نبض أرقام
17:35
توقيت مكة المكرمة

2024/07/22
14:15

"وي تشات" .. كيف يسيطر تطبيق واحد على جميع جوانب الحياة في الصين؟

2021/01/01 أرقام - خاص

بالنسبة لأغلب الصينيين يعتبر تطبيق "وي تشات" هو الإنترنت، هذا التطبيق الشامل هو المنتج الرئيسي لشركة الألعاب الصينية العملاقة "تينسنت" التي تقترب قيمتها السوقية حاليًا من 850 مليار دولار، والتي تأسست قبل عقدين فقط من الزمان.

 

 

منذ إطلاقه في عام 2011 تطور تطبيق "وي تشات" بشكل كبير، ليتحول من مجرد وسيلة تواصل إلى نظام متكامل من الخدمات لا يستطيع أن يعيش بدونه أكثر من مليار مستخدم له الآن معظمهم في الصين، وهو الذي يعتمد عليه بشكل كبير بعد اندلاع جائحة فيروس كورونا التي فرضت على الناس في جميع أنحاء العالم ضرورة الالتزام بالتباعد الاجتماعي.

 

كيف بدأ؟

 

في التسعينيات أي في فجر عصر الإنترنت كانت مواقع الويب الخاصة بالأخبار والألعاب هي المكان المفضل للمواطنين في الصين من أجل الحصول على المعلومات، تمامًا كما كان الحال في جميع أنحاء العالم، ثم جاء العقد الأول من القرن الواحد والعشرين لتظهر ثلاث شركات محلية جديدة؛ هي "بايدو" و"تينسينت"، و"علي بابا" نجحت معًا في تسخير الإنترنت لصالحها، والسيطرة على صناعات البحث والاتصالات والتجارة الإلكترونية على التوالي.

 

 

وبداية من عام 2010، ازدهرت مبيعات الهواتف الذكية في الصين مما مهد الطريق أمام ظهور منصة موحدة يمكن للصينيين من خلالها إنجاز عدد مذهل من المهام عبر عدة نقرات، فاليوم يقدم "وي تشات" بمفرده للمستهلك الصيني معظم الخدمات التي تقدمها شركات "فيسبوك" و"سناب شات" و"أمازون" و"جوجل" و"بايبال" و"أوبر" وذلك على سبيل لا الحصر.

 

ينتشر "وي تشات" في حياة المواطنين الصينيين لدرجة جعلته النافذة الأساسية لهم على الإنترنت، إن لم يكن هو الإنترنت نفسه بالنسبة لهم، وبسبب طبيعته الشاملة التي تغطي كل جوانب الحياة تقريبًا، أصبح التطبيق إحدى أقوى أدوات الرقابة التي تستخدمها الحكومة الصينية في إبقاء أعينها مفتوحة على المواطنين.

 

المعارك الثلاث

 

لكي يصبح "وي تشات" ما هو عليه اليوم" خاضت الشركة المطورة له "تينسنت" ثلاث معارك حاسمة شكلت ليس مستقبل التطبيق فحسب بل الإنترنت الصيني بشكل عام. المعركة الأولى تعرف باسم "معركة ثري كيو الكبيرة" وفيها خاضت "تينسنت" صراعًا مع المنافس السابق لـ"وي تشات" المعروف با سم "كيو كيو" والذي كان يعتمد على الكمبيوتر وليس الجوال، كان "كيو كيو" هو أشهر برنامج مراسلة فورية في الصين، وكان لديه قاعدة واسعة من المستخدمين الشباب في الصين.

 

 

أما المعركة الرئيسية التالية فخاضتها "تينسنت" مع موقع التواصل الاجتماعي الصيني "ويبو" الشبيه بـ"تويتر"، حاولت "تينسنت" اختراق هذا السوق من خلال إنشاء خدمة شبيهة أطلقت عليها اسم "تينسنت ويبو"، ولكن ربما المعركة الأهم بين المعارك الثلاث هي المعركة الأخيرة والتي لا تزال قائمة وتخوضها "تينسنت" عبر "وي تشات" ضد "آنت فايناشيال" المالكة لبوابة الدفع الشهيرة "علي باي".

 

في عام 2013 أطلقت "وي تشات" ميزة تسمح للمستخدمين بإيداع الأموال في محفظة رقمية لتقتحم بذلك المجال الذي ظلت "علي بابا" مسيطرة عليه من خلال "علي باي" قبل أن تخرج الأخيرة من عباءتها وتنضوي تحت راية "آنت فايناشيال"، يتجاوز حاليًا عدد مستخدمي خدمات "علي باي" للدفع حاجز المليار و200 مليون مستخدم، بينما يقترب عدد مستخدمي خدمة "وي تشات باي" من 90 مليون مستخدم.

 

حتى في مجال البحث، اصطدم "وي تشات" بعملاق البحث الصيني "بايدو" مستغلا المشاكل التي تعرض لها الأخير في 2016 بسبب شكاوى من تلاعبه في ترتيب نتائج البحث، ليتيح في عام 2017 خدمة البحث داخل التطبيق. وفي نفس العام قدم "وي تشات" خدمة جديدة تسمح للمستخدمين بالإطلاع على محتوى روابط خارجية دون الاضطرار لمغادرة التطبيق.

 

التطبيق يعرف كل شيء

 

يتمتع "وي تشات" بإمكانية الوصول إلى قدر مذهل من المعلومات والتفاصيل حول حياة مستخدميه، مما يجعله أداة مراقبة مثالية بالنسبة للحكومة الصينية ووسيلة لإحكام سيطرتها على الرأي العام.

 

عندما تم اكتشاف فيروس كورونا في الصين في بداية العام الجاري، سارعت الحكومة الصينية إلى الاستجابة بقوة وبشكل سريع من خلال وضع عشرات الملايين من الناس قيد الحجر الصحي وفرض إغلاق صارم على عدد من المقاطعات، ولمنع انتشار المزيد من الأخبار عن المرض الجديد، لجأت الحكومة إلى "وي تشات" الذي يعد مصدراً رئيسياً للأخبار بالنسبة للصينيين من أجل حجب كل الأخبار المتعلقة بالأمر من خلال حجب كلمات مفتاحية معينة.

 

 

في الصين بالكاد يمكنك العيش بدون تطبيق "وي تشات"، فالتطبيق شبه محتكر للإنترنت الصيني وهو ما يجعل من المستحيل تقريبًا على المستخدمين العاديين التفاوض بشأن حقوقهم مع التطبيق، غالبًا ما يشار إلى الإنترنت في الصين باسم "جدار الحماية العظيم"، وذلك لأن الحكومة الصينية تراقب بصرامة ما يقرب من 800 مليون مواطن لديهم وصول للإنترنت، ويساعدها "وي تشات" في تحقيق هذه المهمة.

 

 

المصادر: أرقام –كوارتز – وايرد – بي بي سي

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة