نبض أرقام
01:11 م
توقيت مكة المكرمة

2024/12/29
2024/12/28

صناعة الخدمات اللوجستية في مهمة "استثنائية" لإنقاذ العالم

2020/11/12 أرقام

رغم النبأ السار المتمثل في اللقاح المحتمل ضد فيروس "كوفيد-19"، إلا أن كلمة الفصل التي من شأنها أن تسطر نجاح هذه الخطوة تتجسد في "الخدمات اللوجستية".

 

والسؤال هل تستطيع شركات الخدمات اللوجستية إنقاذ العالم؟، هنا يكمن التحدي الأكبر أمام الصناعة التي تضررت بشدة من تداعيات الوباء في وقت سابق من هذا العام.

 

 

وفي الأوقات العادية، تعمل المجموعات اللوجستية الكبرى المنتشرة حول العالم مثل "دي إتش إل" و"فيكديكس كورب" و"يو بي إس"، على الحفاظ على استمرار  تحرك الاقتصاد بسلاسة ما استطاعت إلى ذلك سبيلاً.

 

وفي الواقع، تربط صناعة الخدمات اللوجستية الشركات بالأسواق من خلال تقديم خدمات متنوعة بما في ذلك شحن البضائع وتخزينها.

 

وفي حين أن وباء "كوفيد-19" سلط مزيدًا من الضوء على الدور البطولي لصناعة الخدمات اللوجستية، لكن الدور الأكثر أهمية لا يزال أمامها وذلك عبر توصيل مليارات الجرعات من لقاح فيروس "كورونا" بشكل سريع وآمن إلى كافة بقاع المعمورة.

 

ومن شأن الطلب الهائل بالإضافة لدرجات الحرارة شديدة البرودة اللازمة لتخزين بعض اللقاحات المحتملة (بما في ذلك اللقاح الذي طورته شركتا فايزر وبيونتك) أن يكون بمثابة تحد لوجستي غير مسبوق.

 

وتعتقد الشركات أنها في حالة جيدة تمكنها من التعامل مع هذا التحدي، وذلك نتيجة الإعداد في وقت مبكر والاستثمارات الضخمة التي تم ضخها في صناعة النقل والشحن.

 

 

وفي هذا السياق لا يمكن تجاهل الضغوط الهائلة التي يتعرض لها هذا القطاع؛ بالنظر إلى أن المجموعات اللوجستية تعمل على تسهيل التجارة وتساعد الشركات على توصيل منتجاتها للعملاء، وبالتالي يمكن أن تتأثر سلبًا من اضطرابات سلاسل التوريد.

 

وفي بداية تفشي الوباء عندما تم إغلاق الشركات والمصانع على نحو واسع عالمياً، اضطرت شركات النقل والشحن فجأة إلى توصيل الكثير من المنتجات إلى عناوين إقامة المستهلكين، وهو أمر أكثر تكلفة.

 

ويمكن ملاحظة تأثيرات الوباء على الشحن البحري، حيث انخفض إجمالي حجم الحاويات في الموانئ الصينية بنحو 10.1% في الأشهر الأولى من عام 2020.

 

كما هبطت أحجام الشحن الجوي بنحو 19% في مارس الماضي، فيما ظل الشحن البري متاحًا بشكل جزئي في العموم على مستوى العالم باستثناء البلدان التي تخضع لإجراءات إغلاق صارمة.

 

وفي الوقت الحالي، تركز الشركات على الاستفادة من أعياد الكريسماس، حيث من المتوقع شراء كميات غير مسبوقة من الهدايا عبر الإنترنت هذا العام.

 

وتتوقع وحدة التسليم السريع "دي إتش إل" التابعة لشركة "دويتشه بوست" أن يكون الشحن في موسم العطلات أعلى بنسبة تزيد على 50% مقارنة مع عام 2019.

 

ومع شراء المستهلكين المزيد من المنتجات، قامت شركات الطرود الكبرى بتوظيف عشرات الآلاف من العمال، كما فرضت غالبية الشركات رسومًا إضافية على العملاء بما يعكس صعوبة التسليم أثناء الوباء.

 

وتحقق شبكات التوصيل السريع المزيد من الأموال عندما تقوم بتوصيل المزيد من الطرود، فعلى سبيل المثال قفزت الأرباح التشغيلية لشركة "دويتشه بوست" الألمانية بنحو النصف على أساس سنوي في الربع من يوليو وحتى سبتمبر.

 

 

وتتوقع الشركة الألمانية أن يتجاوز التدفق النقدي الحر للعام الحالي بأكمله ملياري يورو (2.4 مليار دولار)، وأن تصل أرباحها التشغيلية لمستوى قياسي عند 4.4 مليار يورو.

 

ومنذ القاع المسجل في مارس الماضي، تضاعف سعر سهم "دويتشه بوست"، كما ارتفع سهم "فيديكس" بمقدار ثلاثة أمثال تقريبًا، ما يعني أن الدور الحيوي للشركات اللوجستية خلال فترة الوباء انعكس على أسهمها.

 

ومع الوباء، بات الشحن الجوي رابحًا بشكل خاص بالنسبة لشركات مثل "دويتشه بوست" و"فيديكس"، حيث تمتلك كل منهما المئات من وحدات الشحن الجوي الخاصة بهما، على عكس الطريقة التقليدية لتوصيل الشحنات الجوية عبر طائرات الركاب والتي تطلعت مع قيود السفر.

 

وتقدر "دويتشه بوست" عبر دراسة حديثة، أن شحن ما يقدر بنحو 10 مليارات جرعة من اللقاح ستتطلب حوالي 15 ألف رحلة من الشحن الجوي على مدى العامين القادمين.

 

ومع حقيقة أن بعض اللقاحات المحتملة سوف تحتاج إلى التخزين في درجات حرارة منخفضة للغاية، فإن هذا الأمر سيلعب دورًا في نقاط القوة لدى كبار مقدمي الخدمات اللوجستية.

 

وكانت شركة "يو بي إس" استثمرت في اثنتين من "مزارع التجميد" العملاقة في كنتاكي وهولندا، والتي تمتلك القدرة على تخزين ملايين الجرعات في درجات حرارة منخفضة تصل إلى سالب 80 درجة مئوية.

 

كما تمتلك "فيديكس" أكثر من 90 منشأة لسلسلة التبريد في جميع أنحاء العالم وتخطط لتدشين المزيد.

 

وفي ظل النقص الحالي في قدرة الشحن الجوي، يمكن أن تؤدي متطلبات التسليم الصارمة إلى زيادة تكاليف الشحن.

 

 

إذن؛ هل حان وقت تحقيق الأرباح؟، سؤال يطرح نفسه في ظل المهمة الجديدة التي ستكون صناعة الخدمات اللوجستية بصددها، بعدما تضررت بشدة جراء تداعيات تفشي فيروس "كوفيد-19".

 

ويعتقد المحللون في بنك "بيرنبرج" الاستثماري أن توصيل اللقاح يمكن أن يخلق فترة من الأرباح الاستثنائية في مجال الخدمات اللوجستية.

 

ومن المرجح أن يكون التحول في التجارة الإلكترونية بمثابة وضع دائم ومن ثم ازدهار قطاع الشحن، حيث يقول المحللون إن أسواق الشحن الجوي قد تبقى  مضطربة لنحو عامين آخرين على الأقل.

 

المصادر: بلومبرج - مؤسسة التمويل الدولية - دي إتش إل

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.