على الرغم من أن ادخار الأموال ليس أمرًا سهلاً، إلا أنه أصبح ضرورة خاصة في ظل حالة الركود الاقتصادي التي يعاني منها العالم، وارتفاع نسبة البطالة، نتيجة تفشي وباء كورونا المستجد "كوفيد-19".
ورغم الظروف التي يمر بها العالم، إلا أن الكثير من الأشخاص لا يستطيعون السيطرة على نفقاتهم، بل أن العديد منهم يغرقون في الديون من أجل شراء أشياء غير ضرورية، مما يثير التساؤل حول أسباب ذلك.
الضغط من أجل الإنفاق
- ترجع المعالجة النفسية أوليفيا جيمس أسباب عدم قدرة الأشخاص على الادخار إلى زيادة أعداد الأشخاص المؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، وزيادة تأثيرهم على الناس، وأشارت أوليفيا إلى أنهم يدفعون الناس إلى إنفاق المزيد من الأموال من أجل الحصول على القبول الاجتماعي، والانتماء للمجتمع، موضحة أن الناس يرغبون في الشعور بالانتماء، ويريدون أن يراهم الآخرون جذابين وأنيقين.
- رغم ذلك فإن الجانب المظلم في ذلك، هو أن يحاول الأشخاص تضميد جروحهم الداخلية من خلال امتلاك أشياء مادية، ويقود ذلك الناس للتفكير بهذه الطريقة "عندما يكون لدي ذلك سأشعر بالتحسن، لازلت لا أشعر بتحسن، حسنًا ربما يكون هذا الشيء الآخر الذي رأيته)".
هناك سبب آخر تشير إليه أوليفيا يدفع الناس إلى الإنفاق، وهو أنهم يفكرون أنهم يعيشون مرة واحدة فقط، فالأشخاص يفضلون الإنفاق والاستمتاع وعيش اليوم بيومه، مع تفشي وباء كورونا أصبح الناس يفكرون أنهم قد يصابون به ويفارقون الحياة، ولن يستفيدوا من الأموال إذا ما قاموا بادخارها.
أهمية الادخار
- على الرغم من أن تفشي وباء كورونا دفع كثيرين للتفكير في عيش اليوم بيومه، دون التفكير في المستقبل إلا أن الظروف التي فرضها الوباء تجعل من المهم للغاية أن يدخر الأشخاص تحسبًا لأي ظروف طارئة، مثل فقدان الوظيفة، أو الحاجة لدفع نفقات مهمة طارئة.
- ترى المحاسبة كاري باركلي أنه خلال الفترات العصيبة مثل تفشي وباء كورونا، يصبح من الصعب الاقتراض من الآخرين، لتغطية نفقات غير متوقعة، لذلك تشير إلى أهمية أن يكون لدى الأشخاص عادة ادخار بشكل منتظم، من أجل الاستقرار المالي.
- تؤكد المدونة المتخصصة في مجال المال إيما جاكسون أن عادات الإنفاق لدى الأشخاص تلعب دورًا مهمًا عندما يتعلق الأمر بادخار الأموال، وأشارت جاكسون إلى أن الأشخاص يتغاضون عادة عن الطرق السهلة لتوفير الأموال مثل مراجعة الفواتير، واستخدام المواقع التي تقارن بين الأسعار للحصول على أفضل الصفقات بأقل الأسعار.
نصائح لادخار الأموال
- تشير كاري إلى أن الكثير من الحسابات المصرفية، خاصة الحسابات عبر الإنترنت، تتيح إمكانية وضع أموال في أماكن منفصلة عن الحساب الأساسي، ولأن هذه الأموال لا تكون في الحساب الأساسي، ولا تظهر على الشاشة كجزء منه، فمن غير المرجح أن يسحبها الأشخاص، وبهذه الطريقة يمكن أن يدخر الأشخاص بعض الأموال بشكل منتظم.
- تستخدم إيما جاكسون على الجانب الآخر تطبيقًا يقوم تلقائيًا بحساب ما يمكنها الاستغناء عنه، لنقل الأموال من الحساب الجاري إلى حساب التوفير، بناء على دخلها ونفقاتها، وتقترح كاري أيضًا أن يضع الشخص تحديًا لنفسه بألا ينفق لمدة أسبوع أو شهر، سوى على الأشياء الضرورية، وتجنب النفقات غير الضرورية مثل شراء ملابس جديدة أو وجبات جاهزة.
- من ناحية أخرى، ترى أوليفيا أن الأشخاص أصبحوا يتعرضون للكثير من الضغوطات التي تدفعهم للإنفاق، بما في ذلك ضغط الأقران، والإعلانات، بالإضافة إلى ذلك فإن كثيرين يلجأون للإنفاق كرد فعل على الصدمات، مثل الصدمة التي سببتها جائحة كورونا، وفي مثل هذه المواقف ينفق الأشخاص المزيد من الأموال لإلهاء أنفسهم عما يحدث حولهم.
- ونظرًا لأن الادخار في مثل هذه الظروف قد يكون صعبًا، تنصح أوليفيا الأشخاص الذين يجدون صعوبة في توفير الأموال، باللجوء إلى من حولهم لمساعدتهم، فوجود شخص حولهم يثقون به ويستشيرونه قد يمنحهم العزيمة والقوة لتجنب الإفراط في الإنفاق، وادخار الأموال.
المصدر: آفيفا
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}