نبض أرقام
22:24
توقيت مكة المكرمة

2024/07/11

لماذا تواصل تكاليف إنتاج النفط عالمياً تراجعها؟

2020/10/26 أرقام

اتخذت تكاليف إنتاج النفط العالمي منحنى هبوطياً بلغت نسبته 35% في غضون السنوات الست الماضية؛ لتكون عمليات استخراج الخام من قاع البحر مما استفاد بهذا الشأن.

 

وبلغ متوسط سعر التعادل لجميع مشروعات الاستكشاف والتنقيب عن النفط والتي لا تزال قيد التطوير، حوالي 50 دولاراً للبرميل في عام 2020.

 

 

وتمثل تكاليف إنتاج النفط عند هذا السعر انخفاضاً بنحو 10% في غضون العامين الماضيين، كما أنها أقل بنحو 35% عند المقارنة مع عام 2014، بحسب تقرير حديث صادر عن شركة استشارات الطاقة "ريستاد إنرجي".

 

ويعني ذلك أن إنتاج النفط في الوقت الحالي أقل تكلفة مقارنة بما كان عليه الحال قبل ست سنوات مضت، في خطوة تجعل استخراج الخام من المياه العميقة أحد أرخص مصادر استخراج الخام.

 

وبالنظر إلى منحنى تكلفة الإنتاج للنفط، نجد أن سعر الخام المطلوب لضخ 100 مليون برميل يومياً بحلول عام 2025 يشهد حالة انخفاض مستمرة خلال السنوات الأخيرة، مع حقيقة أن السعر المطلوب للحفاظ على إنتاج النفط عند هذا المستوى هو 50 دولاراً للبرميل.

 

وبالعودة إلى عام 2014، كان سعر النفط المطلوب لإنتاج 100 مليون برميل يومياً في عام 2025 يقترب من 90 دولاراً للبرميل، لكن هذا الرقم تم تعديله بالخفض في عام 2018 إلى حوالي 55 دولاراً للبرميل.

 

ويظهر المنحنى كذلك اتجاهاً رئيسياً آخر: رُفعت تقديرات إجمالي إنتاج النفط مع حلول عام 2025 من 105 ملايين برميل يومياً في عام 2014 إلى 115 مليون برميل يومياً في 2018، قبل أن تتراجع التوقعات مجدداً إلى 108 ملايين برميل يومياً في العام الحالي.

 

 

ويفسر تقرير "ريستاد إنرجي" الآثار المترتبة على هذا الانخفاض في سعر التعادل بأن عمليات الاستكشاف والإنتاج في صناعة النفط على مدى العامين الماضيين أصبحت أكثر قدرة على المنافسة من أيّ وقت مضى، ما يعني توفير كميات أكبر من الخام بسعر أقل.

 

ومع ذلك، فإن متوسط أسعار التعادل لغالبية مصادر استخراج الخام لا يزال أعلى من سعر النفط في الوقت الحالي، حيث بلغ سعر خام "برنت" عند تسوية جلسة الثاني والعشرين من أكتوبر الجاري 42.46 دولار للبرميل.

 

ويُعد هذا بمثابة إشارة واضحة على أن انتعاش استثمارات استكشاف الذهب الأسود تتطلب تعافي أسعار النفط من مستوياتها الحالية، كما يقول رئيس أبحاث التنقيب والإنتاج في شركة الاستشارات "إسبين إرلينجسن".

 

وفي تقريره الأخير بشأن آفاق السلع، تبلغ تقديرات البنك الدولي لمتوسط أسعار النفط في العامين الحالي والمقبل 41 و44 دولاراً للبرميل على التوالي.

 

 

وبالنظر إلى أسعار التعادل والإمدادات المحتمل ضخها في عام 2025 من المصادر الرئيسية للإنتاج، تظهر بيانات "ريستاد إنرجي" أنه خلال الفترة من عام 2014 وحتى عام 2018 جاء كل من إنتاج النفط الصخري وإمدادات منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" في صدارة القائمة.

 

وفي عام 2014، كانت التقديرات تشير إلى أن متوسط سعر التعادل للنفط الصخري سيبلغ 82 دولاراً للبرميل مع إمدادات محتمل أن يتم ضخها عند 12 مليون برميل يومياً.

 

ومنذ ذلك الحين، انخفض سعر التعادل بل وزاد المعروض المحتمل من النفط الصخري، حيث كان يبلغ 22 مليون برميل يومياً على أساس سعر 47 دولاراً للبرميل، وفق تقديرات عام 2018.

 

وبعد عام 2018، تراجع سعر التعادل للنفط الصخري ليكون عند 44 دولاراً للبرميل، في حين تقدر "ريستاد إنرجي" حالياً الإمدادات المحتملة من النفط الصخري بحلول عام 2025 عند حوالي 18 مليون برميل يومياً.

 

وفي واقع الأمر، يمكن أن يعزى هذا الهبوط في الإمدادات المحتملة من النفط الصخري على مدى السنوات الخمس المقبلة إلى الانخفاض الحاد في الإنتاج خلال النصف الأول من عام 2020.

 

ومن شأن انخفاض النشاط هذا العام والتعافي البطيء المحتمل في العام المقبل أن يؤدي إلى سحب المعروض من النفط الصخري من الأسواق.

 

 

وتتوقع "أوبك" أن يتراجع المعروض النفطي من خارجها بنحو 2.4 مليون برميل يومياً في العام الحالي إلى 62.8 مليون برميل يومياً في المتوسط، قبل أن يرتفع إلى 63.67 مليون برميل يومياً في عام 2021.

 

وفي مشروعات استخراج النفط من البحر، انخفضت أسعار التعادل منذ عام 2018 بنحو 16% بالنسبة للمياه العميقة وبنحو 10% بالنسبة للمياه الضحلة، مع حقيقة أن عمليات التنقيب عن الخام في الأخيرة تعني الحفر حتى عمق 150 متراً من المياه فقط.

 

ويجعل هذا الخفض في التكاليف متوسط أسعار التعادل للمياه العميقة أقل بقليل من نظيرتها لإنتاج النفط الصخري.

 

وفي الوقت نفسه، لم تشهد الإمدادات المحتمل ضخها في عام 2025 من الاكتشافات البحرية تغييرات كثيرة.

ويجعل هذا استخراج الخام من البحر بمثابة المستفيد بين جميع مصادر الإمدادات النفطية على مدى العامين الماضيين عندما يتعلق الأمر بتحسين التكاليف والإمدادات المحتملة.

 

المصادر: أرقام - ريستاد إنرجي - أويل برايس - أوبك - ناتيرال جاز إنتليجزنس

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة