قال محلل في "بيرنستاين" (Bernstein) إن شركة بوينغ تواجه استنزافاً نقدياً جديداً بسبب عيوب هيكلية في طائرتها 787 دريملاينر، ما قد يؤدي إلى إبطاء تعافي الشركة من جائحة فيروس كورونا وتداعيات إيقاف تشغيل طائرة 737 ماكس.
قال المحلل دوغلاس هارند إن مشاكل دريملاينر ستستنزف 7.5 مليار دولار من التدفق النقدي الحر لبوينغ لعامي 2020 و2021، حيث قام بتصنيف شركة صناعة الطائرات هذه إلى ما يعادل "البيع".
وقدّر هاريد أن بوينغ سلمت طائرة واحدة فقط من طراز 787 في ديسمبر، دون أن تسلم أي طائرة في نوفمبر، ما يشير إلى حدوث تأخيرات في إصلاح الطائرات التي لم يتم تسليمها.
وقال هارند في تقريره: "المشكلة التي نراها هي أن وضع طائرة 787 يزداد سوءاً ولم نتمكن بعد من تقييد التأثير السلبي بالكامل". كما أنه خفّض السعر المستهدف بنسبة 10% إلى 199 دولارا.
يشير الأثر المالي المتزايد إلى اضطراب جديد في شركة بوينغ وهي تحاول التعافي من أسوأ انكماش في تاريخ الطيران.
ورغم أن عيوب دريملاينر لا تشكل تهديداً مباشراً للسلامة، إلا أن غريغ سميث، الرئيس المالي لشركة بوينغ، أقر في الشهر الماضي أن عمليات التفتيش تستغرق وقتاً أطول من المتوقع. وهذا يناقض رسالة الشركة المتفائلة في أكتوبر، عندما توقعت ربعاً رابعاً قوياً لتسليم طائرة 787.
وهبط سهم بوينغ 5.1% إلى 203.15 دولار عند الساعة 2:55 مساءً في نيويورك بعد تراجعه بنسبة 5.4% في أكبر انخفاض خلال اليوم طوال ما يقرب من ثلاثة أشهر. كانت بوينغ هي الأسوأ أداءً على مؤشر داو جونز الصناعي.
وساهمت أخبار ارتفاع حالات الإصابة بكوفيد-19 وانتخابات الإعادة يوم الثلاثاء لمقعدين في مجلس الشيوخ في ولاية جورجيا في انخفاض واسع في الأسهم الأمريكية.
طائرات مخزنة
رفضت بوينغ التي يقع مقرها في شيكاغو تقديم أي تعليق باستثناء تحذير سميث الشهر الماضي بشأن ضعف عمليات التسليم. وقال المدير المالي في ذلك الوقت إن بوينغ تتوقع تسليم طائرات دريملاينر التي لم يتم تسليمها خلال عام 2021.
وقال المحلل دوغلاس هارند إنه تم تخزين حوالي 75 طائرة دريملاينر مكتملة، ولم يتم تسليم أكثر بكثير من 10 إلى 15 طائرة والتي كانت في حالة نموذجية عندما كان البرنامج بمثابة مصدر كبير للربح لشركة بوينغ. وتوقع هارند أن عدد الطائرات المخزنة من طراز دريملاينر 787 سيستمر في النمو خلال الربع الأول.
وصل مخزون بوينغ بالفعل إلى مستوى قياسي بلغ 75.2 مليار دولار في نهاية سبتمبر، وتضخم بسبب مئات طائرات ماكس التي لم يتم تسليمها.
وتجري الآن عمليات تسليم الطائرة ذات الممر الواحد، منذ أن رفعت الجهات التنظيمية الأمريكية حظر الطيران طراز ماكس في نوفمبر. تسبب حادثان مميتان في فرض حظر الطيران الأطول في تاريخ الولايات المتحدة، وأسفرا عن مقتل 346 شخصاً.
في نظر المستثمرين، فإن عودة طائرة ماكس والتقديم السريع للقاحات كوفيد-19 على مشاكل دريملاينر في أواخر عام 2020، وارتفعت الأسهم بشكل حاد في الربع الرابع. ومع ذلك، حذرت "يو بي إس غروب" من أن بوينغ ستضطر إلى تسجيل خسارة في وقت لاحق من هذا الشهر لأنها تبطئ إنتاج دريملاينر وتدمج عمليات الإنتاج في ساوث كارولينا.
"تفكيك" التصميمات الداخلية
تعتزم بوينغ إصلاح طائرات 787 طوال شهور في مصنعها في إيفريت بواشنطن، بعد إنهاء إنتاج النموذج هناك في مارس، على حد قول هارند.
وتتطلب عمليات الفحص"فتح الطائرة عن طريق تفكيك الأجزاء الداخلية والأرضية والسقف وما إلى ذلك.
تسمح المواصفات الهندسية بوجود اختلافات طفيفة، أو تجاعيد عندما يتم ضم جزأين من جسم الطائرة، لكنها لا تتجاوز عرض شعر الإنسان من الداخل".
تحدد شركة بوينغ والجهات التنظيمية الأمريكية مسار العمل المطلوب على طائرات دريملاينر الموجودة بالفعل في الخدمة.
ويرى المحلل هارند أن الاستجابات المحتملة تشمل مطالبة الشركة بإصلاح المشكلات الهيكلية أو إثبات أن التفاوتات الهندسية السابقة كانت ضيقة جداً.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}