نبض أرقام
07:25 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/12/18
2024/12/17

بسبب الوباء .. التحول الرقمي يجسد التحدي الأكبر أمام شركات العالم

2020/09/17 أرقام

يثير طريق التعافي المتوقع للشركات في عصر ما بعد "كوفيد-19" جدلاً متزايداً، وسط مطالب بإعادة تقييم عمليات التحول الرقمي عقب انتهاء أزمة الوباء.

 

وبالنظر للأزمة الصحية والاضطراب الاقتصادي الذي خلفته، فإن الشركات والمؤسسات في كافة أنحاء العالم قد أجبرت على إعادة التفكير في استراتيجياتها مع حقيقة أن التكنولوجيا الرقمية أصبحت بمثابة شريان حياة للجميع.

 

إعادة التهيئة الكبرى

 

وبالفعل، سلط الوباء الضوء على أوجه عدم المساواة، كما كشف عن الحاجة إلى اقتصاد جديد أكثر مرونة وشمولية، لكنه يعطي الأولوية لصحة المواطنين ومعيشتهم على المدى الطويل بالإضافة لخلق فرص عمل جديدة وسياسات تحمي المجتمع من الصدمات المستقبلية كالأوبئة وتغير المناخ.

 

وبالنسبة للشركات، يعني ذلك تحديث مسؤوليات أصحاب الشأن، عبر تبني ممارسات أعمال صديقة أكثر للبيئة مع متابعة التأثير الاجتماعي بالإضافة لتحقيق النجاح المالي.

 

 

وكان الرئيس التنفيذي ومؤسس المنتدى الاقتصادي العالمي "كلاوس شواب" قد وصف التحدي الحالي بـ"إعادة التهيئة الكبرى للرأسمالية"، حيث إن الطريقة التي ستتصرف بها الشركات الآن ستُشكل في الواقع الطريقة التي يُنظر بها إليها بعد فترة طويلة من الأزمة.

 

وفي حين لا يوجد نموذج حول كيفية التكيف مع عالم ما بعد الوباء، إلا أنه من المؤكد أن الأمور التي ستساعد في استعادة نشاط الصناعات التحويلية أو السلع الرأسمالية الثقيلة ستكون مختلفة تماماً عما قد نراه في مجالات كالاتصالات أو السلع الاستهلاكية أو الخدمات المالية.

 

ومع ذلك، ألقى الوباء بظلاله على أحد جوانب التفاعل التجاري المشترك بين جميع القطاعات؛ وهي الحاجة إلى تواصل رقمي موثوق وسريع ومناسب، حيث إننا ننتقل إلى عالم رقمي بالكامل يمكنه العمل من أيّ مكان.

 

إفساح المجال للرقمنة

 

وشهد الاقتصاد العالمي تحولاً سريعاً نحو الرقمنة، حيث رأينا حدوث تغييرات في غضون أسابيع وشهور كان من شأنها أن تستغرق سنوات من التخطيط في الظروف العادية.

 

وعلى سبيل المثال، تحولت التجارة الإلكترونية من الصفر إلى حوالي 7% من إجمالي مبيعات البقالة في المملكة المتحدة في غضون عقدين، لكنها ارتفعت من هذا المستوى إلى 13% في غضون ثمانية أسابيع فقط.

 

وألقى الوباء بظلاله على الحاجة الملحة لحلول رقمية لكل شيء بداية من توفير الرعاية الصحية إلى التعلم الإلكتروني، فضلاً عن الذكاء الاصطناعي في التصنيع والأمن السيبراني وحتى في المشاركة الاجتماعية.

 

وفي حقيقة الأمر، أينما كنت تعمل سواء في مجال البيع بالتجزئة أو السفر أو التكنولوجيا، فقد تغير عالمك، حيث أثبتت الأشهر الأخيرة أنه إذا لم يكن لديك تواصل رقمي بعملائك أو طلابك أو مرضاك، فلن تنجح.

 

وبحسب بحث أجراه "يو بي إس" في المملكة المتحدة، فإنه لا يتوقع أحد أن تعود عمليات شراء البقالة عبر الإنترنت لمستويات ما قبل "كوفيد-19"، كما أن 71% من المشاركين في الاستطلاع قالوا إنهم سوف يتسوقون عبر الإنترنت أكثر بعد تحسن الأزمة الصحية.

 

 

شريان الحياة

 

وبما أن التكنولوجيا الرقمية أصبحت بمثابة شريان الحياة لكل شركة، فمن الواضح بشكل متزايد أن الرئيس التنفيذي للشركة يجب كذلك أن يكون كبير المسؤولين الرقميين في المؤسسة ويقود رقمنة أعماله.

 

ويُعد ذلك بمثابة أمر مهم بالنسبة لكل شركة، خاصةً بالنظر لتحديات اليوم المتمثلة في إعادة فتح أماكن العمل وقيادة تعافي الشركات والعودة إلى النمو.

 

ومن شأن هذا الدور الموسع أن يكون مهماً في كيفية استعداد المؤسسات للأزمات والاستجابة لها في المستقبل.

 

وفي هذه الأوقات العصيبة، يجب على كل شركة إعادة تقييم استراتيجياتها، كما أننا بحاجة لتمتع هذه الشركات بالشجاعة؛ بحيث يمكنها إلغاء استراتيجياتها القديمة وإعادة هيكلتها مع إعطاء الأولوية للنجاح الاقتصادي طويل الأجل.

 

ويجب الآن كذلك على الشركات التي قامت برسم استراتيجية رقمية بالفعل في مراحل تتراوح بين عام وثلاثة أعوام أن تعمل على توسيع نطاق مبادراتها لتكون في غضون أيام أو أسابيع، بالنظر إلى أن رفاهية الوقت قد اختفت تماماً مع الأزمة.

 

 

وتحت مظلة هذه العملية من إعادة الهيكلة، يعتبر رأس المال البشري أفضل الأصول للشركة؛ لذا ستحتاج الشركات إلى إعادة البناء بشكل أفضل مع إعطاء الأولوية للتدريب وإعادة تشكيل مهارات الأفراد من أجل مستقبل رقمي.

 

وفي واقع الأمر، تعاني العديد من الدول من فجوة في المهارات الرقمية داخل كلا القطاعين العام والخاص.

 

ومن أجل سد هذه الفجوة، يجب تعزيز المهارات الرقمية.

 

وفي الاقتصادات الرقمية، فإن وظيفة كل شخص سوف تنطوي على شكل من أشكال المهارات الرقمية، وستكون هذه المهارات في الغد بنفس أهمية القدرة على القراءة والكتابة اليوم.

 

وفي أحد استطلاعات الرأي الأوروبية، قال حوالي 70% من المديرين التنفيذيين من النمسا وألمانيا وسويسرا إن الوباء من المرجح أن يسرع من وتيرة التحول الرقمي.

 

المصادر: منتدى الاقتصاد العالمي - فاينانشيال تايمز - ماكنزي

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.