد بسيط.

 

 

- ذكر "حكيم أوماها" أن هذا المؤشر الذي يمكن وصفه بـ"الأفضل لرصد مدى صحة تقييمات الأسهم في أي وقت" هو ببساطة القيمة السوقية لكل الأسهم الأمريكية مقارنة بالناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة.

 

- يعتقد مؤسس شركة "بيركشاير هاثاواي" أنه إذا كانت النسبة تدور حول 70% أو 80% فإن هذا هو الوقت المناسب لدخول السوق، لكن إذا تجاوز 100% من الناتج المحلي فيجب التحول بعيداً لأن السوق مبالغ في قيمته.

 

- لكن أين يقف "مؤشر بافيت" حالياً؟ تبلغ القيمة السوقية للأسهم الأمريكية مقارنة بحجم الاقتصاد نحو 170%.

 

- كانت المكاسب القياسية لقطاع التكنولوجيا كلمة السر وراء صعود سوق الأسهم الأمريكي بقوة في الأشهر الماضية، ليرتفع مؤشر " S&P 500" بنحو 55% من القاع المسجل في مارس.

 

الكبار يواصلون التألق

 

- قدم وباء "كورونا" دعماً لا يستهان به لقطاع التكنولوجيا، حيث أدت قيود التباعد الاجتماعي والبقاء في المنازل لزيادة الطلب على حلول تكنولوجية من التعليم والعمل عن بعد وحتى التسوق والتواصل والترفيه عبر الإنترنت.

 

- تسيطر شركات التكنولوجيا على قائمة أكبر الكيانات الأمريكية، حيث تحتل المراكز الخمسة الأولى من بين أكبر 10 شركات في "S&P 500".

 

- نجحت القيمة السوقية لشركة "آبل" في تخطي عتبة التريليوني دولار لأول مرة في تاريخ الشركات الأمريكية، كما تجاوزت "أمازون" و"مايكروسوفت" حاجز 1.6 تريليون دولار لكل منهما.

 

- تبلغ القيمة السوقية لشركات آبل وأمازون ومايكروسوفت وألفابت وفيسبوك مجتمعة نحو 7.3 تريليون دولار، وهو ما يعادل حوالي 25% من إجمالي القيمة السوقية لمؤشر " S&P 500".

 

- مؤشر "ناسداك" الذي تسيطر عليه أسهم التكنولوجيا سجل 38 إغلاقاً قياسياً منذ بداية العام الجاري، ليتجاوز مستوى 11.400 ألف نقطة ويرتفع 28% تقريباً مقارنة ببداية عام 2020.

 

 

- وفي حين أن " "S&P 500 تمكن من تسجيل مستوى قياسي متجاوزاً 3400 نقطة لأول مرة في تاريخه، فإنه حقق ارتفاعاً 6% منذ بداية العام، بينما يظل "داو جونز" أقل من مستواه في بداية العام بنحو 1%.

 

- وحتى على المستوى العالمي يتفوق قطاع التكنولوجيا على المؤشر الأوسع للسوق، حيث صعد مؤشر "إم إس سي إي ورلد" لشركات التكنولوجيا بنحو 27% منذ بداية العام الحالي مقابل ارتفاع 1.5% فحسب لمؤشر الأسهم العام.

 

طفرة الشركات الناشئة

 

- لم تقتصر موجة صعود أسهم التكنولوجيا على الشركات الكبرى، لكنها توسعت لتشمل كيانات أصغر وأكثر حداثة.

 

- تمكن سهم شركة "زووم" لاجتماعات الفيديو من تحقيق ارتفاع بنسبة 325% منذ بداية العام الجاري وحتى جلسة 25 أغسطس، مع الطلب المتزايد من العملاء والذي ارتفع من 10 ملايين مشارك في الاجتماعات عبر المنصة في ديسمبر الماضي إلى 300 مليون مشارك في أبريل 2020.

 

 

- كما تسارع الاهتمام بأعمال شركة "دوكيوساين" المختصة بالتوقيع الإلكتروني، ليصعد سعر السهم بنحو 177%.

 

- وشركة مثل "تسلا" التي يعتبرها البعض أقرب للتكنولوجيا منها لتصنيع السيارات حقق سهمها صعوداً يتجاوز 380% منذ بداية العام الحالي، مع التفاؤل حيال مستقبل صناعة المركبات الكهربائية.

