يواجه العمال صعوبات قوية على خلفية فقدان ملايين الوظائف بالتزامن مع تفشي وباء "كوفيد - 19" داخل الولايات المتحدة.
ويعتبر "عيد العمال"، وهو عطلة رسمية في الولايات المتحدة يتم الاحتفال بها يوم الإثنين الأول من شهر سبتمبر كل عام، بمثابة مناسبة جيدة لإبراز الوضع الحالي في سوق العمل الأمريكي.
ولا يزال الطريق طويلا أمام أكبر اقتصاد حول العالم كي يقطعه قبل أن يستعيد مستويات التوظيف المسجلة قبل وباء "كورونا"، الذي أصاب نحو 6.3 مليون أمريكي وأودى بحياة 189 ألفا آخرين.
وتبرز عدة حقائق بشأن سوق العمل الأمريكي بالتزامن مع الاحتفال بيوم "عيد العمال".
الحقيقة الأولى: مع تفشي الوباء داخل الولايات المتحدة، فإن سوق العمل تعرض لفقدان أكثر من 22 مليون وظيفة خلال شهري مارس وأبريل، قبل أن يتم استعادة حوالي 48% من تلك الوظائف المفقودة خلال مايو ويونيو ويوليو وأغسطس.
أي في غضون أربعة أشهر فقط، أضيفت حوالي 10.4 مليون وظيفة في سوق العمل الأمريكي، وهو ما اعتبره الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" رقماً قياسياً جديداً وذلك عبر تغريدة عبر صفحته الشخصية في موقع "تويتر".
وتقف نسبة التوظيف إلى عدد السكان في سن العمل من 16 عاماً فأكثر عند 56.5% خلال أغسطس، مقارنة مع 61.1 % في فبراير 2020.
الحقيقة الثانية: ارتفع معدل البطالة إلى أعلى مستوى في تاريخ البيانات التي تعود إلى يناير عام 1948 خلال شهر أبريل عندما وصل إلى ذروة 14.7%، قبل أن يتخذ منحنى هبوطياً ويبلغ 8.4% في أغسطس.
وتجدر الإشارة إلى أنه قبل تفشي الوباء، كان معدل البطالة في الولايات المتحدة يبلغ 3.5% خلال فبراير، وهو أدنى مستوى منذ عام 1969.
الحقيقة الثالثة: بلغ عدد العاطلين عن العمل في الولايات المتحدة في الوقت الحالي 13.6 مليون شخص، طبقاً لتقرير الوظائف الشهري الأخير.
كما لا تزال عمليات تسريح العمالة مستمرة في عدة قطاعات أبرزها النقل الجوي الذي يعاني من أزمة انخفاض الطلب وتراجع حركة السفر.
وقالت شركة "يونايتد إيرلاينز" إنها ستخفض 16 ألف وظيفة خلال أكتوبر المقبل عند انتهاء التمويل الفيدرالي الذي تحصل عليه بموجب مشروع قانون الإغاثة من الوباء، كما أنه يوجد نحو 19 ألف وظيفة أخرى سيتم إلغاؤها للسبب نفسه من جانب شركة الخطوط الجوية الأمريكية "أمريكان إيرلاينز".
الحقيقة الرابعة: ذكر نحو 6.2 مليون شخص أنه قد تم تسريحهم عن العمل بشكل مؤقت خلال الشهر الماضي، وهو رقم أقل بكثير من 18.1 مليون شخص في أبريل لكنه لا يزال أعلى بكثير أيضا من 2.7 مليون شخص في فبراير.
وخلال أغسطس، أوضح 3.4 مليون شخص أنه قد تم تسريحهم من العمل بشكل دائم.
الحقيقة الخامسة: يرغب 72% من العمال الذي شملهم مسح أجرته شركة "سلاك" في الاستمرار في الجمع بين العمل عن بعد والعمل من داخل المكتب.
في حين أن 12% فقط يريدون العودة إلى المكتب للعمل بدوام كامل.
الحقيقة السادسة: في حين أن بعض القطاعات مثل التعليم وتجارة التجزئة والرعاية الصحية أظهرت إشارات على التعافي، إلا أن قطاعات أخرى مثل السفر والضيافة تواجه مستقبلاً مليئاً بحالات عدم اليقين.
وفي القطاع الخاص، ارتفع عدد الوظائف في قطاع مبيعات التجزئة بنحو 249 ألف وظيفة خلال الشهر الماضي، كما شهد قطاع التجارة والنقل إضافة 341 ألف وظيفة وكذلك الخدمات المهنية والتجارية 197 ألف وظيفة، في حين أن عدد الوظائف المضافة لقطاع الترفيه والضيافة بلغ 174 ألف وظيفة فقط.
الحقيقة السابعة: تشير أحدث تقديرات صادرة عن منظمة العمل الدولية إلى أن الخسائر في عدد ساعات العمل حول العالم قد تفاقمت خلال النصف الأول من 2020، حيث فقد ما يعادل 155 مليون وظيفة بدوام كامل في الربع الأول وما يعادل 400 مليون وظيفة بدوام كامل في الربع الثاني مع حدوث الانخفاض الأكبر في الأمريكتين.
وفي الولايات المتحدة، شكل فقدان الوظائف ما يقرب من ثلثي الانخفاض في ساعات العمل، مع حقيقة أن البطالة كانت مسؤولة عن نصف هذا الانخفاض تقريباً.
الحقيقة الثامنة: يتوقع مكتب إحصاءات العمل الأمريكي أن ينمو التوظيف بنحو 6 ملايين في الفترة من عام 2019 وحتى عام 2029، وهو ما يعني معدل نمو يبلغ 0.4%، وهي أبطأ من وتيرة النمو المسجل في الفترة من عام 2009 وحتى عام 2019 والبالغة 1.3%.
ومن المتوقع أن يضيف قطاع الرعاية الصحية والمساعدة الاجتماعية أغلب الوظائف الجديدة، مع حقيقة أن 6 من أصل 10 مهن ضمن الأسرع نمواً تتعلق بالرعاية الصحية.
المصادر: أرقام - منظمة العمل الدولية - مكتب إحصاءات العمل الأمريكي - فوربس - آي إن جي
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}