كشف السفير الكوري المعتمد لدى البحرين، هاي كوان تشونغ عن حجم الصادرات البحرينية إلى كوريا في 2020 إذ بلغت 419 مليون دولار، فيما بلغت الصادرات الكورية إلى البحرين 382 مليون دولار، مؤكدًا استقرار العلاقات التجارية بين البلدين رغم ما مر به العالم من أزمة بسبب تفشي فيروس كورونا.
وأضاف في لقاء حصري مع «أخبار الخليج»، «أنه نظرا إلى العلاقات الممتدة منذ 45 عاما لطالما لعب البلدان أدوارا مهمة لبعضيهما، فكوريا باعتبارها قادما جديدا إلى منطقة الشرق الأوسط في السبعينيات قد وجدت معبرا لقلب الإقليم من خلال البحرين إذ إن أول رحلة طيران كورية سجلت البحرين كأول منفذ لها».
وجاء في تفاصيل الحوار الآتي:
* بدايةً، حدثنا عن طبيعة العلاقات البحرينية الكورية في المجالات المختلفة؟
- نظرا إلى العلاقات الممتدة منذ 45 عاما لطالما لعب البلدان أدوارا مهمة لبعضيهما، فكوريا باعتبارها قادما جديدا إلى منطقة الشرق الأوسط في السبعينيات من القرن الماضي قد وجدت معبرا إلى قلب الإقليم من خلال البحرين إذ إن أول رحلة طيران كورية سجلت البحرين كأول منفذ لها.
والدور الآخر الذي يتم لعبه إلى الآن هو الشراكة المتميزة التي جمعت كلا البلدين في عديد من الارتباطات المهمة التي أسهمت في تعميق التجربة الكورية في الإقليم وفي البنية التحتية لمملكة البحرين.
صفتان مهمتان يتمتع بهما البلدان حتى الآن هما انتقال القوة الاقتصادية الإقليمية بين الدول المجاورة وأيضا انفتاح العديد من مصادر التعاون للتمثيل الإقليمي.
* كم بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين في 2020؟ وهل تأثرت بسبب الجائحة؟
- في عام 2020 حقق الميزان التجاري نتائج مشابهة لتلك التي سجلها في عام 2019 حيث بلغت الصادرات البحرينية إلى كوريا حوالي 419 مليونَ دولارٍ أمريكي وسجلت الصادرات الكورية إلى البحرين 382 مليون دولار أمريكي.
وفي العام ذاته، سجلت المواد التالية أعلى نسب في المنتجات المستوردة من البحرين وهي النافثا والألومنيوم والحديد والسلطعونات الزرقاء بينما تحتل المنتجات التالية الخمس مراتب الأولى في قائمة المنتجات الكورية المستوردة إلى البحرين وهي محركات الهواء والآليات الكيميائية والمدفئات وكتل الحديد والمحولات الطاقية.
ويسعدني جدا رؤية العلاقات التجارية الثنائية مستقرة رغم الأثر الوخيم الذي حل على الجميع بسبب الجائحة. فهي دلالة شاهدة على الأسس المتينة للعلاقات الاقتصادية بين البلدين.
* كم عدد الشركات الكورية العاملة في البحرين؟ وكم يبلغ حجم استثماراتها؟
- من خلال النظر إلى تاريخ العلاقات سجل التعاون الثنائي العمل على 57 مشروعا في البحرين بمشاركة 17 شركة كورية وتم تسجيل شركة كورية استثمارية جديدة في عام 2020 بمجال التصنيع.
وتتحكم طبيعة المشاريع التي يتم إدارتها في البحرين بحجم الشركات الكورية المشاركة فيها فلدينا الشراكة الممتدة بين شركة نفط البحرين (بابكو) وهيئة الكهرباء وعدد آخر من أكبر المؤسسات الحكومية مع عمالقة الشركات الكورية كسامسونغ وهيونداي وإس كاي وغيرهن.
