نبض أرقام
22:16
توقيت مكة المكرمة

2024/07/11

خفض الرواتب أم خفض العمالة؟.. ما الأفضل بالنسبة للشركات؟

2020/10/03 أرقام

نادرًا ما تلجأ الشركات التي تسعى إلى خفض التكاليف خلال فترات الانكماش الاقتصادي، إلى خفض رواتب موظفيها والاحتفاظ بهم جميعًا، فمعظم الشركات تقوم بدلاً من ذلك بخفض العمالة، والاحتفاظ بعدد محدود من الموظفين.

 

وقد وجدت دراسة أجراها كريستوفر تي ستانتون من كلية هارفارد للأعمال، بالاشتراك مع جيسون ساندفيك وناثان سيجيرت من جامعة "يوتا"، وريتشارد ساوما من جامعة ولاية ميشيغان، أن قرار الشركات بخفض العمالة خلال أوقات الانكماش الاقتصادي، أكثر حِكمة من خفض رواتب الموظفين.

 

وخلصت الدراسة إلى أنه عندما تخفض الشركة رواتب الموظفين، فإن أفضل الموظفين أداءً سيكونون أول مَن يتركون الشركة، وغالبًا ما يذهبون للعمل مع شركة منافسة، مما يؤدي إلى انخفاض إيرادات الشركة بسرعة.

 

وفي المقابل إذا قررت الشركة خفض العمالة، يمكن للمدير حينها اختيار مَن يبقى من الموظفين ومَن يغادر، ويمكنه إقالة الموظفين الأقل إنتاجية.

 

تجربة واقعية

 

 

- تابع الباحثون في الدراسة 2033 وكيل مبيعات في مركز اتصال، يعملون في ستة أقسام تقدم خدمات رقمية مختلفة، تضمن ذلك حزم التلفزيون الكابلي، وخطوط الهاتف الخلوي، وخدمات الاتصال بالإنترنت.

 

- علم الباحثون أن المركز على وشك أن يخفض الرواتب في قسم واحد، وذلك قبل عدة أسابيع من إعلان هذا القرار، أتاح ذلك للباحثين الفرصة للاستفادة من هذه التجربة الواقعية، لمعرفة كيف سيتفاعل وكلاء المبيعات مع هذا الأمر.

 

- في شهر نوفمبر من عام 2016، ومع انتهاء موسم المبيعات الصيفي المزدحم، قام رئيس قسم المجموعة التي كان من المفترض خفض راتبها، بتغيير الحوافز، وخفض العمولات بنسبة تبلغ نحو 18%، كان هذا يعني بالنسبة لموظف المبيعات انخفاضًا بنسبة 7% في أجره اليومي.

 

- قبل خفض الراتب كان متوسط أجر موظفي فريق المبيعات 17.30 دولار في الساعة، بينما كان موظفو خدمة العملاء في مراكز الاتصال القريبة يحصلون على 15 دولارًا في الساعة، وزيادة بنحو نصف دولار كل ستة أشهر، وبالتالي كان لدى وكلاء المبيعات الذين قرروا ترك العمل خيارات أخرى في الشركات المنافسة، بعد خفض راتبهم على هذا النحو.

 

ترك العمل

 

 

- بمجرد أن أعلن مركز الاتصال خفض الأجور، حتى ترك العاملون ممن كانوا يحصلون على دخل أعلى من المتوسط بنسبة 20 إلى 25% على كل مكالمة العمل بمعدل أكبر بنسبة 28% من وكلاء المبيعات الآخرين.

 

- تسبب ترك الموظفين ذوي الإنتاجية العالية للعمل في انخفاض المبيعات بنسبة تبلغ نحو 6% خلال الأشهر الخمسة التالية. في المقابل وجد الباحثون أن العاملين الذين ظلوا يعملون في مركز الاتصال لم يتقاعسوا عن العمل، بل أن بعضهم عمل بجد أكبر، ورغم ذلك لم يستعيدوا هؤلاء العمال أجورهم الأصلية.

 

- قامت الشركة بعد بضعة أشهر بخفض أجور مجموعة أخرى من الوكلاء ذوي الأجور المرتفعة، ورغم ذلك اختار أولئك المُخفّضة أجورهم عدم مغادرة الشركة؛ لأنهم لم يكن أمامهم فرصة للحصول على نفس مستوى الأجور في شركة أخرى.

 

هل من الأفضل خفض الأجور أم تقليل العمالة؟

 

 

- يرى ستانتون أن الأمر يعتمد على عدة عوامل، فإذا كان العمال سيتركون العمل خلال أوقات الانكماش الاقتصادي، فمن الممكن خفض الرواتب؛ لأن معدل الدوران الوظيفي يكون أقل تكلفة خلال أوقات الانكماش الاقتصادي، ومن الممكن إعادة توظيف الأشخاص عندما تزيد المبيعات بمعدل طبيعي، حسب رأي ستانتون.

 

- هناك خيار آخر يتمثل في خفض العمولات لأفضل مندوبي المبيعات بنسبة أقل من الآخرين؛ حيث يشير ستانتون إلى أن قرار مغادرة الموظفين للشركة يعتمد على ما إذا كان بإمكانهم الحصول على وظيفة أخرى بسهولة أو لا.

 

المصدر: هارفارد بيزنس سكول

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة