تقسم أزمة المناخ ووباء "كورونا" كبرى شركات النفط إلى مجموعتين الأولى من الشركات الأوروبية مثل "بي بي" و"شل" و"توتال"، التي تحاول التحول بعيدًا عن إنتاج النفط والغاز وتحويل شركاتهم.
والمجموعة الأخرى لشركات النفط الأمريكية مثل "إكسون موبيل" و"شيفرون"، حيث يراهن مسؤولوها التنفيذيون على أن الطلب على النفط سيزدهر مرة أخرى بعد الوباء، رغم الضغوط العالمية لتخفيف الانبعاثات الكربونية.
ورغم اختلافهما إلا أن المجموعتين سجلتا خسائر بمليارات الدولارات في 2020، كما تواجه الشركات حالة من عدم اليقين خلال العام الجاري، وذلك بناءً على ما جاء في تقاريرها عن نتائج الأعمال.
وخلال 2020 وفي ظل الوباء وانخفاض أسعار الوقود في مارس، وعمليات الإغلاق، سجلت "إكسون" خسارة بقيمة 22.4 مليار دولار، وهي أول خسائر فصلية منذ عام 1999، وحققت "بي بي" خسارة سنوية قدرها 5.7 مليار دولار.
هذا وتواجه الشركات المنتجة الأمريكية ضغوطًا متزايدة نظرًا إلى التغيير في اتجاه سياسة المناخ في ظل إدارة الرئيس "جو بايدن".
ووفقًا لما ذكرته "سي إن إن"، يشير خبراء إلى أنه إذا كانت هذه الشركات تعتزم تغيير مسارها حقًا، فإن ذلك يجب أن يحدث قريبًا، وإلا ستتخلف أعمالها التجارية كثيرًا.
هذا ويستعد زعماء العالم بما يشمل مبعوث أمريكا للمناخ "جون كيري" لقمة مناخية كبرى ستعقد في نوفمبر، وقد يسفر الاجتماع عن مجموعة أكثر جرأة من أهداف غازات الاحتباس الحراري للعقد القادم.
وفي الواقع، يعود الانقسام بين شركات النفط والغاز الأمريكية ونظيراتها الأوروبية إلى وجهات نظر متباينة حول مستقبل الطلب على الخام بمجرد أن يكتسب التعافي من "كوفيد-19" زخمًا.
المجموعة الأولى
- في العام الماضي، حددت "بي بي" و"شل" و"توتال" مسارًا جديدًا، وكشفوا عن تعهدات بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من عملياتهم إلى صافي صفر بحلول 2050.
- كما تحدث مديروهم التنفيذيون عن الحاجة الملحة لتطوير خطوط أعمال جديدة لتعويض انخفاض الطلب على النفط، وذكر "بن فان بيردن" المدير التنفيذي لـ "شل" في حلقة نقاش الأسبوع الماضي: لا أحد عاقل حاليًا ينكر أن هذه قضية نحتاج إلى معالجتها بشكل عاجل.
- وتعتقد البريطانية "بي بي" أن الطلب على النفط ربما بلغ ذروته في عام 2019، وتعتزم تقليص إنتاج النفط والغاز 40% بحلول 2030، مع زيادة الاستثمارات منخفضة الانبعاثات الكربونية السنوية إلى 5 مليارات دولار.
- أما الفرنسية "توتال" فأصبحت الشهر الماضي أول شركة نفط كبرى تقطع علاقاتها بمعهد البترول الأمريكي، بسبب عدد من الخلافات بشأن سياسة المناخ.
- ومن المتوقع أن تحرز الشركات الأوروبية تقدمًا في تلك التحولات خلال 2021، ولكن سيكون بعضها مؤلمًا لأن الإصلاحات تتضمن خفض ما يقرب من 20 ألف وظيفة في "بي بي"، و"شل".
- وتأتي تلك التحركات في أوروبا في الوقت الذي بدأت في "وول ستريت" بإلزام الشركات التي تستثمر بها بمعايير مناخية أعلى.
المجموعة الثانية
- يبدو المستقبل أكثر ضبابية بالنسبة لشركات أمريكية مثل "شيفرون" و"إكسون موبيل"، التي تقاوم تغييرات كبيرة في أعمالها حتى الآن.
- وتقاوم "إكسون" حملات قوية من المستثمرين النشطاء الذين يطالبون بإعادة التفكير في نهج الشركة، وعلى الرغم من أن الشركة تستثمر بالفعل 3 مليارات دولار في تكنولوجيا تقلل الانبعاثات حتى عام 2025، ولكن ذلك لا يحرز الكثير لسد فجوة الطاقة المتجددة المتزايدة مع نظرائها الأوروبيين الذين يقومون باستثمارات كبيرة للحماية من تهديد وجودي محتمل.
- ولكن يمكن أن تسهل البيئة السياسية الجديدة في أمريكا، على "إكسون" و"شيفرون" السير في اتجاه جديد، إذ جعل "بايدن" مكافحة تغير المناخ أولوية قصوى، وأعلن في أول يوم له في منصبه أن الولايات المتحدة ستنضم إلى اتفاق باريس للمناخ، وأوقف عقود إيجارات جديدة للنفط والغاز على الأراضي الفيدرالية.
- وتفترض الشركات الأمريكية أن تلك المشكلات لن تدوم طويلاً، فعلى الرغم من أنها لم تقدم جدولاً زمنيًا للتعافي بعد الوباء، إلا أنها لا تزال ترى ازدهارًا في الطلب على النفط لعقود قامة.
المصدر: سي إن إن
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}