عند الحديث عن أول مركبة شحن كهربائية ذاتية القيادة يُسمح لها بالسير على طريق عام في العالم، يتبادر إلى الأذهان مباشرة اسم "تسلا" أو "وايمو" التابعة لـ "ألفابت" أو "أوبر"، ولكن كل ذلك ليس صحيحًا.
وذلك لأن شركة "إن رايد" Einride السويدية التي تأسست عام 2016 هي التي أطلقت أول شاحنة كهربائية ذاتية القيادة تسير على الطريق في العالم.
وعلى الرغم من أن تصريح السير على الطريق العام الحالي الخاص بالشركة محدود للغاية ومقتصر على جزء صغير من طريق عام واحد في السويد، ولكن هذا يعني أن البداية موجودة، كما تتطلع الشركة إلى بدء عملياتها في الولايات المتحدة والتوسع أكثر في أوروبا.
شركة ناجحة
جمعت "إن رايد" تمويلاً إجماليًا بقيمة 41 مليون دولار، وهو رقم مناسب لشركة ناشئة، لكنه لا يقارن بالمليارات التي تستثمرها شركات مثل "تسلا" في السيارات الكهربائية وتكنولوجيا القيادة الذاتية.
ورغم ذلك إلا أن هذه الشركة الناشئة تفوقت على كافة الشركات الكبرى في طرح أول شاحنة ذاتية القيادة على الطريق والتي تسميها "بود" Pod ووصفتها بأنها تمثل "مستقبل الشحن".
- أوضحت "ليني كورنهيد" المؤسسة المشاركة في "إن رايد" ومسؤولة التسويق - البالغة من العمر 29 عامًا - أنه في اليوم التالي لإعلان "إيلون ماسك" إطلاق "تسلا سيمي"، أطلقنا بالفعل الشاحنة "بود".
- ودليل آخر على قوة الشركة، هو تعاون العديد من العلامات التجارية مع "إن رايد" بالفعل بما في ذلك "كوكاكولا" و"إريكسون".
كيف تعمل "بود"؟
- وفقًا لـ "إن رايد"، تسير الشاحنات بشكل مستقل باستخدام برنامج القيادة الذاتية الخاص بالشركة، ويتم التخطيط لعمليات التسليم وتنفيذها باستخدام منصة "إن رايد" لنقل البضائع وهي منصة برمجية تستخدم التعلم الآلي لرسم خرائط للطرق، ومراقبة طاقة بطارية الشاحنة وتتبع شحنات الشحن.
- كما يمكن أيضًا التحكم في شاحنات "إن ريد" عن بُعد باستخدام تقنية خاصة بالشركة تسمح لمشغل واحد بالتحكم في الشاحنة من مكتب على بعد مئات الأميال من المركبة نفسها.
- وتزن كل شاحنة "بود" 26 طنًا ومزودة بسعة شحن 16 طنًا، ويتراوح مدى البطارية الكهربائية بين 80 إلى 110 أميال.
نموذج عمل الشركة
- لا تعتبر "إن رايد" شركة صناعة شاحنات تقليدية، إذ إنها لا تنتج شاحناتها أو تعرضها للبيع، بل تشبه "آبل"، لأنها مسؤولة عن التصميم والتكنولوجيا والعلامات التجارية للشاحنات، فضلاً عن التحكم في السلسلة الكاملة التي تستعين فيها بمصادر خارجية للإنتاج والتجميع والخدمات اللوجيستية.
- ولكن الأهم من ذلك هو منصة برمجياتها، إذ أوضحت "كورنهيد" قائلة: "إن رايد" في الأساس هي شركة برمجيات، ومنصتنا هي التي تصنع الفارق.
- كما أن الشركات التي تتطلع إلى استخدام شاحنات "بود" من "إن رايد" لن تتمكن من شرائها بشكل مباشر، بل تنفذ بدلاً من ذلك برنامج اشتراك، أي أنها تشتري وسيلة نقل بدلاً من مركبة، ويكمن سبب تبني نموذج الأعمال المبتكر هذا في الخصائص المحددة للقيادة الذاتية والكهربائية.
- وأضافت "كورنهيد": تتطلب القيادة الذاتية والكهربائية تخطيطًا دقيقًا ومنهجيًا، ويمكن القيام بذلك على أفضل وجه على مستوى الأسطول، حيث يكون هناك تخطيط شامل يتسم بالفاعلية والأمان، ويستفيد من نطاق المركبات وإمكانيات الشحن.
ما الهدف؟
- تهدف "إن رايد" بلا شك إلى معالجة تغير المناخ، وهو ما أوضحته "كورنهيد" قائلة: نقل الشحن البري مسؤول عن 7% من انبعاثات الاحتباس الحراري العالمية، ويتزايد حجم البضائع المشحونة بمعدل من 3% إلى 4% سنويًا.
ووفقًا لـ "إن ريد" فإنه يمكن للشاحنات الكهربائية ذاتية القيادة تحويل نقل البضائع على الطرق من خلال تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 90%، وكما يمكنها أيضًا خفض تكاليف التشغيل بنسبة 60% وتحسين السلامة على الطرق بشكل جذري.
وعندما سُئلت عما إذا كان تقليل النقل حلاً أفضل، أوضحت "كورنهيد": الخدمات اللوجيستية والنقل مهمان للغاية في الاقتصاد العالمي اليوم، يجب أن نكون قادرين على الاحتفاظ بكل ذلك ولكن بطريقة مسؤولة ومستدامة.
وتسعى الشركة إلى أن تكون قدوة وتوضح أن التحول إلى نقل البضائع الكهربائية المستقلة في متناول اليد، وأن التكنولوجيا موجودة ويمكن التغلب على العقبات القانونية.
المصدر: "فوربس - سي إن بي سي"
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}