تواجه صناعة أشباه الموصلات البالغة قيمتها 450 مليار دولار أزمة، ولفهم تلك الأزمة يجب البدء بجزء تبلغ قيمته دولار واحد فقط يسمى برقائق برامج تشغيل الشاشة.
ورقائق برامج تشغيل الشاشة هي عبارة عن شريحة صغيرة ترسل التعليمات والإشارات إلى الشاشة.
ويظهر ذلك النقص في ارتفاع أسعار شاشات "إل سي دي"، إذ تضاعف سعر الشاشة مقاس 50 بوصة لأجهزة التلفاز بين يناير 2020 ومارس 2021، وذكر "ماثيو كانترمان" من "بلومبرج إنتلجنس" أن هناك نقصًا مريعًا في رقائق تشغيل الشاشة، ويتوقع استمرار ارتفاع أسعار شاشات الـ "إل سي دي" حتى الربع الثالث على الأقل.
المشكلة الأساسية
- تكمن مشكلة صناعة الرقائق والشركات حتى خارج قطاع التكنولوجيا مثل مصنعي السيارات في عدم وجود عدد كافِ من رقائق تشغيل الشاشة.
- ولا تستطيع الشركات المصنعة لها من مواكبة الطلب المتزايد، وبالتالي ترتفع الأسعار بشكل كبير.
- يساهم ذلك في نقص الإمدادات وزيادة تكاليف شاشات الـ "إل سي دي"، والمكونات الأساسية لصنع أجهزة التلفاز والحواسب المحمولة، بالإضافة إلى السيارات والطائرات والثلاجات المتطورة.
تدفق الأزمة عبر الاقتصاد العالمي
- تتركز الأزمة في مجموعة من الأجزاء التي تبدو غير مهمة مثل رقائق إدارة الطاقة، ولكن الأزمة تتدفق حاليًا عبر الاقتصاد العالمي.
- نتيجة للأزمة، قامت شركات صناعة السيارات مثل "فورد موتور" و"نيسان موتور" و"فولكس فاجن" بالفعل بتخفيض الإنتاج، مما قد يتسبب في فقدان الصناعة إيرادات بأكثر من 60 مليار دولار هذا العام.
- ومن المتوقع أن يزداد الأمر سوءًا قبل أن تبدأ الأمور في التحسن، إذ تسببت عاصفة شتوية نادرة في ولاية تكساس في توقف قطاعات من الإنتاج الأمريكي، كما سيؤدي حريق مصنع رئيسي في اليابان إلى إغلاقه لمدة شهر.
- وفي الوقت نفسه، حذرت "سامسونج إلكترونكس" من خلل خطير في الصناعة، وأشارت شركة "تايوان سميكوندكتور مانيوفكتشرنج" إلى أنها لا تستطيع مواكبة الطلب على الرغم من تشغيل المصانع بأكثر من 100% من طاقتها.
كيف نشأت الأزمة؟
- ظهرت أزمة الرقائق من سوء تقدير لنتائج ظهور جائحة "كوفيد-19" في العام الماضي، فعندما بدأ الفيروس الانتشار من الصين إلى بقية العالم، توقعت العديد من الشركات تراجع عدد الأشخاص مع مرور الوقت.
- ولكن ما حدث هو أنه مع بقاء الأفراد في منازلهم بسبب الجائحة بدأوا الإقبال على شراء الأجهزة التكنولوجية، وقاموا بشراء حواسب أفضل وشاشات أكبر حتى يتمكنوا من العمل عن بعد، وحواسب محمولة جديدة لأطفالهم للتعلم عن بعد.
- إلى جانب شراء أجهزة تلفاز بتكنولوجيا أعلى، ومنصات ألعاب، وغيرها لجعل الحياة أفضل خلال البقاء في المنزل، وتحول الوباء إلى موسم تسوق عبر الإنترنت.
- ومن ناحية أخرى، شكل الأمر صدمة لصناعة السيارات فقد أغلقت المصانع أثناء الوباء، وتعطل الطلب في ظل غياب إمكانية الوصول إلى صالات المعارض، وطلبت الشركات من مورديها التوقف عن شحن المكونات بما في ذلك الرقائق الهامة بالنسبة للسيارات.
- ولكن في أواخر 2020، بدأ الطلب في الارتفاع، وأعادت شركات صناعة السيارات فتح المصانع، وتوجهوا إلى مصنعي الرقائق مثل "سامسونج"، الذين لم يتمكنوا من صنع الرقائق بالسرعة الكافية لعملائهم.
نموذج من الأزمة
- ذكر "جوردان وو" وهو الشريك المؤسس والمدير التنفيذي لشركة "هيماكس تكنولوجيز" وهي مورد رائد لرقائق تشغيل الشاشة: لم أشهد شيئًا كهذا في العشرين عامًا الماضية منذ تأسيس شركتنا.
- وأوضح "وو" أنه لا يمكنه تصنيع المزيد من رقائق تشغيل الشاشة من خلال الضغط على القوى العاملة.
- وأضاف أن الوباء أدى إلى طلب قوي لدرجة أن شركاء التصنيع لا يستطيعون صنع ما يكفي من رقائق تشغيل الشاشات لكافة الشاشات التي تعد جزءًا من الحواسب وأجهزة التلفاز وغيرها.
- وتعد عملية تصنيعها معقدة ولا أحد يشيد المزيد من خطوط التصنيع لأنها غير مجدية من الناحية الاقتصادية، ومكلفة للغاية.
- وعلى الرغم من ارتفاع مبيعات "هيماكس" وتضاعف سعر سهمها ثلاث مرات منذ نوفمبر، إلا أن "وو" يرى أن عدم قدرته على تلبية طلبات العملاء في مثل هذا الوقت أمر محبط، وأنه لا يتوقع انتهاء الأزمة، خاصة بالنسبة لمكونات السيارات في أي وقت قريب.
مشكلة أخرى
- ازداد الوضع سوءًا مع نقص الزجاج، مع إبلاغ كبرى شركات صناعة الزجاج عن حوادث في مصانع الإنتاج، بما في ذلك انقطاع التيار الكهربائي في مصنع "نيبون إلكتريك جلاس" Nippon Electric Glass خلال ديسمبر.
- وانفجار مصنع "إيه جي سي فاين تكنو كوريا" AGC Fine Techno Korea في يناير، وقال الشريك المؤسس لشركة استشارات الشاشات "دي إس سي سي" DSCC إن الإنتاج سيظل مقيدًا على الأرجح على الأقل حتى صيف هذا العام.
المصدر:بلومبرج
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}