"نحن نعمل في صمت".. شعار يمكن أن يجسد الواقع مع عودة الحديث مجددًا عن عملة "فيسبوك" الرقمية؛ إذ تفيد تقارير بأن "ليبرا" جاهزة للطرح بدايةً من العام القادم.
وفي أبريل الماضي، قالت رابطة "ليبرا" إنها تخطط لإطلاق نسخ من عدة عملات رقمية بالإضافة لـ"مركب رقمي" لعملاتها الإلكترونية كافة.
لكن تقريرا حديثا نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" نقلاً عن ثلاثة مصادر مطلعة على الأمر، ذكر أن الرابطة ستطلق في يناير القادم عملة رقمية واحدة مدعومة بالدولار على أن يتم طرح بقية العملات الأخرى في وقت لاحق.
ومنذ الإعلان عن الخطط الأولية لعملة "ليبرا" في يونيو عام 2019، كان هناك العديد من الشكوك ومخاوف الجهات التنظيمية في كل أنحاء العالم، كونها ستكون مدعومة بسلة من العملات العالمية والديون الحكومية، الأمر الذي قد يؤثر بالسلب على نظام المدفوعات عالميًا.
كما واجهت هذه العملة الرقمية انتقادات تنظيمية لاذعة تتمثل في تهديد استقرار النظام المالي والمساعدة في أنشطة إجرامية عبر غسل الأموال.
ويتوقف الوقت المحدد لطرح العملة الرقمية التي يعمل على تدشينها "فيسبوك" وآخرون على حصول المشروع على الموافقة على العمل كخدمة مدفوعات من جانب الهيئة العامة للرقابة على الأسواق المالية في سويسرا، بحسب تقرير "فايننشال تايمز".
وفي الأساس، تم إعلان مشروع "ليبرا" من قبل المسؤولين التنفيذيين في "فيسبوك"، لكنها واجهت صعوبات قوية على خلفية موجة من الانسحابات في صفوف الأعضاء المؤسسين بما في ذلك "باي بال" و"ماستر كارد" و"فودافون" و"آيباي" أواخر العام الماضي وبداية 2020؛ لينأوا بأنفسهم جميعًا عن هذا المشروع المثير للجدل.
لكن في بداية الربع الثاني من هذا العام، أكدت رابطة "ليبرا" أنها تعمل على إدخال تعديلات في مخططها في مسعى لمعالجة مخاوف الجهات التنظيمية بشأن إساءة استخدام العملة الرقمية، وتضييق نطاق هذه الثغرات التي تعد مصدرًا للقلق، كما تعهدت بإجراءات إضافية لمراقبة نظامها من أجل منع إساءة الاستخدام.
ومن بين الانتقادات الشديدة التي عانت منها "ليبرا" كان الارتباط الوثيق بشبكة التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، بالنظر إلى أن الأخيرة واجهت العديد من فضائح الخصوصية في الآونة الأخيرة.
ولا يزال من غير الواضح كيف يخطط بعض الأعضاء الرئيسيين في الرابطة مثل "أوبر" و"سبوتيفاي" لاستخدام العملة، حيث من المرجح أنهم سينتظرون لمعرفة صدى إطلاقها قبل إعلان خطط الاستخدام.
وفي الواقع، يأتي هذا الإعلان وسط قفزة قوية في قيمة "البتكوين"، العملة الافتراضية الأكبر عالميًا، حيث اقتربت من مستوى قياسي أدنى قليلاً 20 ألف دولار هذا الأسبوع قبل أن تتراجع لاحقا.
وفي سياق آخر، أعلنت "باي بال" في الشهر الماضي خططًا من شأنها دعم الأصول المشفرة بعد انسحابها من رابطة "ليبرا".
وكان الرئيس التنفيذي لشركة المدفوعات العالمية "دان شولمان" قال إن التحول للأشكال الرقمية من العملات يُعد بمثابة أمر حتمي.
وعلاوة على ذلك، يتزايد الاهتمام بالعملات الرقمية من جانب البنوك المركزية العالمية، حيث يخطط البعض للتحول من العملات الورقية إلى المدفوعات الرقمية، مع حقيقة أن جائحة فيروس "كورونا" أدت لتسريع هذا الاتجاه.
وفي هذا السياق، يجب تذكر تعليقات رئيس أكبر بنك مركزي في العالم "جيروم باول" مؤخرًا والذي قال إن مشروع العملة الرقمية الذي اعتبرته غالبية البنوك المركزية الكبرى محفوفًا بالمخاطر كان بمثابة "دعوة للاستيقاظ" بأن العملة الرقمية يمكن أن تأتي بسرعة إلى حد ما وبطريقة واسعة الانتشار.
لكن فيما يتعلق باتجاه بنك الاحتياطي الفيدرالي لخطوة كهذه، ذكر "باول" أن البنك المركزي لم يتخذ قرارًا بشأن إصدار عملة رقمية، مستشهدًا بالحاجة لمزيد من العمل والمشاورات العامة المكثفة قبل المضي قدمًا.
لكن بنك الشعب الصيني يواصل تطوير اليوان الرقمي الخاص به وسط تقارير صينية تشير إلى أن إطلاقه بات مسألة وشيكة، فيما لا يزال المركزي الأوروبي في مرحلة الدراسة بشأن "اليورو الرقمي".
وأوضح المركزي الأوروبي سابقًا أن السلطة النقدية في منطقة اليورو ستتخذ قرارًا في هذا الشأن بحلول منتصف العام المقبل سواء بالمضي قدمًا في هذا الاقتراح أو عدمه.
وفي الشهر الماضي، سلط صندوق النقد الدولي مزيدًا من الضوء على العملات الرقمية، مع الإشارة إلى أن العواقب الاقتصادية والسياسية لهذه العملات تعتمد على الكيفية التي ستعمل بها.
ومع ذلك، يشدد صندوق النقد على ضرورة وجود ضمانات كافية حتى لا تتحول هذه العملات الرقمية إلى تعزيز التدفقات غير المشروعة أو تجعل من الصعب على السلطات المحلية فرض ضوابط على حركة رؤوس الأموال الوافدة.
المصادر: أرقام - فايننشال تايمز - رابطة ليبرا - بيزنس إنسايدر - فوربس
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}