* هل هناك مشاريع جديدة مرتقبة بين البلدين؟
- نعم، حاليا لدينا مشروع تطبيق «صحتي» التقني لتخزين المعلومات الطبية والصحية لوزارة الصحة كقاعدة معلوماتية وأيضا هناك نظام «سجلات» التابع لوزارة التجارة والصناعة والسياحة والذي يعمل على نظام معلوماتي إلكتروني شامل لجميع الخدمات التجارية وفي قطاع الطاقة، فهناك مشروع جديد في مجال البتروكيماويات وفي مجال المواصلات والبنية التحتية فإن المشاريع الكبيرة كمترو البحرين والجسر الثاني يحركان اهتماما كبيرا لدى الشركات الكورية للمشاركة والاستثمار.
* كيف تقيِّم التبادل السياحي والثقافي بين البلدين خلال الآونة الأخيرة؟
- يدخل مملكة البحرين ما يعادل 20 ألف كوري عن طريق جميع المنافذ الحدودية ولمختلف الأسباب وفي عام 2019 حتى قبل الجائحة في 2020 سجلت السلطات الكورية دخول ما يقارب الـ800 بحريني إلى جمهورية كوريا و700 منهم فقط دخلوا لغرض السياحة.
إن السفارة تجمع كل الجهود وترسم السبل لترويج وتشجيع السياحة بين البلدين آخذين بعين الاعتبار كل ما يمكن تقديمه من كلا البلدين على جميع الأصعدة الثقافية والفكرية والترفيهية وحتما سيتم تسخير الجهود لتوفير المقدمات المناسبة والمعتبرة لجذب أي تحرّك.
* نلاحظ أن هناك إقبالا كبيرا على الفن الكوري –بشكل خاص المسلسلات والفرق الموسيقية- خاصة في دول الخليج، كيف ترى هذا الإقبال؟ وهل هناك نية لاستقطاب الفنانين إلى البحرين؟
- أنت محق بالفعل فالموجة الكورية، أو «هاليــو» كما نسميها في كوريا، هي موجة كبيرة والجميع يبدي اهتماما بها فهي من أفضل الوسائل التي تم استخدمها في الدبلوماسية الناعمة وأعتقد أنه لشيء عظيم أن أصل إلى هذه النقطة من العالم وأفتح التلفاز لأجد مسلسلا كوريا يتم عرضه على شاشة عربية وهذا باعث على إحساس كبير بالألفة.
من هذه الناحية فالتعاون في البحرين قوي ويكبر مع كل سعي حيث تم عرض مسلسل كوري على شاشة تلفزيون البحرين الحكومية وأيضا ساهمت السفارة بعرض مسلسلين كرتونين لعناية الأطفال ناهيك عن عدد من البرامج الوثائقية، وفي هذه الأثناء نرى أن الجميع يحاول أن يستغل كل الظروف المتاحة لتأطير العلاقات والإبقاء على سلامة الجميع في ظل الجائحة.
ونحن نترقب في المستقبل حينما يتم كبح جماح الجائحة وبحماس أن تتعدد أطر التعاون لتشمل المجال الموسيقي والأداء والفن وأتمنى لو كنا نستطيع أن نجذب اهتمام الفرق العالمية كBTS أو Blackpink ليزوروا البحرين في المستقبل.
* الشركات الكورية العملاقة مثل «سامسونغ / هيونداي / كيا» لديها سمعة جيدة من ناحية جودة الخدمات والمنتجات مقارنة مع دول أخرى، كيف يعزز ذلك من استقطاب مزيد من الشركات الكورية إلى المنطقة والبحرين تحديدا؟
- يسعدني أن تنال منتجات العلامات الكورية استحسان الجمهور البحريني من ناحية الجودة وتأدية الغرض وأعتقد وآمل أن يستمر هذا الأثر في المستقبل وحسب اطلاعي وملاحظتي فإن هذه الاتجاهات كلها محفزات للتوسع في العمليات أو لجذب الشركات الأخرى للمنطقة والتي تعتمد مطلقا على استمرارية الترويج للتعاون والجهود الحثيثة لزيادة التبادل التجاري.
