على الرغم من أن النساء أثبتن على مدى السنوات الماضية قدرات قيادية، بعد أن نجح العديد منهن في تولي مناصب مهمة في كبرى الشركات والمؤسسات، فإنه لم يتصل سوى نساء قليلات إلى مناصب قيادية، وفي المقابل هناك الكثير من الرجال غير الأكفاء يتولون مناصب مهمة.
ويناقش توماس تشامورو بريموزيك المتخصص في مجال علم النفس التنظيمي أسباب هذه المشكلة في كتابه "لماذا يصبح الكثير من الرجال غير الأكفاء قادة؟"، الصادر عام 2019.
يقول توماس في كتابه، إن النساء هن قادة أفضل، وإنهن يتمتعن بمهارات أفضل في التعامل مع الأشخاص، كما أنهن أكثر إيثارًا، وأكثر قدرة على التحكم في دوافعهن، بالإضافة إلى تفوقهن على الرجال في الجامعة.
ويؤكد توماس أن أحد أسباب عدم حصول الكثير من النساء على مناصب قيادية رغم كل المزايا التي يتمتعن بها، يرجع إلى النظرة الخاطئة إلى سماتٍ مثل الثقة المفرطة على أنها صفة عظيمة، ومن يتمتع بها يصلح أن يكون قائدًا.
ويشير توماس إلى أن هذه النظرة الخاطئة كانت سببًا في وصول العديد من الرجال غير الأكفاء إلى مناصب قيادية في السياسة والأعمال، مما قلل في المقابل من فرص الأشخاص الأكفاء، من الرجال والنساء على حد سواء.
ويقول توماس، إنه في كثير من الأحيان يستخدم الأشخاص الحدس بدلاً من المقاييس الواضحة، للحكم على ما إذا كان شخص ما مؤهلاً، مشيرًا إلى أن الثقة يمكن أن تكون استراتيجية تعويضية عن نقص الكفاءة.
التواضع سمة للقيادة
- حرص توماس على إعطاء نماذج للقادة الذين يتسمون بالتواضع، والذين يركزون على الفريق، بدلاً من التركيز على تقدمهم المهني، ولم يكتفِ بذكر نماذج نسائية فقط، فمثلما ذكر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل باعتبارها أفضل قائدة في مجال السياسة، ذكر أيضًا المستثمر الأمريكي وارين بافيت في مجال الأعمال والشركات، والذي علم نفسه بنفسه مهارات القيادة.
- يرى توماس أنه غالبًا ما يتم تجاهل أسلوب القيادة الهادئ القائم على التواضع، يلتفت الناس أكثر إلى القادة الذين يظهرون نرجسية وثقة مفرطة، مفسرًا ذلك بأن الثقة يسهل ملاحظتها، وفي حين يصعب تمييز ما إذا كان شخص ما قائدًا جيدًا، ويقول توماس عن ذلك "ما نراه هو ما نعتمد عليه".
- يرى توماس أن الاعتقاد الشائع بأن نقص ثقة النساء بأنفسهن يعوقهن يعد مغالطة، مشيرًا إلى أنه من الأفضل القول بأن النساء أقل ميلاً للمبالغة في تقدير أنفسهن من الرجال، ويستشهد توماس بدراسة أجرتها جامعة "كولومبيا"، وجدت فيها أن الرجال بالغوا في تقدير قدراتهم في الرياضيات بنسبة 30%، في حين بالغت النساء في قدراتهن بنسبة 15% فقط.
- أضاف توماس أن النساء يُعاقبن على إظهار الثقة، مؤكدًا أن الآخرين يحكمون على أخطاء المرأة التي تظهر ثقة بشكل أكثر قسوة، حيث يتم تذكر أخطائها لمدة طويلة، ومن المحتمل أيضًا ألا يتشارك زملاؤها المعلومات المهمة معها، ومن المرجح أن يقاطعها الآخرون أو يتجاهلوها عندما تتحدث.
رفع معايير القيادة
- رغم أن توماس يبدو في كتابه متحيزًا للنساء، فإن رسالة الكتاب الأساسية ليست تقديم حجج على تفوق المرأة على الرجل، أو أحقيتها للمناصب القيادية أكثر من الرجل، وإنما الارتقاء بمعايير القيادة، ويؤكد توماس أنه يجب منع وصول الرجال غير الأكفاء إلى المناصب القيادية، بدلًا من التركيز فقط على إزالة العقبات التي تمنع النساء من تولي المناصب المهمة.
- يقول توماس، إنه من الضروري تجنب التحيزات عند تقييم القادة، من خلال الاعتماد بشكل أقل على تقييمات الأشخاص، واستخدام بيانات الأداء بدلاً من ذلك.
المصدر: فاينانشيال تايمز
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}