 

- وعلى جانب الترفيه، حقق سهم "نيتفلكس" صعوداً بنحو 52% منذ بداية العام الحالي مع تسارع عدد المشتركين في خدمات البث التابعة لها، في مسعى لتزجية الوقت مع سياسات الإغلاق والتباعد وصعوبة القيام بالأنشطة المعتادة قبل ظهور "كوفيد-19".

 

- وتألقت شركات ألعاب الفيديو والتي شهدت تسارعاً للطلب على منتجاتها في الأشهر الماضية، ليصعد سهم "تيك تو" المطورة للألعاب بنسبة 42% مقارنة بمستواه المسجل في نهاية العام الماضي.

 

فقاعة أم واقع جديد؟

 

 

- دفعت هذه الطفرة في أداء أسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية لظهور الكثير من الأصوات المحذرة من فقاعة تماثل ما حدث في تسعينيات القرن الماضي.

 

- لكن يختلف الوضع في أكثر من جانب عن فقاعة "الدوت كوم"، والتي تضخمت بفعل قفزات أسهم التكنولوجيا قبل أن ينهار كل شيء ويفقد "ناسداك" نحو 76% من ذروته آنذاك.

 

- تحقق شركات التكنولوجيا الكبرى حالياً ربحية عالية وهو ما يقف على عكس الكيانات التي ارتفعت أسهمها بحدة إبان فقاعة "الدوت كوم" في الوقت الذي لم يكن معظمها يحقق أي إيرادات.

 

- وتمتلك شركة مثل "آبل" علامة تجارية مميزة مع استحداث خدمات مرتبطة بمنتجاتها المعروفة مثل "آبل تي في" و"آبل ستور" وحتى "إي كلاود" وغيرها.

 

- بينما تسيطر شركات "مايكروسوفت" و"ألفابت" و"أمازون" على صناعة الحوسبة السحابية ناهيك عن القطاعات الأخرى التي تعمل بها، في حين تمثل "فيسبوك" أكبر منصة للتواصل الاجتماعي في العالم من حيث عدد المستخدمين.

 

- وتقدم شركات التكنولوجيا الأصغر خدمات مطلوبة في عصر الوباء، مثل "زووم" التي تعوض صعوبة عقد الاجتماعات المباشرة بين العملاء والموظفين.

 

- يتوقع "جي بي مورجان" استمرار صعود أسهم التكنولوجيا خلال الفترة المقبلة، بدعوى أن الارتفاع الحالي مدعوم بإيرادات قوية وميزانيات عمومية مستقرة وتدفقات نقدية جيدة، وهو ما يأتي على عكس فقاعة "الدوت كوم".

 

 

- لكن الحديث عن فقاعة محتملة في أسهم التكنولوجيا تقود السوق الأمريكي بأكمله إلى مستويات قياسية لم يأت من فراغ، فمن الناحية التاريخية تبدو أسعار الأسهم مرتفعة للغاية عند مقارنتها بالإيرادات.

 

- ويبلغ متوسط معدل السعر إلى الإيرادات لمؤشر " S&P 500" – والذي يرصد سعر الأسهم مقارنة بالدخل المسجلة في الاثني عشر شهراً الماضية – نحو 22.26، وهو أعلى مستوى منذ عام 2002.

 

- كما يقف معدل السعر إلى الإيرادات المستقبلية – الدخل المتوقع خلال العام المقبل – عند 25.98، وهو الأعلى منذ سبتمبر من عام 2000.

 

- أظهر استطلاع أجرته شركة البيانات "داتا تريك" أن 56% من المستثمرين لا يعتقدون أن أسهم التكنولوجيا الكبرى تشهد حالياً "فقاعة"، لكن الفارق كان متقارباً مع هؤلاء الذين يرون أن سعر هذه الأسهم أعلى من قيمتها الحقيقية والذي بلغت نسبتهم 44% من المستجيبين للمسح.

 

- كما يخشى البعض من أن التوصل إلى لقاح ضد فيروس "كورونا" قد ينهي أسباب الصعود القوي لكثير من أسهم شركات التكنولوجيا والتي استفادت من انتشار الفيروس في تدعيم أعمالها وزيادة الطلب على منتجاتها.

 

- تواجه شركات التكنولوجيا الكبرى مثل "آبل" و"أمازون" و"ألفابت" المالكة لمحرك جوجل تحقيقات بشأن اتهامات بالاحتكار، ما قد يهدد هيمنتها الحالية على بعض القطاعات إذا تم إثبات هذه الدعاوى.

 

المصادر: أرقام – إس آند بي داو جونز – داتا تريك - وول ستريت جورنال – بيزنس إنسايدر – فورتشن – سي إن بي سي

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.