* كيف أثرت الجائحة على الاقتصاد الكوري بشكل عام وعمليات التصدير بشكل خاص؟
- التأثر على كوريا حسن نسبيا، فبينما سجلت الاقتصادات المتقدمة انخفاضا بنسبة 4.9%، فالانخفاض في كوريا لم يتجاوز الـ1.1% وسبب هذه المحافظة يرجع إلى التالي، كما أعتقد:
1- الاحتواء والصيانة الفاعلة للجائحة فالسياسات التي عمل بها وتم اتباعها كان لها دور قوي في المحافظة على سلامة الجميع .
2- بينما الجهود سعت لاحتواء الجائحة محليا، فإن الاستيراتيجيات والسياسات شجعت على إبقاء الاقتصاد مفتوحا وتقليل عامل الإغلاق.
3- القرارات الجريئة التي اتخذتها الحكومة لتحفيز الاقتصاد كصفقة الرقمية الجديدة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وصفقة خضراء جديدة في مجال البيئة في تقنيات صديقة للبيئة وخالية من الكربنة ناهيك عن الاستثمارات الهائلة التي تم القيام بها وتم الانتفاع بها جيدا.
* باتت بعض الدول الآسيوية تستقطب العديد من الطلبة البحرينيين للدراسة بترويج مكثف من جامعاتها، هل هناك توجه إلى تنشيط السياحة التعليمية في كوريا؟
- في عام 2019 بلغ عدد الطلبة الأجانب في كوريا 160 ألف طالب وللأسف فإن نسبة الطلبة البحرينيين شكلت الأقل في هذا الجمع والذي قد يستمد من العوامل التالية:
1- لا تعد البحرين من الدول التي تتلقى المساعدات الإنمائية الرسمية والتي تعني الدول النامية والبعثات الحكومية الكورية تركز على هذه الدول التي تتلقى هذه المساعدات الإنمائية الرسمية.
2- مستوى التعاون بين الجامعات في ترويج برامج التبادل الطلابي ليس كافيا.
ولهذا كنت ومازلت مهتما بشكل كبير للقاء رؤوساء الجامعات في البحرين لمناقشة تسهيل هذه البرامج التي ستزيد من معدلات التشجيع على مختلف الأصعدة.
وفي ذات الوقت فإن السفارة الكورية تروج سنويا ومنذ إعادة فتحها في عام 2011 لبرنامج بعثة الحكومة الكورية والذي يغطي كل المصاريف المتعلقة بدراسة أحد الطلبة البحرينيين في تحصيل الشهادات العليا أما الماجستير أو الدكتوراه فالسفارة تستقبل طلبات التقديم للعام 2021.
* شركة الصناعات الدوائية الكورية العملاقة «سيلتريون» أعلنت أن علاجها المرشح لفيروس كورونا يقلل من مدة التعافي، ويقلل فرص تطور المرض إلى حالة خطيرة، هل هناك تواصل بين البلدين لاعتماد لقاح كوري في البحرين؟
- بداية أود أن أنوه أن التعاون في المجال الصحي بين كلا البلدين يعد ممتازا، فهناك تعاون كبير في مجال التطبيقات التقنية لنظام صحتي مع وزارة الصحة وكذلك تم إعداد ندوة إلكترونية جمعت عددا من الأطباء البحرينيين التابعين لقوة دفاع البحرين مع فريق طبي في عام 2020 وحاليا هناك أربع شركات كورية تستثمر في إنتاج لقاح بينما 12 شركة تسخر الجهود لإنتاج بروتوكولات علاجية والبروتوكول العلاجي للشركة المعنية في هذا السؤال يتم استخدامه جزئيا ونتائجه تعد جيدة ونتمنى أن يتم التعريف عن هذه العلاجات في الأسواق بشكل كامل قريبا.
بالنسبة إلي لا توجد أسباب تمنع من الشراكة التعاونية فيما تخص اللقاحات أو العلاجات، حالما يتم عرضها في الأسواق والتاريخ الممتاز الذي يجمع كلتا الدولتين يقف شامخا وكشهادة معتبرة للشراكة الناجحة في إيصال خدمات طبية ذات جودة عالية على جميع المستويات.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}